التهديف سيتراجع.. وحذر شديد في الأدوار المتقدمة

متخصصون: مباريات المونديال تقدم دروساً كبيرة
بغداد ـ الصباح الجديد:

تتواصل الإثارة في مباريات كأس العالم في روسيا التي بدأت يوم 14 حزيران الجاري وتتواصل لغاية 15 تموز المقبل، اذ تشهد صراعاً كبيراً بين قارات العالم، فالكبار، يتطلعون للفوز ولاسيما المنتخب الألماني حامل اللقب في النسخة السابقة، وكذلك منافسه المنتخب الأرجنتيني والبرازيلي والفرنسي والبرتغالي، في حين اوضحت الصورة ان المنتخبات العربية تعاني فقراً فنياً واضحاً وكانت محطات للمنتخبات الاخرى التي كشرت عن انيابها وافترست ممثلي الكرة العربية الذين أنقسموا بين منتخب خليجي و3 يمثلون العرب من قارة أفريقيا.
الغزارة التهديفية كانت واضحة في المباريات، في حين يبقى رقم اللاعب الفرنسي جاست فونتين صامداً، حيث سجل 13 هدفا في مونديال 1958 الذي اقيم في البرازيل وتوج بلقبه البلد المضيف، فهل يا ترى يكسر هذه المرة بفضل الرصيد العالي للمتنافسين على اللقب؟.
التقرير التالي، يتحدث فيه عدداً من المتخصصين بشأن المعدل العالي في الاهداف وامكان تحطيم رقم الأسطورة الإنجليزي، واسباب التسجيل في الدقائق الحرجة، فكانت هذه الحصيلة:
أول المتحدثين، كان عضو الملاك التدريبي المساعد لمنتخبنا الوطني رحيم حميد، اذ اشار إلى ان المنافسة التهديفية الحامية بين النجوم رونالدو وكين ولكاكو، ستكون مثيرة في الجولات المقبلة، وهؤلاء اللاعبين بامكانهم زيادة معدل الرصيد وصولاً إلى معانقة لقب هداف المونديال ودخول التأريخ.
وتابع ان البداية القوية للاعبين أسهمت في تربعهم على مقدمة الهدافين، لذلك فهم قادرين على كسر الرقم الذي سجل باسم الفرنسي فونتين ويبلغ 13 هدفا، لكنه استدرك ان تسجيل الأهداف سيكون أكثر صعوبة في الأدوار اللاحقة ضمن مباريات خروج المغلوب منذ دور الـ 16 حتى النهائي.
واشار حميد، إلى ان تسجيل الاهداف في الأوقات القاتلة يؤكد ان الوضع البدني للاعبي المنتخبات التي سجلت في هذه الدقائق كان عاليا، إلى جانب الانضباط التكتيكي العالي وبقاء اللاعبين في فورمة العطاء حتى اطلاق صفارة نهاية المباراة.
وكان المدرب رحيم حميد، توج بلقب هداف الدوري الممتاز للموسم 85/86 برصيد 9 أهداف بالتساوي مع أحمد راضي من الرشيد وحسين سعيد من الطلبة، وعاد حميد في الموسم التالي ليخطف اللقب منفرداً بتسجيله 14 هدفا.
اما الهداف كريم صدام، فاكد ان صعوبة بالغة تكمن في تحطيم الرقم القياسي التهديفي في المونديال، فنسبة 13 هدفا هي عالية جدا، والهدافون في مونديال روسيا الحالي ربما سيغادرون مع منتخبات بلادهم تباعا من الأدوار اللاحقة، لذلك سيبقى صامداً رقم الفرنسي فونتين.
وتابع ان الأهداف التي شهدتها الجولات السابقة للمونديال كانت عالية نتيجة الضعف في مستويات بعض المنتخبات المشاركة ومنها العربية كالسعودية وتونس وكذلك بنما، الا ان معدل الاهداف سينخفض برأيي الشخصي، في الجولات المقبلة ولا سيما الادوار المتقدمة، لان هنالك حذراً كبيراً سيكون معتمداً لدى الجميع وبالتالي تقل نسبة التهديف.
وذكر ان كرة القدم في مونديال روسيا تقدم دروس لأهل الكرة، فالوقت القاتل الذي جاءت به العديد من الاهداف الحاسمة، يؤكد ان بقاء اللاعبين بدرجة التركيز عالية ولديهم المقدرة على طرق شباك المنافسين في اية لحظة، فكما شاهد الجميع هنالك مباريات حسمت بالثواني الاخيرة.
وسبق لكريم صدام ان توج بلقب هدافي الدوري الممتاز 4 مرات، في الموسم 88/89 لفريق الزوراء حيث سجل 22 هدفا ثم الموسم التالي تقاسم اللقب مع لاعب الشباب مجيد عبد الرضا ولكل منهما 13 هدفا ثم الموسم التالي سجل 20 هدفا وفي الموسم 92/93 سجل 33 هدفا.
وتحدث هداف الدوري الممتاز للموسم 2007/2008، لحساب نادي الكهرباء، أسعد عبد النبي، مبينا ان الفرق الكروية الكبيرة، تلعب حتى النهاية، لانها تسعى إلى الفوز وتعمل على تنشيط خطوطها جميعا، بما فيها الاعتماد على عناصر متميزة لها ثقلها في الأندية كما في منتخبات إنجلترا والبرتغال وغيرها ممن تعتمد على الهجوم وتفتيت دفاعات المنافسين.
واشار، إلى ان اللياقة البدنية العالية للاعبين والخزين الذي يملكه النجوم، يؤهلهم إلى اصابة الشباك في اي وقت، فهم يتعاملون بحرفنة مع الفرص، ليصيبوا الشباك بدقة عالية، كما ان الضغط المتواصل يسهم في انهيار التححصينات الدفاعية للعديد من المنتخبات المشاركة في المونديال وهذا ما أفرزته المباريات.
عبد النبي، اوضح ان كثرة تسجيل الاهداف يعود إلى التطور الحاصل في الاداء العام بكرة القدم وهي علم بحد ذاته، فهنالك اساليب خاصة وخطط تكتيكية حديثة جدا تعمل على وصول اللاعب إلى شباك الفريق المقابل وفقاً لما مرسوم من المدربين وكذلك لما تتميز به التدريبات من درجة عالية من الاهتمام والتأكيد على تسجيل الأهداف.
واكد ان من الصعب الوصول إلى رقم 13 هدفا في ظل التطور الهائل في خطط كرة القدم، مبينا ان السابق يختلف عن الحالي، لذلك فان اللاعب الفرنسي سيبقى صامدا برقمه القياسي.
اما رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الدستور»، الزميل، يوسف فعل، فقال: برزت في مباريات مونديال روسيا2018ظاهرة تتمثل بأحراز الاهداف في الاوقات القاتلة منها، التي تعود الى شقين الاول يتمثل بالأعداد النفسي للاعبين، والاخر يتعلق بالجانب الفني للمنتخبات المشاركة في المونديال التي اكد مدربوها على قدرتهم الفائقة على ترتيب اوراقها الفنية بمختلف الاوقات، واكتشاف نقاط الضعف للمنافس بعين الصقر، وايجاد الحلول التكتيكية المناسبة اثناء المباراة التي تحتاج الى ثقة عالية لتطبيقها والرغبة بالفوز وروحية التحدي المعززة بارتفاع مخزون اللياقة البدنية للاعبين، التي تساند الاعداد النفسي لاحراز الاهداف في الدقائق الاخيرة من المباريات ،التي منحت الكثير من الجمالية على الاداء، للمنتخبات وجعلت من المباريات قطعة حلويات مذاقها كالعسل في نهايته ،واخرها هدف الفوز للماكنيات الالمانية على المنتخب السويدي عن طريق توني كروس في الوقت القاتل، ، لذلك فان سر الاهداف في الاوقات القاتلة يعود للبراعة التكتيكية، والاستفادة من ضعف تمركز المدافعين، دقة المهارة والتحركات الخططية المميزة.
واضاف: في ظل تباين المستويات الفنية بين المنتخبات في المجموعات المتنافسة شهدت المباريات غزارة تهديفية ادت بوصول المهاجمين الى هز الشباك للمتنافسين في دوري المجاميع، وارتفاع حصيلتهم من الاهداف، مثل الانجليزي هاري كين الذي يمتلك خمسة اهدف والبرتغالي رونالدو اربعة اهداف وكذلك البلجيكي لوكاكو برصيد نفسه، والاسباني كوستا ثلاثة اهداف، ولاتساع قاعدة المتنافسين على لقب الهداف ولانهم من المنتخبات الكبيرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة