إرادة الخيرين .. وإرادة الفاسدين !

الذين سعدوا بتعافي العراق واستعادته لارادته في صنع الحياة ودحر شراذم عصابات الجريمة يحق لهم ان يدافعوا عن النجاحات في ملف الحرب على الارهاب وفي شتى الصعد التي تمخضت عن هذا الانتصار ويحق لهم مواجهة من يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء ومن يريد تعميق جراح العراقيين بالمزيد من الخراب والدمار ويبدو ان المعركة ستطول مع هؤلاء مالم تكن لدولتنا اليد الطولى في المواجهة مع المخربين والفاسدين الذين اتخذوا القرار بتغيير وجهتهم نحو مسالك جديدة تستهدف خلق الفوضى واثارة الفتن والعبث بمؤسسات الدولة واتبعوا اساليب مختلفة واجتهدوا في التخفي ورمي الاتهامات نحو غيرهم وخلال الايام الماضية شهدنا ممارسات عديدة تكشف لنا اصرار الفاسدين على ارتكاب كل مايزعزع ثقة المواطن ويزيد من حالات الاحباط والتشاؤم فمرة تعمد مجموعات مدفوعة بارادة سياسية مقيتة على حرق صناديق الاقتراع ومرة اخرى يتعاظم نفوذ بعض الفصائل المسلحة وتحاول فرض هيمنتها على الاوضاع الامنية واستهزائها بالقوانين ومرة يشيح الفساد عن وجهه القبيح ويطل علينا في قاعات العلم والدراسة مستهدفا مناهج التعليم من خلال تسريب الاسئلة الامتحانية لطلبة الصفوف المنتهية ومحاولا تشويه ماتبقى من بذور المعرفة وتحفل اخبار العراق بما هو سيء وبما يبعث على التراجع والتآسي على واقع الحال فيما تغيب عنه مشاهد النماء والاعمار والرفاهية التي كنا ننتظرها بعد دحر داعش وتتجلى في اماكن مختلفة صور الصراع بين الخيرين الذين يرومون دفع هذا السوء وبين الفاسدين الذين يريدون الامعان في منهج الخراب واضعاف الهمم وتحطيم ارادة الخيرين وفي كل ذلك هناك من يتفرج وهناك من يملك القدرة من دون ان يتخذ القرار وهناك من يبحث عن الفائدة حتى على حساب سقوط المزيد من الضحابا وهدر المزيد من الطاقات …مايجري في العراق يتطلب صحوة مجتمعية وردود فعل شعبية قوية تماثل حجم التهديد الحقيقي لوجودنا كأمة ودولة وشعب وترتقي الى مستوى التحديات ولربما كان هذا المفصل الذي تمر به البلاد من اعظم المفاصل وهو بمنزلة المخاض الحقيقي لولادة وطن جديد او اجهاض وواد لارادة الملايين المتطلعين الى الاصلاح والتغيير وحتى تتحقق الاهداف لابد ان يتشارك الخيرون في دفع الفتن ومواجهة الفساد بموقف قوي وشجاع يؤكد للعراقيين جميعا ان حقبة الشعارات والوعيد انتهت وحان وقت المواجهة و العمل والتنفيذ .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة