الانطلاق من الداخل !

شكلت التهديدات التي واجهها العراق على مدى السنوات المنصرمة عائقا كبيرا امام توجه الحكومات العراقية المتعاقبة في سبيل تحقيق التنمية والرفاهية للشعب وخلال اكثر من دورة انتخابية واجه رؤساء الوزارات تحديا كبيرا تمثل بمحاولاتهم واجتهاداتهم في سبيل كبح جماح هذه التهديدات والالتفات الى الداخل العراقي الا ان خطر الارهاب وامتداداته واحتلال عصابات الارهاب لاجزاء من الاراضي العراقية والتدخلات الاقليمية والاوضاع الامنية المضطربة في سوريا والتوترات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية من جهة وبين ايران ودول الخليج العربي من جهة اخرى والمشكلات السياسية بين الاقليم والمركز وملف العلاقات التركية – العراقية الذي تغلفه الخلافات حول حزب العمال الكردستاني وملف المياه وانخفاض اسعار النفط وغيرها من التحديات الخارجية كانت عائقا امام اي سعي او خطوات مدروسة تريد انتشال الواقع العراقي من الركود والشلل الذي احاط الحياة في العراق واسهم الانشغال الحكومي بمواجهة الاخطار الخارجية في تعثر الخطط التي اعلن عنها في البرامج الانتخابية من قبل زعماء الاحزاب والكتل او تلك التي يعلن عنها رؤساء الوزارات حين توليهم اعلى سلطة تنفيذية وكشفهم لبرامجهم المستقبلية ولانريد هنا ان نبرر لحقبة زمنية طويلة من الفشل والاخفاق الذي صاحب اداء اكثر من حكومة عراقية وفي الوقت نفسه ايضا لانريد ان نبخس حقوق من نجحوا في تقديم جزء يسير من استحقاقات الشعب العراقي وتطلعه الى حياة كريمة شبيهة بتلك التي تحياها شعوب اخرى مجاورة للعراق ولكننا هنا نريد ان نشير الى اهمية العودة الى الداخل العراقي والاهتمام بانشغالات المواطن وهمومه المتمثلة بفقدانه لابسط مقومات العيش الكريم فواقع المدن والاقضية والنواحي والقرى والقصبات لايسر صديقا ومحبا للعراق والتردي في تقديم الخدمات وصل الى ادنى مستوياته والخراب والاهمال في الشوارع والساحات بات واضحا لاي زائر او سائح وسنوات الصبر والانتظار الطويلة والوعود الكثيرة التي تم اطلاقها آن لها ان تنتهي وآن لصفحات البؤس والشقاء ان تطوى وان يتم الشروع بالدخول الى عمق المدن العراقية والوصول الى الشوارع والازقة والاصغاء لما يريده الناس والانطلاق بمشاريع خدمية واعدة تنهي صفحات الاخفاق والفشل والركود وتفتح الامال بغد افضل.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة