أنقرة تهدد مجدداً والعمال الكردستاني يتوعد برد قاس
السليمانية ـ عباس كاريزي:
لم تستبعد مصادر سياسية مطلعة قيام الجيش التركي، الذي توغل بعمق 30 كيلومترا داخل اراضي الاقليم بعمليات عسكرية واسعة، بهدف انهاء تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق جبال قنديل الوعرة.
واضافت المصادر للصباح الجديد، ان احتمالات اصدار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امرا للجيش التركي بالبدء بعمليات عسكرية بات قاب قوسين او ادنى، في ظل وجود اتفاق غير معلن بين الحزب الديمقراطي والادارة التركية وانشغال الولايات المتحدة بالحرب على الارهاب في سوريا والعراق.
وقالت المصادر ان التهديدات التي يطلقها الرئيس التركي ليست للدعاية الانتخابية كما يتوقعها بعض المراقبين، وان لدى الحكومة التركية خططا سابقة لتحييد عناصر العمال الكردستاني في اخر معقل لهم بجبال قنديل خلال الشهرين المقبلين وان انتشار تلك القوات وانشاء قواعد عسكرية في العديد من المناطق دليل على تلك الرغبة، متوقعة ان تطول تلك العمليات في حال بدأها الجيش التركي لسنوات لاحقة، وان تكون نتائجها كارثية على الاقتصاد التركي الذي يعاني اساساً، فضلاً عن الخسائر العسكرية الفادحة التي سيمنى بها الاتراك، مشيرة الى انهم لن ينسحبوا بسهولة وسيحولون تلك المناطق الى مناطق قتال محرمة تضمن بقاءهم فيها لسنوات.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قد اعلن إن القوات التركية التي تتمركز الآن داخل شمال العراق على بعد 30 كيلومترا من الحدود، قد تتقدم أكثر لتستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني في معقلهم بجبال قنديل.
وقال يلدريم في تصريح لوكالة رويترز، إن أنقرة لن تتردد في تصعيد الهجوم على المسلحين عبر حدودها الجنوبية، الذي يشير لانطلاق عملية عسكرية كبرى، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على قيام القوات التركية وفصائل اسلامية متشددة موالية لها باحتلال مدينة عفرين شمال شرقي سوريا، لابعاد قوات سوريا الديمقراطية التي تعدها تركيا عدوا لها، التي كانت تتمركز في المناطق الكردية.
واتهم يلدريم حزب العمال الكردستاني بالقيام ”باستفزازات ونصب كمائن“ وشن هجمات وقال إن تركيا ”ستتوغل أكثر بالتأكيد“ إذا استمرت هذه الأفعال، وتابع قائلا ”كل الخيارات (بشأن قنديل) مطروحة“.
بدوره قال قائد الجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان ان قواته تمكنت خلال الشهرين الاخيرين من قتل 200 جندي من الجيش التركي في حدود منطقة سيدكان، منتقدا في الوقت ذاته موقف حكومة الاقليم الذي وصفه بالسلبي تجاه توغل القوات التركية الى تلك المنطقة.
واضاف قريلان في تصريح لقناة ستيرك تابعته الصباح الجديد، ان التهديدات التركية بالهجوم على جبال قنديل لن تكون بالسهولة التي يتصورها الاتراك، وان خسائر دخول القوات التركية الى جبال قنديل ستكون فادحة تفوق مستوى التصورات، وان دخول الجيش التركي اذا ما دخل الى جبال قنديل فانه لن يكون بمقدروه العودة منها.
وكان المتحدث باسم حكومة الاقليم سفين دزيي، قد طالب عناصر حزب العمال الكردستاني بترك جبال قنديل والكف عن التحرش بالقوات التركية، مؤكدا ان وجود تلك القوات وقيامها بتحركات عسكرية يمنح الذريعة لتركيا لمزيد من التدخل، ويخلق لحكومة الاقليم والمواطنين في القرى الحدودية الكثير من المشكلات.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قال في احدث تصريح له، ان قوات بلاده ستهاجم ثلاثة مناطق داخل العراق في حال لم تطهره بغداد من مسلحي حزب العمال الكردستاني.
واضاف اردوغان في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، إن تركيا ستهاجم معسكرات المسلحين الكرد في جبال شمال العراق في مناطق (جبال قنديل ومدينة سنجار وقضاء مخمور)، إذا لم تتمكن الحكومة العراقية من تطهير المنطقة من مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وزير الداخلية التركي «سليمان صويلو قد اكد، ان «قوات بلاده تتقدم باتجاه القواعد الخلفية لمتمردي (حزب العمال الكردستاني) في جبال قنديل ، مضيفا أن البدء بعملية عسكرية هو (مسألة وقت) فقط».
وكان مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني اعلن تواجد قوات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني في 700 قرية في المناطق الجبلية داخل اراضي الاقليم، تعتزم تركيا مهاجمتها.
واضاف المسؤول في تصريح لصحيفة التايمز، ان عناصر العمال الكردستاني يتواجدون في 700 قرية داخل الاقليم، متوقعاً ان يلحق اي هجـوم يشنه الجيش التركي على اراضي الاقليم ضرار كبيرا وبالغـا بتلـك القـرى وسكانهـا.
عضو المجلس القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني علي عوني اتهم حزب العمال الكردستاني باحتلال اراضي اقليم كردستان، مطالباً تلك القوات بالتخلي عن عملياها العسكرية وترك اراضي الاقليم والعودة الى اراضيها.
وتابع عوني في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان العمال الكردستاني يحتل اراض واسعة في الاقليم وان عملياته العسكرية تسببت باستدراج الجيش التركي الى داخل اراضي الاقليم للقيام بعمليات وقائية، لذا فان عليه ايقاف نشاطاته والعودة الى مناطق نشاطه المفترض، ويجب ان يمتنع الطرفان من تصفية حساباتهما داخل اراضي الاقليم.
بدوره طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي، تركيا باحترام سيادة العراق خلال حربها ضد حزب العمال الكردستاني.
وقال العبادي في معرض رده على التصريحات التركية بالدخول الى الاراضي العراقية لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني، ان العراق لن يرضى بأي تجاوز على اراضيه، كما لن يرضى بإستخدام الاراضي العراقية للعدوان على اي دولة مجاورة، ومن ضمنها تركيا، واردف «في الوقت الحالي لا يوجد بيننا اي تنسيق لدخول قوات تركية الى الاراضي العراقية، واذا كانت هناك نية لزيادة هذا الوجود، فنحن لا نعلم به ولن نوافق عليه، ونعده خرقا للسيادة العراقية، ولذلك نطالب تركيا بإحترام السيادة العراقية».