زينب الحسني :
بدأت أيام الشهر الفضيل بالعد التنازلي الذي ارتسمت آثاره على واجهات المنازل وفوق القباب والمآذن، ليعلو ضجيج الامهات قبل دقائق الافطار وضحكات الاطفال وهم يتسارعون للجلوس حول موائد الافطار وهم يترقبون انطلاق مدفع الافطار وسماع الاذان.
اجواء تكاد تكون استثنائية لهذا الشهر الكريم الذي عاشته الاسر بفارغ الصبر، وهي تعد العدة مسبقاً له من الاستعداد النفسي والبدني ولتسوق والتبضع لعيد الفطر المبارك وبما يليق به .
ليلقى على عاتق الامهات الجهد الاكبر في هذا الشهر المحبب لنفوس المسلمين فهي تتولى مهمة الطبخ لوجبتي الافطار والسحور الى جانب المهام اليومية الاخرى، وتتولى كذلك مهمة إيقاظهم على السحور وصلاة الفجر.
وهي التي برمجت نفسها مسبقاً على مدى ثلاثين يوماً وقسمت مؤونتها على مدى تلك الايام اذ رسمت خطتها لتلون كل يوم بطبق جديد وفرحة جديدة لأسرتها ولتكون متجددة وملبية لطلبات افراد الاسرة من خلال تقديم كل ما يشتهون.
ولاتنسى ان تقوم الليل وتقرأ القرآن وتسبح وتصلي وترفع يديها الى السماء للدعاء بحفظ اسرتها وبلادها من كل سوء واعتداء، وان تحمل الايام المقبلة كل الخير والبركة لأرض هذا الوطن، وان تظل بيوت العراقيين عامرة بشهر رمضان والشهور الاخرى.
اجواء لها الاثر الكبير في نفوس المسلمين لما تحمل من طابع روحي وديني لا نجده في بقية شهور السنة، فلا ينازعه فيها أي شهر آخر بل كل سنة تزداد تلك الاجواء جمالا وبهجة، اذ تملأ الانوار الازقة والشوارع وتطل صورة الهلال بألف شكل وشكل من خلال اعتماد الاضاءة الحديثة والتكنولوجيا.
ولاننسى ان تلك التكنولوجيا لم تحرمنا من سماع صوت طبل « المسحرجي» الذي اعتدنا سماعه خلال ايام شهر رمضان المبارك، الا ان المعزوفات اختلفت، ودخل الشباب هذا المجال بعد ان كان حكراً على كبار السن، لتقرع طبولهم معلنه موعد السحور ولإيقاظ النائمين من الصائمين، ليجددوا النية لصيام يومٍ جديد ويصلوا الفجر ويرفعوا اكفهم للسماء طلباً للعفو والسماح وتقبل صيام الجوارح والروح، وان لا تكون آخر العهد منهم وان يعم الامن والامان ارجاء هذا الوطن.