متابعة ـ الصباح الجديد
تشكل المعارك المتواصلة بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة مسنودة بغطاء جوي اميركي من جهة و مسلحي «داعش» من جهة اخرى فرصة اخرى للقضاء على التنظيم الذي اجتاح اراض عراقية في وقت سابق، خاصة بعد تطهير مناطق سد الموصل و تلكيف و تلسقف وغيرها، و آخرها ما أفاد به مصدر امني في محافظة صلاح الدين، امس الاربعاء، من أن القوات الامنية تمكنت من تأمين طريق الخط السريع الاستراتيجي جنوب غربي تكريت.
وتكمل جبهة المعارك في الارض السورية الجبهة العراقية ضد قوات «داعش» اذ ترد انباء عن نجاحات تحققها القوات السورية في مناطق عدة من ريف دمشق وغيرها من المحافظات، وعن قصف مؤثر تشنه الطائرات السورية على مواقع التنظيم في عدة مناطق من سوريا ولاسيما في مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
وقد اشارت المصادر الغربية الى تلك الوشائج اذ تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير اطلعت عليه « الصباح الجديد «ان الرئيس السوري بشار الاسد يحاول استمالة الغرب من خلال قصف داعش.
وتوضح ان « الاسد صعد من حربه على مسلحي الدولة الإسلامية، حيث تقوم طائراته بقصفهم في الأراضي السورية بينما تقوم بهذه المهمة على الجانب العراقي من الحدود طائرات أمريكية».
ويرغب الرئيس السوري بإرسال رسالة إلى الولايات المتحدة عبر قصف مسلحي «داعش»،مفادها « نحن في خندق واحد في مواجهة الإرهابيين».
ويقول الخبير في الشؤون السورية آرون لوند « يرغب الأسد بالتأكيد في أن يكون مقبولا دوليا من خلال مشاركته في «الحرب على الإرهاب»، وربما كانت هذه خطته على المدى البعيد».
وتضيف ان «الأسد لا يستطيع تجاهل الخطر المتنامي لداعش خاصة وهي تهاجم قواته، وان مسلحي داعش ركزوا على المواقع المعزولة للجيش السوري في شمالي وشرقي البلاد بعد النجاحات التي حققوها في العراق».
اما صحيفة الفاينانشال تايمز فتتساءل عن سبب قصف طائرات الولايات المتحدة لا طائرات الدول العربية لمسلحي «داعش».
وتقول الصحيفة إن «دول الخليج لوحدها تملك 600 طائرة مقاتلة، وإذا أضفنا إليها تركيا والأردن ومصر، ستكون هناك ألف طائرة أخرى، فلماذا إذن لا تقوم طائرات تلك الدول بالمهمة؟ ولماذا حشدت بريطانيا طائراتها في قبرص استعدادا لإرسالها في مهام قتالية، وطائرات الدولة العربية أقرب على الهدف ؟».
وتشير الى انه «لم يستطع العرب أن يتفقوا في موجهة أكبر خطر يواجههم منذ غزو قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، وهم لذلك يعتمدون على الغرباء».
وحين سئلت نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن الموضوع نفت أن تكون الولايات المتحدة والنظام السوري «حليفين» في ضرب الإرهاب، وقالت إن «نظام الأسد هو من سمح لداعش أن تقوى».
ويقول أبي شهبندر الخبير الاستراتيجي لمجموعة التحالف الوطني السوري إن «المعارضة السورية هي الوحيدة التي تواجه الجهاديين فعليا».
واوضح ان « خيار العرب واضح، النظام حول سوريا إلى معقل للإرهاب، بينما تقود المعارضة المقاومة ضد داعش».
ويسوق الكاتب بعض التفسيرات للموقف العربي، فالدول العربية مثلا تخشى إن هي هاجمت مسلحي داعش، السنة، أن يؤدي ذلك إلى تقوية نفوذ الحكومة الشيعية الموالية لإيران في العراق. وكذلك يخشون من أن يصب إضعافهم لداعش في مصلحة النظام السوري.
وهناك سبب ثالث يمنعهم من مقاتلة داعش، وهو خوفهم من انتقامه.