بغداد ـ نجلاء صلاح الدين
كشف متخصصون في الاعلام عن ان مدينة الموصل سقت معنوياً نتيجة الحرب الاعلامية التي شنها داعش، فيما اشار خبراء عسكريون الى ان التنظيم بث اكثر من 3000 الاف فيلم لارعاب المقاتلين الذين يتصدون له .
و قال المتحدث الاعلامي باسم مجلس القضاء لـ « الصباح الجديد « أن « الاعلام يلعب دورا هاماً ومؤثرا في توجيهات الرأي العام واتجاهاته، وصياغته وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده بها وسائل الاعلام المختلفة «.
واضاف ان « الشخص لا يستطيع تكوين موقف معين او تبني فكرة معينة الا من خلال المعلومات والبيانات التي يتم توفيرها له ، مبينا ان» دور الاعلام كبير في العمليات العسكرية وخاصة في مواجهة الارهاب ، لذلك يجب ان دعم الاعلام ومراقبته في هذه الفترة «.
ويرى بيرقدار ان «بعض وسائل الاعلام بقصد او بغير قصد تروج الى الارهاب واظهاره بصورة تزرع الخويف في نفوس المواطنين عن طريق مناظر الدم والقتل، واعطائه صورة بانهم اقوياء ولديهم امكانيات عالية، وبذلك تكون بعض وسائل الاعلام داعمين لهم «.
واشار بيرقدار الى « تعدد وتنوع ادوات الاعلام، التي اصبحت اكثر استجابة مع الظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل ما تشهده ادواته ووسائله شتى من تطورات وابتكارات نوعية ، بررت تناوله وطرحه العديد من القضايا التي احدثت اهتماما واسعا ولافتا في مختلف الميادين وعلى جميع الاصعدة «.
ولفت الى «ضرورة التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة ، وبين مرجعتيه الثقافية والاخلاقية والدينية على اعتبار ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية تجسد اطرها ويمكنها الاستناد اليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي ، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وآخرى مرفوضة» .
ودعا البيرقدار الى « تشكيل فريق من الخبراء الدوليين في مجال الاعلام ، لبحث سبل التوعية الاعلامية المشتركة ضد مخاطر الارهاب ، تمكينا للأعلام الدولي من بناء قاعدة عريضة من الرأي العام الدولي تحاصر الارهاب فكرا او جريمة وتعزز الجهود الرامية الى القضاء عليه».
وكانت مصاد اميركية قد كشفت عن نية الولايات الاميركية ملاحقة زعيم تنظيم داعش بعد بث شريط فيديو يظهر مجموعة مسلحي تنظيم داعش وهم يقتلون صحفياً في سوريا ، واشارت الى اقتراب مقتل البغدادي في القريب العاجل على يدي قوات اميركية.
من جانبه قال الخبير السياسي حميد فاضل لـ « الصباح الجديد «،أن « الاعلام له دور بارز في الحرب النفسية في ميدان القتال وهذا ما استخدمته التنظيمات الارهابية بمساندة ومساعدة دول اقليمية ودولية ماليا ومعنويا وحتى تكنلوجيا في احباط عزيمة المقاتل العراقي «، مشيرا الى « اهمية الاعلام ودوره في الحرب ،حيث نرى عملية الاستيلاء على الموصل واحتلالها اولا اعلاميا وبعد ذلك عسكريا ،وهذا يدل على التخطيط الاستراتيجي الذي تتبعه تلك التنظيمات بمساعدة دول الجوار».
واضاف ان تنظيم « داعش ناجح اعلاميا وفي نفس الوقت فاشل عسكريا في الميدان ويستخدم القتل الوحشي وليس القتال المواجه «، مبررا ذلك « بعدم استطاعة هكذا تنظيمات المواجهة لأنه متأكد من الخسارة، وانما يتخذ من الحرب النفسية وسيلة كبرى في زعزعة نفوس المواطنين «.
اما بخصوص اعلام داعش التي رفعت في ناحية الدواية التابعة لمحافظة الناصرية اشار فاضل الى ان « تنظيم داعش يحاول ارسال رسالة ،ولاسيما في مناطق مستقرة وآمنة وذات لون مذهبي واحد، الى تحطيم المعنويات وانها قادرة على الوصول الى ابعد نقطة، وهي في الحقيقة من المستحيل ان تدخل مناطق ليست حاضنة لها «.
واشار الى « امرين مهمين الاول ان التنظيم ليس بمفرده ويتحرك من قبل دعم واضح من خلال مختصين وخبراء وربما اصحاب خبرة طويلة، الامر الثاني عملية وطريقة التمدد في مناطق واسعة وفي المقابل عدم اهتمام كبير من قبل الحكومة بالشكل الدقيق في المواجهة العسكرية والسياسية والاعلامية للوصول الى النقاط الضعف لدى العدو» ، لافتاَ الى « خطأ التقديرات الحكومية والجهات الاخرى في التعامل مع سرعة الاحداث والنتيجة الان هو من الصعب اصلاح ما حصل في الموصل «.
يذكر ان مدير ناحية الدواية التابعة لمحافظة ذي قار يونس كامل سلطان ذكر في وقت سابق أن مجهولين علقوا أعلام ما تسمى بـ»الدولة الإسلامية» داعش على بعض جدران وأعمدة كهرباء الناحية.
الى ذلك قال الخبير عسكري عبد الكريم خلف لـ « الصباح الجديد «، ان « هناك ضغط امريكي كبير في قتل البغدادي بعد عرض الفلم الاخير لمقتل صحفي اميركي قبل ايام «.
واضاف ان « اكثر من (3000) الف مقطع فيلم رعب صغير بثها تنظيم داعش عبر الشبكة العنكبوتية لنشر الرعب في صفوف المقاتلين «.
ورجح خلف « مقتل البغدادي في القريب العاجل القريب على ايدي الولايات المتحدة ، بعد الضغوط التي تلقها من قبل المجتمع الامريكي».
وتابع ان» كل ما تشير اليه الوقائع تؤكد لنا بان داعش ليس وحده المفكر و المخطط و المنفذ و انما وراءه عقول و قوى و نوايا دولية « ، ومضى بالقول « ان ما يخرج الينا من بعض الاعلام القوي الاكثر انتشارا و تأثيرا من قبل القوى العالمية يدلنا على ان داعش ممول ومدعوم لأغراض متعددة وربما النسبة الكبيرة منها تقع لصالح دول عالمية واقليمية في المنطقة «.
وبين خلف « منذ دخول داعش الى الموصل واحتلالها، لم تخل وكالة عالمية وصحف دولية ومحلية يومية من اخبار حول نشاطات ونوايا داعش واكثرها محايده واغلبها تثير الشكوك في مصداقيتها ، لافتا الى « تحقيق تنظيم داعش كل ما يريده من الاعلام من دون جهد .