ملء اليسو حسب السفير التركي ببغداد يستغرق أقل من سنة
بغداد – وعد الشمري:
أكدت وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، علمها المسبق بإنشاء سد اليسو وموعد دخوله للخدمة، مؤكدة أن العراق سجل اعتراضات على الاجراءات التركية لاسيما المتعلقة بكمية الاطلاقات المائية، لافتة إلى أن املاء هذا السد قد يستغرق نحو 18 شهراً ، وأن هذه المدة سوف تؤثر سلبياً على ملف الزراعة، وهذا في وقت اعلن خلاله سفير تركيا في العراق ان ملء سد اليسو سيستغرق اقل من سنة واحدة، فيما نفى وجود اتفاق مسبق مع العراق بشأن تحديد نسب المياه في دجلة.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد محجوب في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “السلطات التركية ابلغتنا في اكثر من مرة بعزمها انشاء سد اليسو على نهر دجلة”.
وتابع ان “العراق كان موقفه رافضاً للاجراءات التركية في موعد املاء السد ونسب الاطلاقات كونها لا تخضع لاتفاقية تنظيم المياه لعام 1997 خصوصاً في البند السابع الذي يلزم دول المنبع بعدم الاضرار بدول المصب فيما يتعلق بالسياسية المائية واستخدامها”.
وافاد محجوب بأن “منح الجانب التركي، العراق (90) مترا مكعب في الثانية هو قليل جداً، قياساً على سنوات الشحة والجفاف التي تكون كمياتها الاقل (140) مترا مكعبا”.
وبين أن “بغداد ليس لديها تحفظ على بناء السد وتعلم بمواعيد املائه، لكن بامكانها الاعتراض على نسبة المياه التي تصلنا منه”.
وأوضح محجوب ان “العراق طالب بتأجيل املاء السد كون العملية تستغرق من (15- 18) شهراً وهي مدة طويلة، بالنظر إلى موسم الجفاف الذي نعيشه وهذا سوف يعرضنا إلى مشكلات تخص ملف الزراعة”.
وزاد أن “محاولات سعى اليها العراق خلال مفاوضات العام الماضي بتدوين حجم الاطلاقات المائية في محاضر اجتماعات اللجان الفنية، لكن الجانب التركي رفض ذلك”.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على “حرص العراق في القيام بمفاوضات مع تركيا تنطلق من مبدأ المصالح المشتركة وحق السيادة من اجل بناء علاقة رصينة”.
وزاد أن “تركيا ليست عضواً في اتفاقية المياه لكي تتعهد بالالتزام بها، وحاولت التملص من عضوية اللجان والمعاهدات الدولية من أجل ادارة ملف المياه من طرف واحد، وهذا امر مجحف، والعراق سجل العديد من الاعتراضات بهذا الصدد”.
وأتهم محجوب انقرة بـ”محاولة استخدام مصطلحات في خطابها كأنها توحي للرأي العام بأن نهر دجلة تركي عابر للحدود”.
واضاف أن “تعريف نهري الفرات ودجلة هما دوليان عابران للحدود، ومن ثم أن للعراق حصة الشراكة فيهما مع كل من تركيا وسوريا”.
ويرى محجوب ان لا مناص من “الذهاب إلى المعاهدات الدولية من أجل تنظيم العلاقة المائية بين العراق وتركيا”،
من جانبه، ذكر الخبير السياسي نجم القصاب في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “أن دول الجوار بدأت منذ العام 2006 بحرب المياه ضد العراق، واشار اليها العديد من المتابعين للشأن الدولي لكن الحكومات المتعاقبة لم تأبه لتلك المخاوف”.
واضاف القصاب أن “نسبة مياه دجلة نتيجة لهذا السد سوف تنخفض إلى 50% في حين أن العراق يعتمد على الزراعة وتوليد الطاقة من خلال نهري دجلة والفرات”.
ونوّه إلى “قدرة العراق خلق رأي دولي ضد تركيا، او الذهاب إلى مجلس الامن الدولي، أو الاعتماد على ملف العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري في الضغط لمنع اضرار سد اليسو”.
ويجد القصاب أن “الجانب التركي يسعى من خلال السد إلى الضغط من أجل اخراج عناصر حزب العمال الديمقراطي الكردستاني من محافظات اقليم كردستان والحصول على النفط العراقي بأسعار رمزية اسوة بالثمن المباع إلى الاردن وبعض البلدان العربية”.
وطالب القصاب “الدبلوماسية العراقية بأن تتحرك سريعاً وتذهب إلى تركيا وبقية دول العالم من أجل الضغط وحفظ حقوقنا المائية”.
وتجدر الإشارة إلى أن سد إليسو تم افتتاحه في شباط الماضي، وبدأ ملء خزانه المائي منذ آذار الماضي، وأقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا.
وفي السياق، كشفت تركيا، امس، ان خزانات سد اليسو ستمتلئ في اقل من سنة، فيما نفت وجود اتفاق مع العراق بشأن تحديد نسب المياه في نهر دجلة.
وقال السفير التركي فاتح يلدز لدى بغداد في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، إن “هناك من يسوّق ويروج بأن ملء الخزان سيستمر لاكثر من خمس سنوات وهو غير صحيح”، مبينا أن “السد سيتم املائه في اقل من سنة واحدة”.
وأضاف أن “ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من جفاف بنهر دجلة يعود الى ملء السد هو كلام غير صحيح”، مؤكداً أن “اجراءاتنا ليست كيفية من جانب واحد وانما هي مشتركة باعتبار المياه هي لجميع الدول المتشاطئة”.
واشار يلدز الى ان “تركيا لم تتفق لغاية الان مع الجانب العراقي بشأن نسب الاطلاقات الخاصة بالمياه في نهر دجلة، الا انه تم الاتفاق على الكميات المطلوبة فقط”، لافتا الى ان “خزن المياه دائما ما يكون في فصلي الربيع والخريف الا انه بسبب طلب الحكومة العراقية تم تاجيله الى هذه الفترة”.
ويعتبر سد اليسو الذي بدأت تركيا في بنائه في اب من العام 2006 من اكبر السدود التي أقيمت على نهر دجلة ويستطيع خزن كمية من المياه تقدر بـ(11,40 ) مليار متر مكعب وتبلغ مساحة بحيرة السد حوالي 300 كم2.
الخارجية: نرفض حجم الإطلاقات المائية والعراق يحتاج ضعفها تقريباً
التعليقات مغلقة