طالب بتشكيل مجلس أعلى لإدارة المياه
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بينما اعلنت ايران بانها ستستمر في اطلاق مناسيب مياه نهر الزاب الصغير، في خطوة منها لتبديد المخاوف وطمأنة المواطنين في كردستان من حصولهم على كميات المياه المطلوبة للزراعة وتوفير مياه الشرب، قالت لجنة الزراعة في برلمان كردستان انها اعدت مشروع قانون حول انشاء السدود وادارة المياه في اقليم كردستان.
وقال خلف أحمد عضو لجنة الزراعة في برلمان كردستان، ان هناك فراغاً كبيراً في ادارة الموارد المائية في اقليم كردستان، لذا قامت لجنة الزراعة بإعداد مشروع قانون تنظيم وادارة المياه في اقليم كردستان، وجرت القراءة الاولى لمشروع القانون من قبل برلمان كردستان.
واضاف احمد في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان برلمان الاقليم رأى من الضروري تشريع هذا القانون الذي عرض على المختصين في ادارة المياه، وسيتم وضع القانون امام برلمان كردستان خلال الجلسات المقبلة للمصادقة عليه.
واشار الى ان القانون يتضمن تشكيل مجلس اعلى لادارة المياه السطحية والجوفية الموجودة في اقليم كردستان والروافد والجداول التي تصب في انهر الاقليم من الخارج.
الى ذلك نظم ناشطون ومواطنون في السليمانية، احتجاجا على قطع ايران تدفق مياه نهر الزاب الى اقليم كردستان، وطالبوا بعدم استعمال ورقة المياه «كسلاح سياسي» ضد العراق والاقليم.
وقال المتحدث باسم المتظاهرين رنج عطا خلال مؤتمر صحفي إنه في حال استعمال إيران ورقة المياه ضد شعب كردستان والعراق فان ذلك سيؤدي الى مشكلات بيئية في المنطقة، مشيرا الى أن قطع المياه سينعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، كما أنها لن تستفيد من عملية قطع المياه».
وأضاف عطا ان إقليم كردستان التزم خلال السنوات الماضية بإحترام علاقات الجيرة، ولم يتسبب بأية مشكلات لإيران، فضلا عن فتح أسواق الاقليم أمام تدفق البضائع الايرانية، مشيرا الى أنه من حق اقليم كردستان الحفاظ على حقوقه المائية والبيئية.
وكانت حكومة الاقليم قد بدأت اتصالات مكثفة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لمعالجة مشكلة تدفق نهر الزاب الصغير في منطقة بشدر، واجرى قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الإقليم ووزير الزراعة والموارد المائية وكالة ريباز حملان، اتصالات مع القنصل الإيراني في اقليم كردستان والجهات المعنية لحل مشكلة تدفق مياه نهر الزاب الصغير.بدورها طمأنت ايران المواطنين في الاقليم عبر التأكيد على استمرار الجمهورية الاسلامية الايرانية باطلاق مناسيب مياه نهر الزاب الصغير.
وقال القنصل الايراني العام في الاقليم سعد الله مسعوديان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد مع رئيس مجلس محافظة السليمانية آزاد محمد امين بمدينة السليمانية، ان طهران تعد المياه موضوعاً انسانيا ولا ترى اي فرق بين المواطنين في اقليم كردستان وكرماشان.
وبينما اعلن عن تشكيل لجنة عليا مشتركة للمياه، اشار الى ان اللجنة المشتركة ستقوم بمتابعة الموضوع مع مجلس محافظة السليمانية، وان ايران ستستمر باطلاق مناسيب مياه الزاب الصغير.
بدوره قال ناظم عمر ممثل حكومة اقليم كردستان لدى ايران ان على اقليم كردستان معالجة مشكلة المياه مع الجمهورية الاسلامية عن طريق الحكومة الاتحادية.
واضاف عمر ان مشكلة المياه ليست محصورة بين الجمهورية الاسلامية والاقليم فقط، بل هي كذلك مشكلة بين العراق وايران، لذا على حكومة اقليم كردستان معالجة هذه المشكلة عن طريق الحكومة الاتحادية ووفقاً للقوانين الدولية. واضاف عمر «في العام الماضي وفي الوقت نفسه قامت الجمهورية الاسلامية بقطع منسوب مياه نهر الزاب الصغير، ولكي لا تحدث هذه المشكلة كل عام على حكومة اقليم كردستان معالجة هذه المشكلة بشكل جذري. واشار الى انه عندما قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بوضع حجر الاساس للسدود كان على اقليم كردستان الشعور بهذه المشكلة وايجاد الحل السريع لها.
وعلى صعيد ذي صلة قال رمضان حمزة وهو مهندس يعمل في سد الموصل منذ عام 1985، ان انخفاض منسوب مياه سد الموصل بنسبة 43% مقارنة بعام 2017 الماضي بات مصدر قلق الجميع الآن، وفيما توجه الاتهامات لتركيا بتقليل الإطلاقات المائية لملء سد إليسو، تؤكد أنقرة أنها سبق وأعلمت الحكومة العراقية بالمشروع. وطال الجفاف الأراضي الزراعية المحيطة بسد الموصل بسبب انخفاض منسوب المياه، حيث تشير إلى انحساره من 7 إلى 4 مليارات متر مكعب خلال سنة واحدة. واضاف رمضان حمزة في تصريح لموقع روداو إن انخفاض المياه يشكل خطراً على البيئة والمياه الجوفية حتى في محافظة دهوك، مبيناً أن السبب الرئيس يعود إلى تأسيس سد إليسو في تركيا وتخصيص الإطلاقات المائية لنهر دجلة من أجل ملء السد، ما أدى إلى تقليل تدفق مياه النهر في العراق. وأشار حمزة إلى أن السبب الثاني يتعلق بعدم وضوح سياسة الحكومة العراقية حيال حماية الموارد المائية، مع انخفاض نسبة المياه في سد الموصل بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي.
من جانبه، قال المزارع، حميد بشير إلى أن معدل الخسارة المالية لكل فلاح يقدر بما لا يقل عن مليون دينار هذا العام، مبيناً أنه «خلال موسم الحصاد العام الماضي كانت المياه كثيرة لدرجة أنها فاضت وأغرقت محاصيلنا».
وتابع رمضان حمزة أن انخفاض منسوب سد الموصل يتسبب بأضرار فادحة في محافظة دهوك خاصة بعد منتصف شهر حزيران الجاري حيث يزداد استهلاك المياه لري المزروعات في وسط العراق وجنوبه.