عضالية مرض الأمة…الى أين؟!

يعرف مرض العضال بأنه مرض خطير،مزمن وفادح يصيب الجسد الضعيف ويخلق تشوهات تصيب الخلايا المتواجدة في هياكل العضلات المسؤولة لتشله عن الحركة ،هو اختلال يصيب النواة المركزية الموجودة في الخلايا،يسبب تغييرا في وجودها الطبيعي وتمركزها في الوسط مما يحدث اصابة مباشرة ، هو من أكثر الأمراض خطورة على الحياة حيث يصاب المريض بالاكتئاب نتيجة الضعف وشلل في الحركة مما يجعله غير قادر على تحمل أي ضغط او نشاط ، هنا يبدأ السؤال: هل اصاب هذا المرض شعوبنا العربية كافة ،وجعلها ضعيفة ومشلولة الحركة غير قادرة على ابداء رأيها او المواجهة، منتظرة النهاية. فهناك من يسيطر على أفكاره الوهم والمرض، يجعله مشلولاً وغير قادر على الحركة ومن الصعب أن يتحسس جمال الدنيا ، يفقد من بعدها نعمة العافية ويتحول إلى عاجز ضعيف الإرادة في كل شؤون الحياة ،محبط والخوف يسيطر على تصرفاته ،المرض ينهش جسده العليل ويجعله يعيش داخل دوامة من الصعب الخروج منها. كل الامراض تد مصدرا للألم والمعاناة النفسية والجسدية، تؤثرسلبا على الأفراد وتؤدي إلى ضعف وقهر وموت،الامر الذي يدعو للقلق اذا لم نتفاداه خاصة عندما يكون مستشرياً داخل مجتمعاتنا ويهددها بالخطر، لذلك من المستحسن اتباع خطوات جدية لبناء مجتمعات سليمة متعافية من خلال الانتماء ثقافة التغيير والاصلاح الذي يعطينا الدعم والنهوض من المستنقع الذي يغرقنا جميعا وهذا العمل يكون جماعيا وليس فرديا . اذا القينا النظر على واقع مجتمعنا نجد أنه يعاني جملة من الأمراض والتناقضات، هناك نفاق اجتماعي واستبداد بعيد عن التداول والمساواة. الفاسدون يتشدقون بالنزاهة والشرف ويعطون الناس دروسا في الطهارة والضمير، والحاكم الظالم يستبد بالشعب ليرضخ ،فساد مستشري في المؤسسات ، استهتار الاغنياء في نواد للقمار واوكار المخدرات والمحرمات، بينما نجد العمال يسعون للحصول على لقمة عيش شريفة ،وآفراد يتمسكون بالقيم الانسانية ،انه حقا» وضع مزري لبلدان تتخبط وسط الفوضى . المجتمع يتأثر بنشاط أفراده سلبا كان أم إيجابا ،واذا مرض المجتمع تنتقل العدوى ويصاب الجميع ليصبح البلد عليلاً ،فهناك معتقدات خاطئة تسيطر على أفكار البعض وضغوطات حياتية واقتصادية تجنب البعض المشاركة ،عدا عن المغريات التي تؤثر على عقلية الأفراد وتجعلهم ينجرفون مع التيار،وعلاقات خاطئة بين الناس تجعلهم أسرى الغيرة والتنافس، لتستبدل السلوكيات وتصاب بالمرض وتصبح مضللة تشكل كوابح ثقافية معقدة يصعب حلها . نحن بحاجة ماسة إلى ضبط الأمور واصلاحها ،تطهير المجتمع من الفساد ،النهضة بالبلاد وتحريك الحركة الاقتصادية،من خلال تغيير الافكار المريضة ، تغيير نمط الحياة بعيدا عن التقليد المزيف والمظاهر الخداعة .السعي لاعطاء المثقفين والمتخصصين ادوارا كل حسب اختصاصه وفي مجاله ، فهناك العديد من المتعلمين المخلصين واهل المحابر من كتاب وعلماء منفتحين فلنترك لهم مجال التغيير والعمل الجدي لحياة افضل وانقاذ مجتمعاتنا من الغرق بالفوضى والامراض المستعصية،وليبدأ كل فرد باصلاح نفسه ومعالجتها، فكلنا بحاجة للنصيحة والقيادة الصحيحة وإشاعة الخير ،كفانا فسادا وتشرذما وتفرقة ودعونا نصلح امورنا ونسأل الله أن تشفى مجتمعاتنا من أمراضها.
ايمان عبدالملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة