الموارد المائية: مياه الشرب والبلديات مؤمنة وملء سد اليسو ينذر بإعدام المحاصيل الصيفية

مفوضية حقوق الانسان مستعدة للتحرك الدولي
بغداد – وعد الشمري:
أكدت وزارة الموارد المائية، أمس السبت، أن املاء الجانب التركي سد اليسو سوف يلحق ضرراً في المحاصيل الصيفية، سيما الرز والذرة الصفراء، فيما اكدت مفوضية حقوق الانسان استعدادها للتحرك دولياً لضمان حقوق العراق المائية بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وقال المستشار في الوزارة عون ذياب في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “الخطة التركية باملاء سد (اليسو) تعود إلى عام 2014، لكن بسبب مشكلات فنية والضغوط التي مارستها الحكومة العراقية جرى تأجيل المشروع”.
وتابع ذياب ان “الموعد الذي تحدث عنه الجانب التركي هو يوم الجمعة الماضي (الاول من حزيران)، لكن معلوماتنا تفيد بعدم حدوث انقطاع كامل للمياه عن العراق”.
واشار إلى أن “الالية تكون باطلاق 90 مترا مكعبا إلى العراق، اضافة إلى 30 مترا مكعبا من مؤخرة السد، وبالتالي فأننا سوف نحصل على 120 مترا مكعبا خلال الثانية”.
ولفت ذياب إلى أن “الحكومة العراقية كانت تأمل بان يتم الاملاء في سنة مائية رطبة ليست جافة كالعام الحالي، لكن الجانب التركي تذرّع بحاجته إلى الطاقة الكهربائية من خلال تنفيذ المشروع”.
وشدد على أن “العراق يعاني من خزين قليل للمياه؛ بسبب عوامل طبيعية المتعلقة بمناسيب الامطار خلال العام الحالي”.
موضحاً أن “الاسبوع المقبل سوف تتضح لنا الصورة كاملة لنعرف كم يصل إلى العراق من اطلاقات مائية مع تنفيذ المشروع”.
ونوه إلى أن “الوزارة أمّنت موضوع المياه الصالحة للشرب، وكذلك المتعلقة بالاغراض البلدية وسقي البساتين الموسمية”.
من جانبها حذرت المفوضية العليا لحقوق الانسان، امس السبت، من خطورة تفاقم مشكلة شح المياه مع حلول فصل الصيف، مؤكدة استعدادها للتحرك دولياً لضمان حقوق العراق المائية بالتعاون مع الجهات الحكومية.
ولفتت المفوضية في بيان تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه الى ان “النقص الملحوظ في مياه نهري دجلة والفرات هو بسبب الإجراءات المائية المتبعة من قبل الدول المجاورة للعراق “.
واضاف البيان ان “المفوضية تتابع بقلق شديد شح المياه وما يرافقه من اضرار حياتية ومعيشية على سكان العراق واراضيهم الزراعية التي تعتمد على الري بشكل رئيسي، وما ينجم عن ذلك من مخاطر تهدد الثروة الحيوانية وتفاقم حالة التصحر والجفاف الحالي”.
واعرب البيان عن “استعداد المفوضية للتعاون مع الجهات الحكومية والتحرك دولياً ونقل معاناة الشعب العراقي وضمان حقه في الاستفادة من المياه “، مطالبة في الوقت نفسه الجميع ” بالإلتزام بما ورد في المواثيق والعهود الدولية”.
لكن المستشار الاقدم لوزارة الموارد المائية نبه إلى أن “المشكلة التي سوف نعاني منها تتعلق بتقييد في زراعة المحاصيل الصيفية لاسيما الرز والذرة الصفراء”.
ودعا “جميع المستفيدين من المياه لاسيما العاملين في مجال زراعة المحاصيل الصيفية إلى الالتزام بحصصهم وعدم التجاوز على حصص غيرهم المائية”.
وأكد ذياب أن “الازمة سوف يعاني منها جنوب العراق، وبالدرجة الاساس محافظتي المثنى وذي قار بالنسبة لنهر الفرات، وميسان والبصرة بالنسبة لنهر دجلة”.
وتحدث عن “اضرار سوف تصيب اهوار العراق وشط العرب”، مبيناً ان “الوزارة استنفرت جميع الجهود من اجل تلافي الاثار السلبية للازمة من خلال تنظيف الانهر ومعالجة الاختناقات التي تقلل مناسيب المياه ومعالجة الاضرار في محطات تحلية ماء الشرب”.
وأكمل ذياب بالقول إن “العراق على اعتاب صيف قاس وتحديات كبيرة، ينبغي حصول تضافر للجهود بين الوزارات المعنية وكذلك المواطن من أجل ايقاف اي هدر للمياه”.
من جانبه، ذكر رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية فرات التميمي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “اطلاق تركيا لمشروعها ينبغي من الحكومة العراقية أن تسلك كافة المسالك الدبلوماسية والدولية من أجل تجنيب البلاد كارثة بيئية”.
واضاف التميمي أن “الجهود الحكومة لم تكن بالمستوى المطلوب طيلة المدة الماضية، ونحن اليوم مقبلون على ازمة ينبغي اطلاق مباحثات سريعة والضغط على الجانب التركي”.
وأشار إلى أن “المعلومات تفيد بان ازمة المياه سوف تلحق ضرراً كبيرا بالمواطن العراقي لاسيما في المحافظات الجنوبية”.
يشار إلى أن العراق طالب تركيا اكثر من مرة بعدم املاء سد اليسو كونه يلحق ضرراً كبيراً بنهري دجلة والفرات مع مخاوف من حصول كارثة بيئية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة