900 جثة في مقابر جماعية في الرقة
متابعة ـ الصباح الجديد:
حذرت الخارجية الأميركية من إجراءات «حازمة ومناسبة» في حال تم خرق إطلاق النار في «منطقة خفض التوتر» في الجنوب السوري مع قرب استعداد الجيش السوري لإطلاق عملية عسكرية في تلك المنطقة.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية: «الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة لنظام الأسد في جنوب غرب سوريا داخل منطقة التهدئة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والأردن وروسيا العام الماضي وواشنطن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق وقف النار فيها ونحذر الأسد من أي أعمال يمكن أن توسع نطاق الصراع أو تهدد الهدنة».
وكانت وسائل إعلام تناقلت مؤخرا أنباء عن قرب معركة كبرى يحشد لها الجيش السوري في الجنوب بدرعا والقنيطرة ضد الوجود المسلح بعد أن أكمل فرض سيطرته على كامل محيط دمشق والغوطتين.
وذكر نشطاء أن القوات الحكومية ألقت أمس الاول الجمعة منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح. كما دعت المنشورات أهالي المحافظة إلى مشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
ويرى محللون أن السيطرة على محافظة درعا ستؤدي إلى تأمين محافظة دمشق، نظرا لقرب درعا من دمشق، علما بأن أي تطور إقليمي أو ميداني قد يدفع المسلحين المتمركزين هناك إلى مهاجمة الغوطة ودمشق مجددا.
بالمقابل أعلنت لجنة إعادة إعمار الرقة أنها عثرت منذ بداية العام الجاري على 900 جثة ضمن مقابر جماعية داخل المدينة، تعود لأشخاص قتلهم مسلحو تنظيم «داعش».
وقالت اللجنة في بيان، أمس الاول الجمعة، إنه «منذ يناير الماضي وحتى الآن، أسفرت عمليات البحث عن العثور على 900 جثة».
وأوضح عضو لجنة إعادة إعمار الرقة، عبدالرؤوف أحمد أن «غالبية الجثث تعود لأطفال ونساء يصعب التعرف على هوياتهم».
وحسب المعلومات الأولية، فإن الجثث تعود لأناس حاولوا الفرار من الرقة، إلا أنهم قتلوا على يد مسلحي تنظيم «داعش».
وتتبع لجنة إعادة إعمار الرقة مجلس الرقة المدني الذي أسسته «قوات سوريا الديمقراطية» في عام 2017، بهدف تولي إدارة شؤون المدينة بعد طرد تنظيم «داعش» منها. ويضم أكثر من 100 عضو من سكان الرقة. وفي غضون ذلك أعلنت منظمة «الخوذ البيضاء» مقتل خمسة من عناصرها في هجوم نفذه مسلحون مجهولون امس (السبت) على أحد مراكزها في محافظة حلب، في وقت يشهد الشمال السوري أخيراً تصاعداً في عمليات القتل والاغتيال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأوردت منظمة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، على حسابها في موقع «تويتر» أن «مجموعة مسلحة مجهولة دهمت مركز الدفاع المدني في بلدة تل حديا (مركز الحاضر) في ريف حلب الجنوبي وأطلقت النار مباشرة على متطوعينا، قتلت خمسة منهم واصيب اثنان آخران بجروح».
وأكد المرصد السوري الحصيلة ذاتها لافتاً إلى أن المنطقة حيث يوجد المركز تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل اسلامية أخرى.
وقال مدير مركز الحاضر أحمد الحميش ان المجموعة «هاجمت مركز الحاضر قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقتلت خمسة من العناصر المناوبين بعدما عصبت عيونهم، فيما أصيب إثنان آخران بجروح وتمكن عنصران آخران من الهرب».
ولم يتم التعرف إلى ملامح المسلحين، على وفق الحميش «إذ كانوا ملثمين، وفروا بعدما سرقوا بعض العتاد وآلية للمركز ومولدات كهربائية». ولم تتوافر معلومات حول سبب القتل، إن كان بدافع السرقة أم لأغراض سياسية.
ومن النادر أن تتعرض مراكز المنظمة لاعتداءات مماثلة. وسبق أن قتل سبعة من عناصر الدفاع المدني في آب برصاص مجهولين تسللوا إلى مركزهم في مدينة سرمين في محافظة ادلب (شمال غربي).
وتتعرض المنظمة إلى انتقادات حادة من جهات عدة، خصوصاً من النظام السوري وحليفته روسيا، اللذين يعتبرانها مرتبطة بتنظيم القاعدة وتعمل على تنفيذ «أجندات» غربية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «لا يمكن عزل هذا الحادث عن عمليات الاغتيال والقتل التي تكثفت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب وريفي حلب الجنوبي وحماة الشمالي المجاورين».
وأحصى المرصد مقتل 20 على الأقل خلال آخر 48 ساعة، في المناطق الثلاث جراء هذه العمليات التي ترتبط، وفق عبد الرحمن، بمجملها «بالخلافات بين الفصائل المقاتلة في إطار الصراع على النفوذ».
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من ادلب وعلى مناطق جنوب حلب وشمال حماة، حيث تتواجد أيضاً فصائل إسلامية من أبرزها حركة «نور الدين الزنكي» و»هيئة أحرار الشام» المنضوية في إطار ائتلاف «هيئة تحرير سورية». وخاض الطرفان أخيراً جولات من الاقتتال في إطار الصراع على تقاسم النفوذ.