كَثُر الحديث و”اللغو” والكلام والشكوى والتذمر من الانتخابات التي نَهواها.. ودارت الأسئلة عن شكلها، لونها، بيضاء أم سمراء، أم شقراء، أم حمراء، شرقية أم غربية أم…..؟!
رافق عملية الانتخابات الكثير من القيل والقال… بين مشارك مُتحمس وبين مُقاطع شرس، ، وبين “نائم ورجليه بالشمس” وبين “أطرش بالزفة” وبين هذا وذاك .. جرى ماراثون “الانتخابات” الديمقراطي وسط تضارب الشعارات الاستهلاكية والحماسية والوطنية والقومية والطائفية والحزبية والحربية والخدمية !
هناك من تفاءل بأعمدة الكهرباء، واختارها مكاناً مناسباً لتعليق صوره وبرنامجه الانتخابي، اعتزازاً وإيماناً “بالوطنية” ودورها في “إضاءة” و”تنوير” طريق الناخبين الى صناديق الاقتراع !
انتهى الشوط الأول من عملية التصويت “الالكتروني” الديمقراطي ومن ثم أُعلنت النتائج وأسماء المرشحين الفائزين، صعد (329) نائباً جديداً و”مستخدماً” مدوّراً من المجلس السابق.. للجلوس على مقاعده والدفاع عن قضية الوطن والمواطن ومستقبله، بحسب ادعاءاتهم وتصريحاتهم الطنانة والرنانة!
مَن فاز وحجز كرسياً “برلمانياً” يدر عليه الملايين من الدنانير أخذ يَمدح “المفوضية” ويشيد بعفّتها وطهارتها، ومن خسر الكرسي والملايين راح يطعن بشرفها وعزتها وكرامتها !
بعض المحللين، والاعلاميين، والقوالين، والانتهازيين، والمنافقين، والمدّعين، والمتصعلكين، والمتفيقهين، والمتسيسين، والمداحين، والهجائين، والمترددين، والمتحزبين، والمنقلبين، والمستقلين، والمتلونين ، والمدفوعين ،والمندفعين ، كان لهم دور كبير في “التشويش” والتأثير على الرأى العام والجمهور وإصابته بمقتل، وبداء الإحباط واليأس وقتل الإمل بالتغيير، ما أدى الى عزوف الكثير من المواطنين عن المشاركة الفاعلة في عمليات التصويت، بل فضّل البعض الذهاب الى المقهى ورمي “الزار” أو “النرد” في صندوق “لعبة” الطاولي” بدلاً من رمي بطاقة الاقتراع في صناديق الانتخابات!
تردد كثيراً في الأوساط الشعبية مُصطلح “سانت ليغو ” وكَثر الكلام و”اللغو” عن النظام الانتخابي “سيء الصيت” بل ذهب البعض من الجمهور الى مهاجمة قانون الانتخابات والمطالبة “بالغائه” .. لإنه صُمِّم خصيصاً بحسب المراقبين وبعض المتضررين.. لسيطرة “الحيتان” الكبيرة على المشهد السياسي العام واحتكاره.. وبقاء هذه “الكتل” جاثمة على صدور الأغلبية “الصامتة” سنوات وسنوات، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً !
يبرر عدد من “المرشحين” ممّن خسروا الجولة الانتخابية بالضربة الإلكترونية القاضية.. بأن سبب عدم حصولهم على “مقعد” تحت قبة البرلمان يعود الى “التزوير” و”التلاعب” فضلاً عن استحواذ وسيطرة “الديناصورات” الكبيرة على المشهد السياسي العام، التي لم تبقِ لهم حتى “مقبض” أو “مسند” مقعد في مجلس النواب القادم !
• ضوء
صناديق الاقتراع.. لا تحمي المغفلين !
عاصم جهاد