نورهان: الحياة تمنح الفنان نضجاً يحوله بإبداع إلى رسالة إنسانية

حاورها: حيدر ناشي آل دبس:
فتاة من الإسكندرية طمحت في صباها الدخول الى الوسط الفني، وجاءت الفرصة بمصادفة غريبة، وذلك لحاجة أحد المخرجين الى وجهٍ جديد، فتبدأ حياتها الفنية منذ تلك اللحظة.
للفنانة الرقيقة والمميزة نورهان، التي التقيناها في القاهرة رأي في الذكورية المجتمعية التي انعكست في الاعمال الفنية، وبقاء المرأة قابعة في ظل الرجل، تقول:
– قال أرسطو (الدراما تحاكي الواقع) أي تنقل ما يحدث في الواقع من خلال الاعمال الدرامية، وبما إن حياتنا ملتبسة ومربكة، فتجد تجسيد ذلك في الدراما، ليخلق عند المتلقي شعوران، الشفقة على الشخصيات التي يراها، والخوف من حدوث ما يشابه الاحداث التي مرت بها تلك الشخصيات، وبالتالي انعكست الذكورية المجتمعية على الاعمال الفنية.
وتابعت: إن ثقافتنا الى حدٍ كبير قبلية، فالنظرة الى المرأة في الحياة ثانوية، والفن جزء لا يتجزأ من الحياة البشرية، لذا فهي تأخذ دوراً مسانداً وليس أساسيا، أما الحالات النادرة لبعض الفنانات اللوائي أستطعن الخروج من هذه البودقة، فهو أمر إيجابي، وأتمنى زيادة فرص مساواة المرأة في جميع مناحي الحياة كي تأخذ دورها الفعلي، وتبرز طاقتها الابداعية الكامنة جراء القيود المفروضة عليها.
مسلسل الحاج متولي من الاعمال التي أثارت جدلا بشأن موضوع تعدد الزيجات وظهور البطل المزواج كأنه بطل، وهنا انقل آراء بعض من الجمهور ماهو ردك؟
– أنا أجد إنه عمل ترفيهي الهدف منه الضحك، فالمواضيع الكوميدية أكثر وصولاً الى الناس من غيرها، لم يظهر الرجل المزواج بطلاً، بدليل إنه شعر بالندم على ما قام به ، قدم المسلسل نماذج للمرأة في مجتمعنا منها المنقادة والسلبية ومنها القوية وهو الدور الذي قمت انا بتقديمه، وهي الشخصية النسائية الوحيدة التي قالت له لا اريد الزواج بك مهما كانت المغريات.
وتابعت: إن المسلسل حمل أكثر من رسالة، منها عدم تقديم التنازلات على حساب وجود المرأة وكرامتها، ناهيك عن القدرة على قوة الرفض، لكن لابد من ذكر إن الظروف الاقتصادية في مصر تُجبر المرأة أحياناً على قبول العيش كزوجة ثانية او ثالثة،
الحالة الذهنية للفنان المرتبطة بطبيعة حياته الخاصة، يمكن ان تنعكس سلباً على أدائه في حال مروره بظروف صعبة، إلا إننا نلاحظ العكس لدى البعض فتتحول الى عامل إبداعي مضاف، يا ترى ما نوع التأثيرات الحياتية على أداء الفنانة نورهان؟
هذا السؤال رائع جداً، أنا مررت في حياتي بحالة نفسية صعبة أثرت نوعاً ما على طريقتي في أداء الادوار، فبعد فترة إنقطاع أصبحت مشاعري أقوى من ذي قبل، وواجهت صعوبة في إطلاق العنان لها في التعبير عن الشخصية التي أؤديها، لذا بدأت بالتدريبات على التعبير وإسترجاع الذاكرة الانفعالية، لكن في تحول الامر إلى عامل إبداعي، إذ استطعت أن أقدم أدواراً جديدة لم يسبق لي تقديمها، وبالتالي حصل هذا التمازج ليولد من رحمه حالة إبداعية جيدة، ظهرت من خلال الاعمال الاخيرة مثل مسلسلات (نصيبي وقسمتك)، و (بدر بتمامه)، و(الاب الروحي) وغيرها، حسب رؤية النقّاد والمتابعين. إن الحياة تعطي للفنان نضجا يمّكنه التعبير عنه بصورة إبداعية، والمتلقي يصدقها، فالممثل يستطيع استحضار الشخصية بعيداً عن التقليد والتخيل.
بعد انقطاع دام ثمان سنوات عن الساحة الفنية، ما الذي تطمحي الى تحقيقه بعودتكِ؟
– ترك أثر إيجابي لدى الجمهور من خلال الاعمال التي أقدمها، وتقديم رسالة إنسانية لكل اسرة في التعامل الصحيح مع الاخرين، والنظرة الايجابية للحياة. الفن يخلق التأثير والتأثر وهذا ما اطمح له، أما التنوع في إيصال الرسالة لا يشغلني، فالرونق للفكرة، وليس للوسيلة، خصوصاً إذا كانت على قدر عال من الحبكة الدرامية، لان جلّ ما ابحث عنه التأثير لدى من يشاهدني
وبشأن اعمالها المقبلة قالت:
حالياً أكمل المشاهد الأخيرة من مسلسل (الاب الروحي) الذي يُعرض في الوقت الحالي، إضافة الى مسلسل للأطفال عنوانه (كلام كبار) وهو تجربة جديدة من نوعها، حيث يقوم ببطولته أطفال من الفئة العمرية التي يخاطبها المسلسل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة