دعوة للحكومات والمنظمات الدولية للتدخل
نينوى ـ خدر خلات:
مع دخول فصل الصيف، وانتهاء موسم الامطار، تكابد نحو 300 الف شجرة زيتون مثمرة في نينوى من اجل البقاء، والنمو مجددا شريطة توفير اسباب ذلك من مياه ومنع المواشي من الاقتراب منها.
يقول الصحفي نصر حاجي دوملي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “عشرات الالاف من اشجار الزيتون في ناحية بعشيقة تحتضر وتكاد تموت، بعدما اينعت مجددا، حيث ينبغي الاهتمام بها لانها نجت باعجوبة من موت محقق بعدما اقدم تنظيم داعش الارهابي على حرقها في اثناء سيطرته على المنطقة في صيف 2014، في ابشع جريمة ضد البيئة وضد سكان سهل نينوى”.
واضاف “عقب تحرير مناطقنا، عاد الاهالي اليها، ولان شجرة الزيتون تتحمل العطش الى حد ما، فان غالبية الاشجار بدأت بالنمو مجددا، وهي التي يبلغ عمر اغلبها اكثر من 100 عام، حيث يقال انه تم تجديد الاشجار بعد ما يسمى بالثلج الاحمر الذي سقط على المنطقة وبضمنها مدينة الموصل عام 1904 والبعض يقول عام 1905، وكان ثلجا مصحوبا بالغبار لهذا اسموه بالثلج الاحمر، وحينها تحطمت اشجار الزيتون لانها لا تقوى على تحمل الثلوج فوق اغصانها الكثيفة لانها دائمة الخضرة”.
ولفت دوملي الى ان “اشجار الزيتون نمت حينها بتكاتف الاهالي واصبحت كالبساط الاخضر يمتد على مرمى البصر، ولانها كانت مصدرا مهما للرزق، فقد توسعت زراعة الزيتون بل ان بلدة بعشيقة باتت بمنزلة بورصة العراق للزيتون، حيث كان يتم جلب ثمار الزيتون من شتى المحافظات واعادة بيعها انطلاقا من بعشيقة”.
ومضى بالقول “اليوم آلاف الاشجار تحتاج الى الرعاية والاهتمام، وخاصة توفير مياه السقي وتسييج البساتين لمنع المواشي من رعي الاغصان النابتة، علما انه ينبغي حفر ابار ارتوازية، لان الاشجار بهذا العمر بحاجة للمياه اكثر من الاوقات الطبيعية لان الجذور كبيرة وحية وهي بحاجة للمياه فقط كي تنمو مجددا”.
وبحسب خبراء زراعيين فان معدل نمو شجرة الزيتون يصل الى 80 سم في السنة، اما في حال الاشجار المقطوعة، فان نموها يكون اسرع وقد يتجاوز المتر الواحد سنويا”.
المهندس الزراعي الاقدم سليمان عمر علي يقول لـ “الصباح الجديد” ان “ناحية بعشيقة كانت تضم نحو 450 الف شجرة زيتون مثمرة وغير مثمرة، تضرر منها نحو 300 الف شجرة ولابد من العمل على انقاذها”.
وحول كيفية انقاذها قال “العملية ليست بالسهلة، بل هي بحاجة لدعم حكومي ودعم من المنظمات الدولية، لان ما يحصل هو كارثة حقيقية خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف والكثير من تلك الاشجار لم يتم ريها سوى عبر الامطار، وهذا ليس بكافٍ ابدا”.
ومضى بالقول “ينبغي تشجيع الفلاحين على العناية باشجارهم، من خلال منحهم القروض العاجلة كي يتمكنوا من حفر الابار وشراء الغطاسات والمولدات الكهربائية للبدء بري تلك البساتين والمزارع، وينبغي توفير معدات خاصة بالتنقيط، والابتعاد عن طرائق الري التقليدية التي تستهلك المياه، اضافة الى توفير الاسمدة الملائمة للزيتون والمبيدات الحشرية الحديثة مع مكافحة الادغال الضارة”.
ويرى علي انه “ينبغي ايضا استجلاب انواع عالمية من شتلات الزيتون ذات الانتاج العالي من الزيت، والمنطقة مؤهلة لانجاح هذه النوعيات لانها ملائمة جدا لزراعة الزيتون”.
منوها الى “ضرورة البدء بتسييج البساتين والمزارع لمنع رعاة الماشية من القضاء على الاشجار النابتة حديثا، علما ان التسييج يتطلب دعما ماليا كبيرا، لان مساحات البساتين والمزارع كبيرة ومترامية الاطراف”.
ويرى المهندس الزراعي الاقدم ان “اهمال الرعاية بهذه البساتين بمنزلة كارثة بيئية حقيقية، فعلاوة عن الفائدة الاقتصادية منها، فانها تسهم في تلطيف الاجواء وكانت لعقود خلت مقصدا لعشرات الالوف من العائلات من الموصل وغيرها التي كانت تتنزه تحت ظلالها الباردة في عز فصل الصيف”.