العبادي والصدر والحكيم يعتزمون تشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع

ائتلاف الوطنية والقرار وتحالف بغداد أقرب إليهم
بغداد ـ الصباح الجديد:
تحتمل المرحلة المقبلة، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات التي جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري، تشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدة عن المحاصصة والنوع والطائفة والتدخل الخارجي.
ما يدعو الى هذا الاحتمال، تأكيد رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على ضرورة استيعاب الجميع والاسراع في تشكيل الحكومة، وتأكيد السيد عمار الحكيم أيضا، أهمية الذهاب إلى حكومةٍ خدومةٍ قوية بأغلبيةٍ وطنيةٍ قادرة على تحقيقِ تطلعات الشعب، فقد أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على ضرورة استيعاب الجميع والاسراع في تشكيل الحكومة، فيما اشار الصدر الى أن لقاءه مع العبادي “رسالة طمأنة” بأن الحكومة المقبلة “ابوية” وترعى كل الشعب.
وقال مكتب العبادي الاعلامي، في بيان تلقت، “الصباح الجديد”، نسخة منه، إن العبادي هنأ خلال لقائه الصدر في بغداد، “الشعب العراقي مرة اخرى باجراء الانتخابات في موعدها، مقدما شكره للقوات الامنية التي قامت بحماية الناخبين وحافظت على حياديتها”.
ودعا العبادي “جميع الكتل الى القبول بالنتائج واتباع السبل القانونية للاعتراضات”، كما دعا المفوضية الى “النظر بها”.
واشار العبادي الى “اهمية التحرك بسرعة ليمارس من فازوا في الانتخابات دورهم ومهامهم في مجلس النواب”.
وبين العبادي ان الخدف من اللقاء مع الصدر “العمل سوية من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة وان تكون الحكومة المقبلة قوية وتوفر الخدمات وفرص العمل وتحسين المستوى المعيشي ومحاربة الفساد”.
واوضح العبادي ان “اللقاء شهد تطابقا في وجهات النظر بضرورة استيعاب الجميع”.
بدوره ، قدم السيد الصدر شكره الى رئيس الوزراء وبارك له النصر الذي حققته قائمة النصر، بحسب البيان الذي نقل عن الصدر قوله، إن “اللقاء رسالة اطمئنانية بان الحكومة المقبلة ابوية وترعى كل الشعب”.
وبين الصدر ان “يدنا ممدودة للجميع ممن يبنون الوطن وان يكون القرار عراقيا”، مشددا على “اهمية الاسراع بتشكيل حكومة تراعي تطلعات ابناء شعبنا”.
واكد الجانبان، بحسب بيان سابق لمكتب الصدر، على “أهمية المرحلة المقبلة وضرورة تظافر الجهود لترجمة قرار الشعب العراقي وتطلعاته المشروعة إلى واقع ملموس وأن يأخذ العراق دوره الطبيعي باعتباره عنصر استقرار في المنطقة”.
وتأتي زيارة الصدر الى بغداد ولقاءه العبادي بعد أقل من 24 ساعة على اعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية لعام 2018 ، والتي اسفرت عن فوز ائتلاف “سائرون” الذي يدعمه الصدر بالمركز الاول بحصوله على 54 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعدا.
ويرجح مراقبون أن يلعب السيد الصدر دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفيما يأمل الصدر بتشكيل ائتلاف قادر على مكافحة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي المتردي وإعادة بناء العراق بعد سنوات من الحرب، دعا السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني على أهمية الذهاب إلى حكومةٍ خدومةٍ قوية بأغلبيةٍ وطنيةٍ قادرة على تحقيقِ تطلعات الشعب.
وذكر بيان لمكتبه، تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه انه اكد خلال استقباله امس الاول رئيس البرلمان سلمان الجبوري على” ضرورةَ أنْ يلحظَ القرارُ الوطنيّ المصلحةَ العراقية بالدرجةِ الأساس”.
السيد عمار الحكيم الذي كان ناقش مستجدات الوضع السياسي مع رئيس البرلمان اشار أيضا إلى أنَّ” نجاحَ الانتخابات دليلٌ آخر على تمسكِ العراقيين بنظامهم السياسيّ والتداول السلميّ للسلطةِ عبرَ صناديق الاقتراع”.
وكان الصدر قاد خلال الايام الماضية سلسلة اجتماعات مع رجل الدين عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني وسفراء دول الجوار العراقي فضلاً عن تلقي اتصالات هاتفية من زعماء العملية السياسية في العراق كرست لمناقشة شكل الحكومة بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية.
وفي هذا الصدد، قالت النائبة عن ائتلاف الوطنية، فرح السراج، في تصريح نشر في وقت متأخر امس ان:” التفاهمات الاخيرة بين الكتل السياسية ستحسم التحالفات حول تشكيل الحكومة ” مبينة ان ائتلاف سائرون والحكمة هما الاقرب لإئتلافها.
ومضيفة ان “ائتلاف سائرون حصل على اعلى المقاعد على مستوى العراق لذلك سيكون بيضة القبان في التحالفات لتشكيل الكتلة الاكبر”،
واوضحت ان “ائتلاف الوطنية يفكر بشكل جدي بشأن التحالف مع سائرون لان هناك نوعا من التفاهمات اضافة الى الحكمة وبعض الكتل القريبة مثل القرار وتحالف بغداد”.
وتصدرت قائمة سائرون التي يدعمها السيد مقتدي الصدر نتائج الانتخابات وتلتها كتلة الفتح بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر ومن ثم حلت ثالثا كتلة النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ولم يتم التأكيد بعد ما إذا كان رئيس الوزراء المقبل سيكون من ائتلاف الصدر أم لا.
وتنتظر الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات مفاوضات شاقة لتشكيل الحكومة المقبلة، إذ تحتاج الكتلة الأكبر الى تحالفت واسعة توفر 165 مقعداً تؤهلها لتشكيل الحكومة المقبلة واختيار رئيس للوزراء وتعكس الحكومات العراقية عادة المكونات الرئيسية في البلاد، وهي الشيعة والسُنة والكرد.
وستكون الحكومة المقبلة أمام مهام صعبة ومعقدة، منها إعادة إعمار ما دمرته الحرب مع داعش على مدى ثلاث سنوات، وإعادة لحمة النسيج الاجتماعي في البلد، الذي يعاني من انقسامات طائفية وقومية منذ عقود.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة