الولايات المتحدة تحاور الأطراف الكردية للمشاركة في الحكومة الاتحادية المقبلة

أكدت أنها بانتظار إعلان النتائج النهائية للانتخابات للبدء بحوارات تشكيلها
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:

دخلت الولايات المتحدة بقوة على المسار الاساسي لتشكيل الحكومة المقبلة في العراق، عقب اتصالات اجرتها مع القوى والاطراف السياسية الكردية لحثها على المشاركة فيها.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد ان الممثل الخاص للرئيس الاميركي في التحالف الدولي للحرب على الارهاب بريت مكغورك، يجري اتصالات مكثفة مع القوى والاطراف العراقية بضمنها الاحزاب السياسية الكردستانية لحسم مسألة آلية مشاركتها في الحكومة العراقية المقبلة.
وتابعت المصادر، ان مكغورك يجري اتصالات مكثفة مع القيادات السياسية العراقية، بهدف الوصول الى تفاهمات مشتركة تضمن الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وتابعت المصادر، ان مكغورك بانتظار الاعلان رسميا عن النتائج النهائية للانتخابات من قبل المفوضية، لحسم مسألة تشكيل الحكومة المقبلة، وهو يعتزم البدء بمباحثات مع رئيس الوزراء زعيم تحالف النصر حيدر العبادي والسيد مقتدى الصدر واياد علاوي واسامة النجيفي ونيجرفان بارزاني.
وكانت النتائج الاولية غير الرسمية التي اعلنت عنها بعض وسائل الاعلام في اقليم كردستان قد اظهرت تقدم الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني عن بقية القوائم المتنافسة في محافظات اقليم كردستان ( اربيل ، السليمانية ، دهوك)، حيث تمكن الحزب الديمقراطي من الحصول على 641 الف و 363 صوتاً ، تلاه الاتحاد الوطني 311 الفاً و 768 صوتاً، ثم حركة التغيير 186 الفا و 129 صوتا، بينما جاء حراك الجيل الجديد 145 الف صوت، وجاء وتحالف نحو الديمقراطية والعدالة خامساً 114 الف و 777 صوتاً ، ثم الاتحاد الاسلامي 93 الفاً و 797 صوتا، بينما حلت الجماعة الاسلامية بالمرتبة الاخيرة بحصولها على 86 الفا و 663 صوتا.
في غضون ذلك اخطرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية الاحزاب المعترضة على نتائج الانتخابات في اقليم كردستان، بان النتائج الاولية للانتخابات لن يتم اعادة احتسابها يدويا.
وقال مسؤول بارز في الاتحاد الاسلامي الكردستاني فضل عدم نشر اسمه لموقع دواژ، ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية اخطرت الاحزاب الكردستانية في الاقليم بانه لن يتم اعادة احتساب نتائج الانتخابات يدويا باي شكل من الاشكال. وفي غضون ذلك، عقدت ستة احزاب كردستانية امس الاثنين اجتماعا في اربيل، لمناقشة وتوحيد موقفها ازاء الاتهامات التي وجهتها لبعض الاطراف بالتلاعب بنتائج الانتخابات ورد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على الاعتراضات التي قدمتها على النتائج التي افرزتها الانتخابات في اقليم كردستان.
وقال سليم كويي مسؤول علاقات الجماعة الاسلامية الكردستانية ان الاطراف الكردية المعترضة (حركة التغيير، الاتحاد الاسلامي، الجماعة الاسلامية، تحالف نحو الديمقراطية والعدالة، الحزب الشيوعي، الحركة الاسلامية)، ستعلن موقفها النهائي الذي يتوقع ان يكون اتفاقا على مقاطعة العملية السياسية في العراق. واضاف كويي «تم تسليم جميع الوثائق والادلة الى مفوضية الانتخابات، والتي تفيد بحصول تلاعب باصوات هذه الاطراف الستة في كركوك واربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة، ولا يجوز للمفوضية غض الطرف عن مطالب هذه الاطراف وعدم إعادة احتساب الأصوات يدويا».
بدوره قدم حراك الجيل الجديد، بزعامة رجل الاعمال الكردي شاسوار عبد الواحد امس الاثنين، شكوى قانونية الى المحكمة الاتحادية بشأن النتائج الاولية المعلنة للانتخابات البرلمانية في الاقليم.
وقال الحراك في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه، «اننا في حراك الجيل الجديد، نعلن صراحة، ان النتائج المعلنة لحد الان، لا علاقة لها بالنتائج الحقيقية للانتخابات».
واضاف، ان «المفوضية بخطوتها هذه، جعلت من نفسها جزءا من التزوير المنظم والواسع لنتائج الانتخابات ولمصلحة الحزبين الرئيسين في الاقليم، وضد الجيل الجديد وبعض الاحزاب الاخرى في كردستان، لذا قدمنا شكوى قانونية عند المحكمة الفيدرالية في بغداد، وطالبنا باعادة فرز صناديق الاقتراع».
وطالب الحراك، في بيانه الاطراف المعارضة في كردستان، على العمل بشكل مشترك وفي اعلى المستويات للطعن في النتائج، واتخاذ خطوات عملية باتجاه تشكيل جبهة برلمانية من القوى المعارضة لاجراء محادثات منفصلة عن الحزبين الرئيسين، مع القوى السياسية في بغداد بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وتابع البيان كما ينبغي على الاطراف الكردستانية تشكيل جبهة قوية في الاقليم، للعمل المشترك مستقبلا وللانتخابات المقبلة في كردستان، وان تعمل هذه القوى معا في الداخل والخارج، لايجاد ضغط حقيقي على الحزبين الرئيسين في الاقليم، وتحييد نفوذهما في كردستان.
وعلى صعيد اخر وبهدف نزع فتيل التوتر الذي نشب بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير في محافظة السليمانية، عقب اعلان النتائج غير الرسمية للانتخابات، قال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي هوشيار زيباري انه بدأ جهودا للوساطة، لاحتواء التشنج بين الحزبين اللذين يهيمنان على الساحة السياسية في السليمانية.
وكانت اشتباكات مسلحة قد حصلت بين مؤيدين للاتحاد الوطني وحركة التغيير، وسمع اطلاق نار كثيف قرب مقر حركة التغيير بمحافظة السليمانية، خلال جمع احتفالي نظمه انصار الاتحاد الوطني عقب الاعلان عن تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى من الطرفين.
بدوره نفى المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة اتهامات وجهت الى حزبه بالتلاعب بنتائج الانتخابات في كل من السليمانية وكركوك ، قائلاً ان هذه النتائج تعبيرعن قناعة الناخبين. وقال بيرة في مؤتمر صحفي عقده في السليمانية، إن حزبه يرفض الاتهامات بالتلاعب بنتائج الانتخابات، لافتاً الى ان «هذه النتائج تعبر بصورة حقيقية عن قناعة الناخبين».
وأشار بيرة الى أن حزبه حرك شكاوى ضد نتائج الانتخابات في كل من اربيل ودهوك ونينوى وقال إن الكثير من اصوات مؤيدي حزبه تبدد، كما هدد بـ»قطع» الاصبع الذي يُوجه اتهامات لحزبه بالتزوير.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد دعا في وقت سابق الاحزاب المتنافسة بمحافظة السليمانية الى ضبط النفس، كما امر الاجهزة الامنية بحماية مقرات الاحزاب والاطراف السياسية في المدينة، التي شهدت توترات على خلفية الاتهامات المتبادلة بشأن التزوير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة