حكومة كردستان تقدم مقترحاً جديدًا للحكومة الاتحادية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
كشف المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزيي عن تقديم حكومة الاقليم مقترحا لوزارة النفط ورئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية لتصدير الفائض من نفط كركوك عبر انبوب اقليم كردستان الواصل الى ميناء جيهان التركي.
واضاف دزيي في تصريحات صحفية تابعتها الصباح الجديد امس الاثنين، ان حكومة الاقليم قدمت للحكومة الاتحادية مبادرة لتصدير ال 250 الف برميل التي كانت تصدر سابقا عبر حكومة الاقليم الى الخارج، والتي تخضع بعد احداث 16 من اكتوبر لسيطرة الحكومة الاتحادية، والتي لا يتم الاستفادة منها الان، ان تصدر عبر انبوب نفط الاقليم الى ميناء جيهان التركي وان تكون خاضعةً كلياً لادارة وتصرف شركة سومو في الحكومة الاتحادية.
واوضح دزيي ان المقترح الذي قدمته حكومة الاقليم، لوزارة النفط الاتحادية والذي ينص على ان يكون الاشراف على بيع وتسويق نفط كركوك خاضعاً للحكومة الاتحادية، تم الترحيب به الا انه لم يدخل حيزا يصل الى حد الاتفاق عليه مع الحكومة الاتحادية لحد الان.
وحول بيع انبوب نفط الاقليم الى شركة روس نفت الروسية قال دزيي، ان حكومة الاقليم اتفقت مع الشركة الروسية على الإدارة والاستثمار في انبوب نفط الاقليم، وهو اجراء قال انه متبع في كثير من دول العالم وليس إبداعا جديدا من قبل حكومة الاقليم.
مشيرا الى ان شركة روس نفت تستثمر في الانبوب الذي يصدر نفط الاقليم الى ميناء جيهان التركي وهي تشرف على صيانته وتشغيله، قائلاً ان ذلك سيعود بالفائدة على الاقليم.
وحول تواجد قوات حزب العمال الكردستاني في أراضي الاقليم قال دزيي، ان تواجد هذا الحزب يعود الى ثمانينيات القرن الماضي ما تسبب بعرقلة اعادة اعمار قرابة 300 قرية ومنع عودة سكان القرى التي تقع ضمن تلك الحدود.
ونفى دزيي ما يتم إثارته في وسائل الاعلام من توغل القوات التركية واقامة العديد من القواعد والثكنات العسكرية في اراضي الاقليم، لافتا الى ان عمليات الجيش التركي تقتصر على تنفيذ بعض العمليات المحدودة ضد مواقع تواجد عناصر حزب العمال، مبينا ان تلك المناطق جبلية ووعرة ما يعوق السيطرة عليها وإدارتها من قبل اية قوات تابعة لحكومة الاقليم او الحكومة الاتحادية.
ودعا دزيي حزب العمال الكردستاني الى ترك تلك المناطق وعدم خلق المشكلات وردود الفعل التركية على اراضي الاقليم التي قال انها تحولت نتيجة لتحركات العمال الكردستاني الى مناطق للصراع الداخلي وبين القوى الاقليمية.
وعلى صعيد ذي صلة قال مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني في منطقة شيلادزة، ان الجيش التركي دخل الى عمق اراضي الاقليم في مناطق واسعة بمحافظة دهوك، وقام بحفر خندق حول بعض المناطق التي اقام فيها معسكرات جديدة، مشيرا الى ان الحزب الديمقراطي اقام بدوره العديد من نقاط التفتيش في تلك المناطق تزامنا مع تحركات الجيش التركي.
واضاف مسؤول لجنة تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في منطقة شيلادزة فرج ريكاني في تصريح للصباح الجديد، ان الجيش التركي بدأ بحفر خندق في بعض المناطق داخل اقليم كردستان، بينما قام الحزب الديمقراطي باقامة العديد من نقاط التفتيش التي تحولت الى عبء على المواطنين في تلك المناطق.
وتابع ريكاني ان القوات التركية المتمركزة في مناطق (شيفرزا ، ايش بياردلا، سري فلكو، كرياديري) التابعة لناحية شيلادزة قامت بحفر خندق طويل لمنع الهجمات التي يشنها عناصر العمال الكردستاني.
واضاف ان الجيش التركي الذي قام بتحصين ثكناته التي اقامها مؤخرا في تلك المناطق، واحاطها بخندق واسع طويل، يتحضر للقيام بعمليات تمشيط واسعة ضد عناصر العمال الكردستاني، بعد الانتخابات المقبلة في العراق التي قال انها تبعد 50 كم، فقط عن مركز ناحية شيلادزة.
واضاف ريكاني ان القصف التركي المستمر على اراضي الاقليم وتحديدا في مناطق شيلادزي والعمادية ونيرو وريكان يهدف الى ترويع المواطنين، وتسبب خلال السنوات الماضية بتهجير سكان المئات من القرى والحق أضرارا مادية كبيرة بممتلكاتهم.
ولفت ريكاني الى ان قوات الاسايش التابعين للحزب الديمقراطي أقاموا العديد من نقاط التفتيش الجديدة على الطرق الرئيسة بين ديرلوك وكوهز في ناحية شيلادزي، التي قال انها تعرقل حركة تنقل المواطنين وتقوم بخلق المشكلات لهم، بحجة الحد من تحرك عناصر حزب العمال الكردستاني.
وكان حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا والذي يتخذ من جبال قنديل في اقليم كردستان ملاذا له، ويخوض منذ ثمانينيات القرن الماضي قتالا مسلحاً ضد الدولة التركية قد اعلن في بيان ان الهجمات التي يشنها الجيش التركي على مناطق تواجده في اقليم كردستان تدار من القنصلية التركية الموجودة في اربيل، واضاف ان التحركات التركية تهدف الى السيطرة على اراضي الاقليم وفرض واقع جديد يمهد لاحتلال تركي جديد والتمدد في العراق والمنطقة.
وكان وزير الخارجية إبراهيم الجعفري قد طالب نظيره التركي امس الاول الاحد بسحب قوات بلاده من الأراضي العراقـية، وزيادة حجم الإطلاقات المائية الى العراق.
وجدد الجعفري التزام العراق بالتعاون مع دول المنطقة لتجاوز الأزمات التي تواجهها، والتمسك بمبدأ حسن الجوار، وعدم السماح لأي طرف باستغلال الأراضي العراقـية، وزعزعة أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة.