يتبجح الكثير من المرشحين الى قبة البرلمان ممن تم تجربتهم في دورات انتخابية سابقة وثبت فشلهم وفسادهم بانجاز عدد مما يسموها (منجزات ) ويتفاخرون امام الرأي العام بها من دون ان يعي هؤلاء او يميزون بين المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم بوصفهم مؤتمنين على المال العام الذي تمثله اموال الدولة وممتلكاتها ومكلفين باداء المهام المناطة بهم بوصفها واجبا تفرضه قوانين الدولة عليهم ما داموا هم في هذه المراتب والمناصب وبين الانجازات الحقيقية.. وخلافا لما اعلنه الكثير من اعضاء مجلس النواب الذين تم اختيارهم او الوزراء الذين تم استيزارهم في حملاتهم الانتخابية السابقة ورفعهم بعض الشعارات التي خدعوا بها الجمهور ومنها ( جئنا لنخدم لالنخدم ..!!) لم يجد الجمهور في العراق سوى تكالبا على المصالح والمنافع وعمد بعض الفاسدين الى توظيف امكانيات الدولة وممتلكاتها لمصالحه الخاصة ووهب لنفسه الحق في توزيع الكثير من الامتيازات على المقربين اليه والى الاتباع والمؤيدين الذين ينتمون الى حزبه من دون أي شعور بالذنب بل اتخذ الكثير منهم اساليب الخداع والتضليل ومثل هؤلاء اشارت اليهم المرجعية الدينية في خطابها الاخير وحذرت الناس منهم ومن ألاعيبهم وطرق الالتفاف التي يسلكونها وفي كل دورة انتخابية يمكن رصد الانتهاكات التي يقدم على ارتكابها اعضاء في مجلس النواب او وزراء او مدراء عامين يغافلون فيها القانون ويخالفون التعليمات النافذة التي تمنعهم من استغلال المصالح العامة ويحاولون تسويق انفسهم بثياب العفة والنزاهة والتضحية ومن المؤسف ان تعمد بعض وسائل الاعلام خاصة بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية على دعم مثل هذه التوجهات المريبة والمشبوهة وتقع تحت سطوة المغريات المالية وتسهم في بث خطابات مضللة للجمهور لتلميع صور وسيرة عدد من المرشحين الفاشلين والادعاء بانهم حققوا عشرات الانجازات فيما الحقيقة هي مجرد أوهام ووعود وتضخيم ومبالغات يبغون من ورائها التأثير بالرأي العام والحصول على اكثر عدد من الاصوات ومن الغريب والمثير للسخرية ان تبث بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديوية لحضور يعض المرشحين مجالس العزاء او المهرجانات او الندوات او حتى عقد اجتماعات اعتيادية في الوزارات والمؤسسات و زيارات اجتماعية وتقدمها لجمهور الناخبين على انها مآثر وبطولات وانجازات وغيرها من المسميات التي تطلقها هذه القنوات والمواقع في خطوة لايمكن عدها سوى انها تفريط باخلاقيات الاعلام وتضليل متعمد للرأي العام من دون ان يدرك كل مسؤول فاشل وكل وسيلة اعلامية تقف وراءه وتطبل له بان وجوده في موقع المسؤولية لا يعني سوى ان يكون خادما للشعب لا مخدوما كما يريد ويتمنى.
د. علي شمخي
خدام ..لا مخدومين !
التعليقات مغلقة