ديالى ـ علي القيسي:
كشفت مصادر محلية و امنية في محافظة ديالى عن استعدادت كبيرة للقوات الامنية لتطهير 50 كيلومتراً من طريق العظيم ـ كركوك الذي يسيطر عليه تنظيم داعش، وفيما اشارت الى اعداد خطة منظمة لتطهيره من آلاف العبوات الناسفة، لفت خبراء الى تعرض الاقتصاد العراقي الى خسائر كبيرة بسبب قطع هذا الطريق.
وقال مصدر امني فضل عدم الاشارة الى اسمه لـ “الصباح الجديد”، امس الاحد ان “طريق بغداد – كركوك الذي يمر في مركز ناحية العظيم والذي يعد احد اهم الطرق الرابطة بين بغداد واقليم كردستان ويستوعب نحو 60 في المائة من القوافل التجارية ما يزال يخضع 50 كم منه لسيطرة الجماعات المسلحة ابتداء من اطراف ناحية العظيم وصولا الى ناحية آمرلي”.
واضاف ان هذه “المسافة التي تقع عليها مجموعة من القرى والبلدات باتت معاقل للجماعات المسلحة التي تنشر العنف والفوضى، اضافة الى انها عمدت الى زرع الطرق بالعبوات الناسفة، وان طريق بغداد – كركوك اغلقت بشكل كامل منذ 14 حزيران الماضي وحتى يومنا هذا ما اثر على حركة السياحة والمسافرين ونقل البضائع” .
وتابع ان “عملية تطهير الطريق الرئيس بين بغداد وكركوك تحتاج الى وقت ليس بالقليل اضافة الى تعقيدات المشهد الامني بسبب سيطرة المسلحين على الطريق من اطراف العظيم وصولا الى امرلي، خاصة ان التنظيم عمد الى زرع الالاف من العبوات الناسفة مما يعني اعادة العمل به تحتاج الى جهود مضاعفة خاصة من قبل الهندسة العسكرية لازالتها” .
من جانبه لفت قائممقام قضاء الخالص عدي الخدران الى وجود خطة منظمة لفتح الطريق البري امتدادا من ناحية العظيم وصولا الى امرلي اعتمادا على ( صفحات عسكرية ) متلاحقة تهدف الى تطهير القرى والبلدات القريبة من الطريق البري. وقال ” سيقوم الجهد الهندسي بازالة وتفكيك العبوات الناسفة ، وانه طهر كيلومتر واحد في مركز ناحية العظيم بعد تفكيك وازالة اكثر من 100 عبوة ناسفة مما يوضح حجم الجهد المبذول لتطهير هذا الجزء من الطريق الذي له اهمية ستراتيجية ” .
واضاف ان “الاجهزة الامنية تحشد قواتها لتطهير منطقة ( انجانة ) وصولا الى ناحية ( سليمان بيك ) التي تمثل اهم العقد التي تسيطر عليها جماعات داعش المسلحة في الوقت الحاضر “.
الى ذلك قال الخبير الاقتصادي غسان الربيعي ان “طريق بغداد – كركوك يمثل الشريان التجاري الحيوي الذي يمثل 80% من الحركة التجارية بين بغداد واقليم كردستان وكان يشهد مرور اكثر من 5 الاف شاحنة يوميا لكلا الاتجاهين محملة بشتى انواع البضائع اضافة الى انه يمثل المعبر الرئيس لمرور السياح من الجنوب والوسط باتجاه محافظات الاقليم”
وبين ان “سيطرة التنظيمات المسلحة على هذا الطريق منذ اكثر من شهرين يمثل انتكاسة كبيرة للقطاع الاقتصادي ولشريحة واسعة من التجار واصحاب الشركات، وان تطهير هذا الطريق واعادة الحركة اليه من جديد يمثل اولوية هامة ستعيد الامال لكثر من العاملين في قطاع التجارة” .
وفي هذا السياق اشار رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني الى ان ” خطة تطهير طريق بغداد – كركوك مكتملة وسيتم تنفيذها في القريب العاجل” ، مبيناً ان ” العبوات الناسفة تمثل احد اهم المعرقلات التي تعيق تقدم القطعات العسكرية ، وان تنظيم داعش يحاول من خلال سيطرته على هذا الطريق فرض حصار اقتصادي على العاصمة بغداد كونها تعتمد على هذا الطريق بشكل كبير لسد احتياجات السوق ا لمحلية”، مؤكدا “وجود طرق برية اخرى اسهمت في التقليل من تداعيات ذلك وبالتالي احبطت الكثير من مخططات داعش الاجرامية” .
وكان مسؤولن محليون في محافظة ديالى كشفوا في وقت سابق لـ ” الصباح الجديد ” عن تطهير ناحية العظيم من عناصر تنظيم داعش، وفيما اشاروا الى مشاركة قوات البيشمركة ومتطوعين من الاهالي في الهجوم الاخير، اكدوا مقتل العشرات من داعش وتفكيك 93 عبوة ناسفة و16 منزلاً مفخخاً .