بحث مع أمينة بغداد تطوير العاصمة
بغداد ـ الصباح الجديد:
بحث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش مع امينة بغداد الدكتورة ذكرى علوش مجالات التعاون التي يمكن ان تقدمها الأمم المتحدة للنهوض بواقع العاصمة العراقية في خططها المستقبلية لمرحلة ما بعد داعش.
وخلال مناقشاته التي أجراها مع الدكتورة علوش، والتي ترأس أيضاً اللجنة الدائمة للنهوض بواقع المرأة العراقية والتابعة لمجلس الوزراء، أكّد الممثل الخاص على دور المرأة في السياسة وحثّ الناخبين على منح المرشحات اللاتي يتميزن بالمهنية والتأهيل العالي ممن يتنافسن في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 أيار الجاري الفرصة التي يستحقنها للإسهام في عملية إعادة البناء وإعادة التأهيل لمرحلة ما بعد النزاع كعضواتٍ في مجلس النواب والحكومة المستقبلية .
وقال الممثل الاممي كوبيش بعد هزيمة داعش الإرهابي، حان الوقت بالنسبة لنا في الأمم المتحدة لإعادة توجيه عملنا والتركيز أكثر على مجالات إعادة التأهيل وإعادة الإعمار والتنمية دعماً للعاصمة العراقية بغداد في العديد من النواحي التي تعدّ حاسمةً لسير الحياة الطبيعية للمدينة، بما في ذلك تثقيف أو تدريب الخبراء على كيفية حشد الاستثمارات والدعم لاحتياجات المدينة وسكانها، ومن بينهم الأسر التي تعيلها النساء.»
وأضاف يان كوبيش أنّ اجتماعاتٍ لاحقةً ستُعقد بين ممثلي الأمم المتحدة ومدينة بغداد لبحث المساعدات والتعاون المستقبليين، وإجراء مزيدٍ من المناقشات حول دورٍ أكثر أهميةً للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يمكن للأمم المتحدة زيادة دعمها في هذا السياق ، معربا عن ارتياحه إزاء المشاركة القوية للنساء كمرشحاتٍ في انتخابات 12 أيار الجاري وحثّ الناخبين في بغداد وفي المحافظات الاخرى على منح صوتٍ قويٍّ للنساء اللاتي يرفدن العملية الديمقراطية بالكفاءة والأمانة والمهنية والتفاني.
وقال الممثل الاممي تسرّني جداً رؤية عددٍ لا بأس به من المرشحات ممن يتميزن بمستوىً عالٍ من القوة والتأهيل والكفاءة ، ودان الممثل الخاص للأمين العام الإساءات اللفظية والهجمات الشخصية ضد بعض المرشحات، وحثّ الناخبين على «عدم الانجرار وراء التلميحات التي تولّدها تلك الهجمات والترهيب والإهانات الموجهة ضد بعض المرشحات لا لشيءٍ سوى للتشتيت وإلحاق الأذى بهن وتثبيطهن وناخبيهن.»
وناشد الممثل الاممي المواطنين في بغداد أن يخرجوا ويُدلوا بأصواتهم لمرشحيهم بأعداد كبيرة. صوّتوا للأفضل ولا تنسوا أن النساء يمثلن أقوى عناصر الأمانة والكفاءة ولديهنّ القدرة والرغبة بالعمل بجدٍّ من أجل التغيير ، معربا عن امله أن تشهد بغداد التصويت للكثير من النساء لمجلس النواب ، وأن يتيح القادة السياسيين لهن بعد الانتخابات مواقع في الحكومة للإفادة من مؤهلاتهنّ وخبراتهن وتعليمهن.»
على صعيد متصل قام الممثل الاممي بزيارة الى محافظة البصرة في اطار جولة يُجريها في شتى محافظات العراق بهدف تقييم الاستعدادات الانتخابية والأجواء واستكشاف الاحتياجات في هذه المناطق في مرحلة ما بعد داعش وكيف يمكن للأمم المتحدة تقديم المساعدة.
وأقر كوبيش بأن التغيير على أرض الواقع مع الهزيمة العسكرية لداعش والحاجة إلى التصدي لتحديات إعادة الاستقرار والتنمية وإعادة التأهيل والتدريب والتعليم والرعاية الصحية والبيئة كلها عواملُ تُملي علينا نهجاً جديداً ، ولفت الى ان هذه فترةٌ جديدةٌ في حياة البلاد، أي مرحلة ما بعد داعش، وعلينا نحن في الأمم المتحدة أن نكون أوسع نشاطاً وأكثر تركيزاً في تقديم المساعدة لتلبية احتياجات الناس.»
واضاف الممثل الاممي الى ان المناقشات التي أجراها مع كلٍّ من محافظ البصرة وقائد عمليات البصرة ورئيس مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في البصرة تطرقت إلى الاستعدادات للانتخابات الوطنية التي تمثّل فرصةً للعراقيين لإسماع صوتهم وإحداث تغييرٍ إيجابيّ ، مجددا تأكيده على هذه النقطة في البصرة ، مُعرباً عن عرفانه لتضحيات هذه المحافظة الجنوبية التي قدّمت العديد من الشهداء من جموع المقاتلين الذين حاربوا داعش في مدينة الموصل الشمالية ومناطق أخرى، فضلاً عن توفير هذه المحافظةِ شريانَ الحياة الاقتصادي للبلاد.
وقال كوبيش لقد «تحدثنا عن الشباب تحديدًا فالعديد منهم عائدون من ساحات القتال وهم يحتاجون إلى أفقٍ جديدٍ، يحتاجون إلى توفير الوظائف وأن يكون لهم مستقبل. على الأمم المتحدة أن تقدم المساعدة، والهدف من هذه الزيارة هو أخذ المشورة من المسؤولين هنا حول المجالات التي ينبغي العمل فيها بشكلٍ أكبر، وكيف يجب أن نعيد تركيز أنشطتنا التي ينبغي أن تكون أكثر فائدةً للبصرة ولمواطنيها.»
وأعرب كوبيش عن أمله في أن تعمل الأمم المتحدة مع الحكومة الجديدة التي ستُفرزها الانتخابات ، وقال ان المنظمة الدولية تأمل أن يكون لنا شريكٌ جيدٌ بعد الانتخابات في الحكومة الجديدة، وسنعمل معاً على خلق ظروفٍ أفضلَ من شأنها تحسينُ حياة الناس، بما في ذلك في البصرة، العاصمة الاقتصادية للبلاد.»