إعمار بضعة مساجد في الموصل القديمة أثار حفيظة البعض من دون مسوّغ

الموصل.. تحذيرات من “تطرف” يزعم مناهضة “الفكر الداعشي”
نينوى ـ خدر خلات:

حذر ناشط موصلي من تطرف من نوع آخر يزعم محاربة الفكر الداعشي المتطرف، عادا ان اعادة اعمار بضعة مساجد في المدينة القديمة بالموصل يخلق فرص عمل، ويرفع الأنقاض من حول بنايته ويقدم خدمات الماء والمأوى ويدفع بالطمأنينة للأهالي بأن تعود للمنطقة، فالأرض موحشة بلا معالم وإعادة معالمها إحياء لها ودفع حقيقي لعجلة الحياة فيها.
وقال الناشط الموصلي احمد الملاح ان “عددا من الناشطين الموصليين يتداولون منذ بضعة ايام صورًا لثلاثة أو أربعة مساجد صغيرة في الموصل القديمة قام عدد من الميسورين في الموصل بإعادة إعمارها، منتقدين هذا التصرف معللين أن الأولى بناء المنازل ورفع الأنقاض والجثث وتأجيل إعمار أي مسجد وبعضهم ذهب إلى أن هذه الحملة ممولة من دول خارجية إلى أخرها من الإتهامات وهنا يجب أن أوضح وجهة نظري التي قد يخاف البعض في طرحها أو يغفل عنها”.
وأضاف “بالنسبة لي فأنا أعمل في إدارة مشروع إغاثي منذ ما يقارب 4 سنوات، ولم نضع دينارًا واحدًا في مسجد وإنما كان تركيزنا على وفق ما اجتهدنا وتوقعنا أنه الأفضل فقررنا أن نركز على الإغاثة وفتح مشاريع تجارية صغيرة للشباب لتكون باب رزق لهم، لكن طوال تلك السنوات لم ننتقد أي جهد يقدم خدمة للناس في أي زاوية أو مجال، بل بالعكس كنت أفرح لإفتتاح مقهى ومدرسة وشارع ومسجد ويسعدني أي حملة إعمار بغض النظر في أي مجال طالما أنها تسهم في إعمار جزء من أجزاء مدينتي”.
ولفت الملاح الى انه “ما لا أفهمه هو الإعتراض من عدد من الشباب على إعمار مسجد فقط، ويطالب أن تدرج ضمن الأولويات بينما طبيعي لديه أن تكون هناك جثث ودمار وتقام المهرجانات والحفلات الراقصة وغيرها في المدينة ولا ينزعج من انفاق الملايين والملايين على هكذا أمور بينما الإنفاق على المساجد أمر يوضع عليه خط أحمر”.
وتابع ان “ثنائية داعش والمساجد، ثنائية سخيفة ومعيبة جدًا عندما نطرحها خاصة من شخصيات مثقفة، فالدواعش كانوا طلابًا في الجامعة وتجارا في السوق فهل نغلق الجامعة والسوق أيضًا خوفًا من التطرّف، لان التطرّف في العراق للأسف متجذر بالأشخاص لا بالدِّين فهو متطرف إذا كان مسلمًا أو ملحدًا أو يحمل أي فكر فهو يتطرف في فكره، وهذه مشكلة في الأشخاص لا في الأديان ولا المساجد، وحلها بالنظر لأسباب جعل الفرد العراقي متطرفا في الغالب وعلاجها”.
عادا ان “المسجد الذي يعاد ترميمه اليوم في الموصل القديمة يخلق فرص عمل، ويرفع الأنقاض من حول بنايته ويقدم خدمات الماء والمأوى ويدفع بالطمأنينة للأهالي بأن تعود للمنطقة، فالأرض موحشة بلا معالم وإعادة معالمها إحياء لها ودفع حقيقي لعجلة الحياة فيها، والأولوية التي ننشدها على الحكومة أن تطبقها، أما الأهالي فهم أحرار بصدقاتهم ولا أجد أي مبرر للإنتقاد”.
وعلى النقيض من الملاح، يرى ناشطون موصليون ان المسألة ليست اعادة ترميم او اعمار ٣ او ٤ جوامع، بل انها حملة سينفق عليها الملايين في مناطق مدمرة تماما، اضافة الى ان المسجد ليس حاجة ملحة، وبالامكان الصلاة حيثما يشاء المواطن، وينبغي دفع هذه الملايين لاعمار المدارس والمراكز الصحية ومنازل الفقراء، لان وجود الجامع لن يعيد الحياة الى المدينة القديمة.
مبينين انه ينبغي توفير فرص العمل يكون من خلال حملة اعمار حقيقية وشاملة لا تستثني اي مرفق اهلي او حكومي، وان لا يكون اعمار المساجد في قمة الاولويات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة