3 شركات أجنبية لتأمين التقنيات الحديثة بطرق التحشية
متابعة الصباح الجديد
بحث وزير الموارد المائية الدكتور حسن الجنابي امس الثلاثاء في اجتماع موسع ضم فريق فيلق المهندسين الاميركي وشركة تريفي الايطالية اﻻمور الدقيقة والخاصة بتاهيل وصيانة سد الموصل وتحشية اسسه .
وكان الهدف من انشاء السد لأرواء سهل الجزيرة وتوليد الطاقة الكهربائية ودرء الفيضان عن مدينة بغداد وبعد الأحداث السياسية التي عصفت بالعراق منذ العام 1990 فإن السد الذي كان يعاني أصلاٌ من مشكلات التسرب المائي (النزيز) من الأسس والأكتاف فان المشكلة تفاقمت أكثر وأكثر مما حدا بالجانب الأميركي الى إبداء الرأي بشأن خطورة السد فزاره مجموعة من منهدسي الفيلق الاميركي ومسوؤلون في منظمة غوث، وأبدوا قلقهم بشأن سلامة السد ومنشآته وذكروا ان انهياره قد يؤدي الى تدمير 70بالمئة من مدينة الموصل، ثالث اكبر مدينة في العراق والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليون و700 الف نسمة، كما يمكن ان يلحق الاضرارعلى مسافة تمتد الى 280 كيلومترا.
وتكمن خطورة السد في تواجد صخور الجبسوم والانهايدرايت،المارل والحجر الجيري ذي الشقوق الكثيرة في اسس وأكتاف وحوض السد مما سبب في مشكلة التسرب خلال فترات البناء والتشغيل بسبب تحول الجبس الى الانهايدريت وبالعكس وذوبانها وكذلك صخور الطفل والمارل القابلة للذوبان أيضا مما أثار القلق الشديد بشأن سلامة منشآته .
في ضوء هذا الوضع، طلبت الحكومة العراقية من الاستشاريين السويسريين البدء بإجراء دراسة لهذه المسألة التي تسبب في تآكل الأسس لاكبر سد في العراق وبخطى سريعة ، مما يرفع احتمال حدوث أكبر كارثة إنسانية في المنطقة بأسرها وان هذا الخطر سيزداد بشكل تصاعدي مع مرور الوقت إذا لم يتم معالجته بصورة صحيحة وعلى أسس علمية تعتمد التنكولوجيا الحديثة .
وحاولت وزارة الموارد المائية بمساعدة اميركية العمل على إحتواء حالة التدهور في السد ، ويقول الفنيون الاميركيون بأنهم يقومون بمراقبة دقيقة لوتيرة تدهور حالة السد واتخاذ تدابير لمنعه الا أنهم يرون هذا الامر يبدو بغاية الصعوبة حسبما ينقل كوكبرن عن السفارة الاميركية في العراق والتي قالت انه «بسبب تدهور حالة أساسات سد الموصل وإستحالة إصلاحها فلا يمكن تأمين حماية هذا السد من انهيار كارثي» ، الا ان المحاولات لم تتوقف وهي مستمرة اذ تقوم فرق فنية باعمال التحشية وذلك بضخ الاسمنت السائل ومادة البتنونايت باستمرار داخل أساسات السد كي لا ينهار، وذلك على الرغم من صدور دراسة اميركية في هذا الخصوص تفيد بأن هذه التقنية لا تضمن عدم الانهيار لكنها بالتأكيد تؤخر الانهيار المرتقب ، ويذكر أن ضعف اساسات السد كانت مشكلة معروفة لدى المختصين العراقيين .
وكانت وزارة الموارد المائية قد اعلنت ، عن توجيهها الدعوة إلى ثلاث شركات اجنبية «لم تحدد جنسيتها» لغرض تأمين التقنيات الحديثة بطرق التحشية لسد الموصل.
وقال بيان صدر عن الوزارة اطلعت «الصباح الجديد» على نسخة منه ان «الوزارة وبأشراف مباشر ومتابعة ميدانية من قبل الوزير ، وضعت في أولويات خططها المستقبلية أعادة اصلاح المنشآت الاروائية التي تضررت نتيجة سيطرة العصابات الارهابية «داعش» ، عليها ومن ضمنها سدة الرمادي وناظم الورار».
واشار البيان الى ان «الوزارة هيأت عددا من الخبراء من منتسبيها لغرض أعادتها الى الخدمة، أضافة الى إدامة أعمال التحشية لأسس سد الموصل من خلال توجيه الدعوة لثلاث شركات أجنبية لغرض تأمين التقنيات الحديثة بطرق التحشية وتأهيل المنافذ السفلى وتدريب المعنيين على تلك التقنيات ليتمكنوا من أدارة العملية ذاتيا» .
ويعد سد الموصل اكبر سدود العراق ورابع اكبر سد في الشرق الاوسط وأفادت تقارير مؤخرا بانه معرض لانهيارات جراء التآكل في بناه التحتية لكن الحكومة العراقية طالما نفت هذه التقارير.