مؤتمر أوروبي – أممي لزيادة المساعدات الإنسانية لنازحي سوريا

موسكو قلقة من رفض الغرب مساعدة المناطق التي تحت سيطرة الأسد
متابعة ـ الصباح الجديد:

ابدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قلق موسكو من تصريحات الدول الغربية بأنها ليست جاهزة لتقديم المساعدة للمناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد، فيما بدأ في بروكسل امس الثلاثاء مؤتمر للهيئات المانحة على أمل تقديم مساعدات لخمسة ملايين لاجئ سوري يقيمون في دول مجاورة و6,1 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم 250 الفا محاصرون في مناطق نزاع.
وشدد مسؤولو الاتحاد الاوروبي في المؤتمر الذي يستمر يومين مع الامم المتحدة على ان «وعود الهبات ستكون مؤشرا للالتزام الدولي» في الاجتماع السنوي السابع بشأن مستقبل سوريا الذي تشارك فيه دول مانحة ومنظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة.
وأوضح دبلوماسيون أوروبيون ان «مجمل وعود الهبات بلغ 5,6 مليارات يورو من بينهما 3,7 مليارات يورو من الاتحاد الاوروبي خلال الاجتماع السادس في 2017. على أمل تحقيق نتيجة أفضل في 2018». وأوضح الاتحاد الاوروبي ان ما جمع يبلغ 7,5 مليارات دولار من الهبات لسوريا في 2017.
وتابع الدبلوماسيون «لكننا نلاحظ بعض الفتور وسوريا ليست البلد الوحيد الذي من الضروري تقديم مساعدة انسانية له».
وشارك نحو 85 وفدا في الاجتماع لكن الانظار ستتجه الى ممثلي روسيا وايران الداعمتين للنظام السوري الغائب عن المؤتمر على غرار المعارضة.
وقالت الامم المتحدة انها لم تحصل هذه السنة سوى على اقل من ربع المبلغ الذي طلبته للأعمال الانسانية في سوريا، اذ تلقت اقل من 800 مليون دولار من اصل 3,5 مليار دولار تحتاج اليها.
وصرح مارك لوفتشوك رئيس مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية «بالموارد التي يمكن ان نتوقع الحصول عليها هذا العام لا يمكننا حتى تلبية كل الاحتياجات الملحة».
وأضاف «اهتمامنا الان هو أن يكون التركيز على الـ5,6 ملايين شخص المحتاجين الى مساعدات ملحة داخل سوريا».
ويقول الاتحاد الاوروبي ان هناك 6,1 ملايين نازح داخل سوريا بينما فر أكثر من خمسة ملايين آخرين من المعارك ويحتاج نحو 13 مليون شخص الى مساعدات.
وقال لوفتشوك ان «حدة الازمة الانسانية تصاعدت مرة اخرى في 2018» مع نزوح اكثر من 700 ألف شخص منذ بداية العام.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي يحقق فيه وفد من خبراء دوليين في هجوم كيميائي مفترض في السابع من نيسان في دوما بالقرب من دمشق.
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني أقرت مؤخرا بان «حل النزاع يبدو أبعد من السابق»، مؤكدة أن «تدهور الوضع الميداني يجعل من الملح أكثر التوصل الى حل سياسي».
وقالت موغيريني «علينا ممارسة حد اقصى من الضغوط على اطراف النزاع والجهات الداعمة لهم».
شددت موغيريني التي شاركت في الاعداد للمؤتمر «نحن بحاجة الى مفاوضات جدية بأسرع وقت في جنيف ولا بد ان تشارك فيها دمشق»، مضيفة «بدون حل سياسي نحن نتجه نحو كارثة».
واضافت «شاهدنا تدهور الوضع بشكل كبير منذ مطلع العام. نزح نحو 700 الف شخص في سوريا» خلال أربعة أشهر.
وخصص اليوم الاول من المؤتمر امس الثلاثاء لاجراء محادثات مع المنظمات الانسانية العاملة في سوريا ولبنان والاردن وتركيا.
ودعت المديرة العامة لمنظمة «سيف ذي تشيلدرن انترناشونال» غير الحكومية هيلي ثورنينغ شميت الرئيسة السابقة لحكومة الدنمارك، حث الجهات المانحة على التركيز على قطاع التعليم.
وصرحت ثورنينغ شميت في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان ثلث الاطفال السوريين لا يقصدون المدارس كما ان ثلث هذه المدارس غير صالحة للاستخدام بسبب الحرب.
وتابعت «تخلينا عن الاطفال السوريين. هذا هو العام السابع ونحن نتخلى عنهم من جديد».
بدوره يقول صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان نحو 2,8 مليون طفل سوري لا يحصلون على التعليم وفي بعض مناطق البلاد بات مجرد التوجه الى المدرسة «مسألة حياة أو موت أحيانا».
أما اليوم الثاني من المؤتمر فسيكون سياسيا أكثر مع مشاركة وزراء. وسيتمثل الاتحاد الاوروبي بـ12 وزير خارجية وستة وزراء مكلفين التنمية وخمسة وزراء دولة.
وتتوقع موغيريني في هذه المناسبة الحصول على دعم لاستئناف المفاوضات برعاية الامم المتحدة في جنيف.
وقال للصحفيين بعد جلسة مجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في بكين، امس الثلاثاء: «يثير قلقا كبيرا لدينا موقف الدول الغربية المعلن رسميا الذي مفاده أنها لن تقدم أي مساعدة للمناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة السورية».
وعشية انطلاق مؤتمر الدول المانحة في بروكسيل في غياب تمثيل للنظام السوري، اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً على «بذل جهود مشتركة لاستئناف محادثات السلام حول سورية على أساس القرار الدولي الرقم 2254، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج منتدى سوتشي».
وأعرب عن أمله بأن «يثمر الحوار إيجاد طريقة في المستقبل القريب للخروج من المأزق الذي أوقف حتى الآن الجهود للتوصل إلى آلية جادة للإسناد والمساءلة».
وحذرت وزارة الخارجية الروسية من أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الموجودين في سورية، «يتعرضون لضغوط من الغرب». وقال رئيس قسم منع انتشار الأسلحة في الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف، في تصريحات نقلتها وكالة «نوفوستي» الروسية: «خبراء المنظمة يتعرضون لضغوط لأن الولايات المتحدة اتخذت عام 2011 قراراً مسبقاً لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد… وتتخذ خطواتها في سياق هذا القرار».
وأكد جاهزية موسكو لـ «قبول نتائج التحقيق في الهجوم الكيماوي المزعوم إذا كان هذا التقرير مهنياً».
من جانبه، تعهد الأسد خلال استقباله أمس الاول الاثنين كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري، استمرار «الحرب على الإرهاب حتى استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن أنصاري وضع الأسد في «صورة التحركات والجهود التي تبذلها إيران على الصعيد السياسي للمساعدة في إنهاء الحرب على سورية»، كما تناول الجانبان مستجدات «الوضع الميداني».
في غضون ذلك (أ ف ب)، حذر وزير الطاقة الإسرائيلي، عضو المجلس المصغر في الحكومة يوفال شتاينتز، الرئيس السوري بأن حياته ستكون مهددة إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقاً من سورية.
وقال الوزير «الليكودي» المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، في شريط فيديو على موقع «وانيت»: «من غير الوارد بالنسبة إلينا أن يسمح الأسد، بطريقة أو بأخرى، بإعلان حرب من بلاده وأن يبقى هو أو نظامه موجوداً، إذ لن يبقى جالساً في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة