اجود مجبل
غداً إذا غادرَ النُّدمانُ وانصرفوا
فارحلْ بعيداً إلى أخطائكَ الحُسنى
دعِ الذين أضاعوا الأفقَ
واقترحوا على المفاتيحِ
أن لا تفتحَ السجنا
ولا تثِقْ بمنِ اغتالوا مُغنّيَهم
مِن بعدِ ما سَرقوا القيثارَ واللحنا
كانوا دُمًى واليقينيّاتُ تملؤهم
وأنتَ أزمنةٌ مملوءةٌ ظَنّا
لهُم حضيضاتُهم
مُذْ أنكرَت مُدُنٌ أسماءها
وانحنت أضواؤها وهْنا
لهُم إلهٌ تُراثيٌّ
أحاطَ بهِ وُعّاظُهُم
وبَنَوا مِن حولِه حِصنا
فما استطاعَ المُحِبّونَ الوصولَ لهُ
ومزَّقَتهُم كِلابٌ تحرُسُ المَبنى
كم أدمنوا في النهارِ المُرِّ رِشْوَتَهُ
كي يضمنوا مع حُوريّاتِه السُّكْنى
وطالما سَرقوا مِفتاحَ جَنَّتِه
فباتَ في الشارعِ الخلْفيِّ للمَعنى
…………………………………
مُغَنّياً كُنْ على أبوابِ قُرطُبةٍ
تبكي عليهِ قُريشٌ كُلَّما غنّى
واستَوصِ خيراً بعصفورينِ
لم يجِدا
عَبْرَ الحقولِ التي آذَتهُما غُصنا
ولا تُصَدِّقْ نبيّاً في حكايتِه
ما لمْ يُفسِّرْ بإسهابٍ لكَ الحُزنا
كانت شواطئُ إيثاكا بلا سُفُنٍ
والريحُ لا تنتهي
والموجُ لا يَفنى
هناكَ ناداكَ نُوحٌ مِن سفينتِه
لأنّهُ لم يجِدْ فيها لهُ إبنا
وقالَ : إركَبْ بُنَيَّ الأرضُ مَصيَدةٌ
والموجُ يُوغِلُ في أضلاعِها طَعنا
الماءُ قبرٌ جَماعيٌّ
يُهيِّؤهُ لنا سَحابٌ دؤوبٌ
يُحسِنُ الدفنا
الماءُ خمْرُ النُّبوءاتِ التي أزِفَت
فلْتسكَرِ الآنَ
واشكُرْ هذهِ المُزنا
فقُلْتَ : كلّا ، أنا طفلُ الحياةِ هُنا
والأرضُ أمّي التي كانت ليَ
الحِضنا
إني سآوي إلى قلبي ليعصِمَني
ومِن بساتينِ خَوفٍ أقطِفُ الأمْنا
أنا سأبقى هنا يا شيخُ
لي مدُنٌ لم أكتشفْها
وقلبٌ بالهوى جُنّا
ولي قصيدةُ حُبٍّ بعدُ ما كُتِبَتْ
إذْ ما وجدتُ لها يا سيدي وزْنا
عندي كتابٌ ولم أكمِلْ قراءتَهُ
وفوقه هامشٌ لي يُوجِعُ المَتنا
لي أصدقائي النخيليّونَ
كمْ تَعِبوا
حتى يصيروا إلى أجسادِهم
أدنى
لنا دفاترُ رسْمٍ كلّما شَحَبَت
كنّا نُضيفُ إليها العِطرَ واللونا
لنا السُّنُونُو بأحضانِ السقوفِ غفا
يجيءُ كلَّ ربيعٍ سائلاً عَنّا
لنا خُدوشٌ على الجدرانِ
تُرشِدُنا إلى زُقاقٍ
إذا سِرنا به حَنّا
فكيفَ نترُكُ هذي الأرضَ يا أبتي ؟
وحينَ نرحلُ عنها مَنْ بنا يُعنى ؟
لكَ السلامُ نبيَّ الماءِ ،
نحنُ هنا أيضاً نبيّونَ
لم نُخطئْ ولا خُنّا