تعمل في الفرقة القومية للفنون الشعبية منذ أربعين عاماً
بغداد- وداد إبراهيم :
بدأت عملي في الفرقة القومية للفنون الشعبية حين كنت في الثانية عشر من عمري، لا انكر اعتراض عائلتي على هذا العمل وكان للفنان الكبير حقي الشبلي الفضل بإقناعهم بانها فرقة تابعة لمؤسسات الدولة وتعنى بفن راق ، وتقدم للتراث الشعبي فكنت ضمن فرقة الرشيد للفنون الشعبية عام 1967 لحقي الشبلي مؤسسا وراعيا لها والتي انفرط عقدها وتم تأسيس فرقة جديدة اذ تم اختيار بعض الفنانين من فرقة الرشيد من قبل مدربة وخبيرة الباليه الروسية قمر خانم ،اذ اختارت ثلاثة لتتأسس الفرقة القومية للفنون الشعبية، فكنت انا منهم.
هذا حديث خبيرة ومدربة الفرقة القومية للفنون الشعبية الفنانة هناء عبدالله لصحيفة «الصباح الجديد» في اثناء وجودها في غرفة الاستراحة في دائرة السينما والمسرح.
هناء عبدالله استطاعت منذ السبعينيات من القرن الماضي ان تطبع بصمة وتصنع اسما في فن التراث الشعبي لما تمتلك من حب واخلاص لموهبتها لهذا الفن الراقي بعد ان حصدت عشرات الجوائز والتكريمات منها جائزة الابداع ودرع الابداع واخذت بالفرقة الى مستوى العالمية في تفوقها على الفرق الشعبية العالمية خلال المهرجانات والاحتفالات العربية والعالمية.
تكمل عبد الله حديثها قائلة: كانت فرقة القومية للفنون الشعبية تتكون من ريتا جونز وحسن سعدون وسلمان محمد وناهدة علي عام1971 فخضعنا للتدريبات لمدة سنتين من قبل مدربين منهم بهنام ميخائيل الذي علمنا فن البانتومايم (التمثيل الصامت) فيما كنا نأخذ محاضرات في فن المسرح من قبل رشيديان. وتدريبات في الموسيقى ومحاضرات في فن التراث الشعبي ، اضافة الى اننا كنا نقوم بمسح للمناطق الجنوبية والشمالية للتعرف على ابرز الاغاني والرقصات والاهازيج وبعض عادات الزواج والافراح فكانت من ابرزها رقصة الهجع والتي اخذناها من حي الطرب الواقع جنوبي البصرة وغيرها من الرقصات الشعبية والتراثية.
اما عن غياب العنصر النسوي في الفرقة فقالت: تتقدم فتيات للانتماء الى الفرقة ولكن حين يجدن ان الفرقة تخضع لتدريبات ونظام خاص ومنهاج يومي اذ نقوم يوميا بتدريبات بحدود الساعة او اكثر ولا يمكن مشاركة اي عضوة جديدة مباشرة الا بعد ان تكون مستعدة لذلك لذا يتركن العمل. اضافة الى ان الراتب لا يتعدى ال500 الف دينار وهذا مبلغ زهيد.
اكدت عبد الله انها حافظت على وجودها في الفرقة لأكثر من أربعين سنة، كونها تعشق عملها في الفرقة بالأخص بعد ان اصبحت مدربة.
وتضيف: اشعر بان الفرقة مسؤوليتي بذلت كل ما امتلك من جهد للتواصل معها وكأني انحت في الصخر، تعبت كثيرا من اجل وقوفها امام الفرق العربية والعالمية، لكن اعضاءها قليلون ولا يوجد لها دعم على الرغم من احالتي على التقاعد الا انني اعمل على وفق عقد مع الفرقة ولو تركت الفرقة ستكون نهايتها ولن تعود أبدا فلا يوجد من يخلفني انا مدربة وخبيرة وعضوة فيها.