الحرب التجارية بين الصين وأميركا تدعم نمو أسواق النفط واقتصاد المنتجين

ضغط على معدلات نمو الاقتصاد العالمي
الصباح الجديد – وكالات:

تشكّل التوجهات الاستراتيجية الصينية سنداً لخطط دعم استقرار أسواق النفط العالمية للطاقة وتماسكها، في ظل استمرار نمو الطلب الصيني على مشتقات النفط والغاز، ومؤشرات ترجح خطوة الصين إلى زيادة وتيرة المشتريات الاستراتيجية من النفط بنسبة 30 في المئة هذه السنة. إذ لاحظت شركة «نفط الهلال» في تقريرها الأسبوعي، أن هذه التوجهات تتلقى دعماً مباشراً من تنامي التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، نتيجة التلويح بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية». ورأت أن «حجم التأثير الإيجابي والسلبي الذي تلقيه هذه التطورات في أسواق الطاقة بات واضحاً». إذ تسجل أسعار النفط «تقلبات مرتفعة، وتدفع هذه التطورات إلى الضغط على معدلات نمو الاقتصاد العالمي».
وفي ظل تواصل ازدياد القدرات الإنتاجية في الولايات المتحدة وتحسّن قدرتها على تلبية الطلب المحلي والتصدير إلى الخارج، «تبدو الخيارات أمام المنتجين الحاليين أكثر انحساراً وأقل مرونة» وفق التقرير، وبالتالي رأى ضرورة أن «يتوسع المنتجون في الأسواق الواعدة، وفتح أسواق جديدة كلما أمكن ذلك».
ورصد التقرير استمرار الصين «في مساعيها الهادفة إلى كسر هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، وملء الفراغ كبديل عن الدور الأميركي وتعويض انسحاب الولايات المتحدة من عدد من الارتباطات العالمية، والاتجاه نحو مزيد من السياسات الحمائية، ما سيعزز قوة الاقتصاد الصيني عالمياً، في ظل السيطرة على نسب مؤثرة من استهلاك النفط والغاز خلال السنوات العشرين المقبلة».
وذكرت «نفط الهلال» أن ارتفاع النفط من القاع إلى القمة خلال ثلاث سنوات من مستوى 28 دولاراً للبرميل في كانون الثاني (يناير) 2016 ، وصولاً إلى 71 دولاراً في الشهر الأول من هذه السنة، «لم يأت من فراغ، إذ اضطلع النمو الاقتصادي الصيني المستهدف والمحقق والزيادة في النفط والغاز لتلبية الحاجات الإنتاجية الصينية، بدور مباشر في نمو أسعار النفط ودعم تماسكها خلال تلك الفترة». كما يغذي الخلاف التجاري القائم حالياً وارتفاع أسعار النفط، «الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة، في وقت بلغ متوسط استيراد الصين من النفط 8 ملايين برميل يومياً عام 2017، محققاً نمواً نسبته 6.9 في المئة».
من هنا، تبدو فرص المنتجين على مستوى المنطقة «متصاعدة وواعدة، وكذلك فرص نجاح الشراكات والدخول في مزيد من الاتفاقات المتوازنة التي تمنح الاقتصادات المعنية مزيداً من المرونة والنمو في الفترة المقبلة أكثر واقعية، في ظل تسارع وتيرة التحالفات بين الاقتصادات الكبيرة وحاجة اقتصادات المنطقة إلى مزيد من الاستقرار والنمو في أسواق النفط خلال هذه السنة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة