يقوم المخرج ألكسندر مين بإخراج فيلم عن الحياة العلمية والاختراعات التكنولوجية التي قامت بها نجمة هوليوود الفاتنة هيدى لامار، التي حصلت عنها مع عازف البيانو جورد أنثل على براءة اختراع في 1942، ذلك عن فكرة تصميم نظام اتصالات لاسلكي يصعب اختراقه والتنصت عليه.
ويعتمد هذا النظام على تغيير تردد الموجة اللاسلكية الحاملة للإشارة، بحيث يصعب على أي طرف غير المرسل والمستقبل تتبع الأمر.
ومن المقرر عرض الفيلم بدور العرض السينمائي يوم 6 يونيو المقبل، فيما استند ألكسندرمين في الإخراج على الأرشيف الخاص بالنجمة السينمائية 1914- 2000، اذ كان والدها حريصاً على تعلمها العلوم خاصة الطباعة، وعند بلوغ سن 19 سنة تزوجت هيدى لامارا من صانع الأسلحة فريدريتش ماندال.
وكانت تتردد على مصانعه وتزور شركاته حتى اتسعت معارفها وتعمقت خبراتها، ومن هنا جمعت فاتنة هوليوود بين جاذبية الأنثى والقدرة على التمثيل وطموح المثقفة، مما جعلها تطرق أبواب العلم والتكنولوجيا ودنيا الابتكار والاختراع.
وكانت لامار في الصباح ممثلة، وفي الليل مخترعه في مختبرها الصغير، حيث تكرس وقتها للاختراعات العلمية، مما ساعدها على أن تمهد لظهور تقنية البلوتوث والواي فاي وجي بي أس، وربما عمد الجيش الأميركي إلى إخفاء هذه الاختراعات وعدها سلاحا سريا.
هيدي لامار وُلدت في التاسع من شهر نوفمبر عام 1914 في مدينة فيينا عاصمة النمسا. أُطلق عليها حين ولادتها اسم هيدويغ إيفا ماريا كيسلر، وهي تنحدر من أصل يهودي ، فوالدتها، جيرترود كيسلر، كانت سليلة إحدى العائلات اليهودية البرجوازية في بودابست ، أما والدها إميل كيسلر، المولود في ليمبرغ، فكان يهوديًا علمانيًا.
كانت لامار تبلغ من العمر 17 عامًا حين ظهرت لأول مرة في فيلم سينمائي ألماني بعنوان «Geld Auf Der Strase»، وتلا ذلك ظهورها في عدة أفلام ألمانية وتشيكوسلوفاكية.
ولفتت لامار أنظار منتجي هوليود بأميركا حين شاركت في فيلم « Extase» عام 1932، وبعد ذلك ببضع سنوات أضحت نجمة مشهورة في استوديوهات شركة MGM.
وذاع صيتها بسرعة لتتوالى نجاحاتها الفنية، وتحظى بلقب (أجمل امرأة في الأفلام السينمائية).
وفي عام 1939، شاركت في بطولة فلم «Lady of the Tropics «إلى جانب روبرت تايلور، وفي السنة التالية أدت دور البطولة في فلم Boom Town» « مع كلارك جيبل وسبنسر تريسي، ومن ثم شاركت في أفلام Tortilla Flat (1942»)، و Samson and Delilah 1949 «.
واجهت لامار صعوبات جمّة خلال حياتها الزوجية، فقد تزوجت لأول مرة من فريدريخ ماندل، ثالث أغنى رجل في النمسا آنذاك. أبدى ماندل اعتراضات كثيرة على عملية توزيع فلم «Extase»، إذ رأى في ذلك استغلالًا لجمال زوجته. وقد ذكرت لامار في سيرتها الذاتية أن زوجها كان رجلًا مسيطرًا للغاية، وكان العائق الأبرز أمام ازدهار مسيرتها السينمائية.
في عام 2000، توفيت لامار في فلوريدا نتيجة معاناتها من أمراض القلب مثل تصلب الشرايين، وفشل القلب. وقد منحتها هوليود نجمة في ممر المشاهير تقديرًا لمساهماتها الكثيرة في المجال الفني. وعلى الرغم من عدم نيلها ما تستحقه من اعتراف وتقدير لإنجازاتها في المجال العلمي، فإن ابتكاراتها وأفكارها مهدت الطريق أمام الكثير من الاختراعات في عصرنا الحديث.
فاتنة هوليوود.. شوط حياتها العلمي في فيلم جديد
التعليقات مغلقة