عبدعلي حسن
شهدت ستينيات القرن الماضي تبلور بعض الموجهات النقدية في المشهد الثقافي العراقي ، ولعل مرد ذلك الى التطور الحاصل في المنجز الابداعي العراقي شعرا وسردا ، وظهر منهجان نقديان تسيدا الساحة النقدية وان بدت ضيقة ، وهما المنهج الانطباعي / الذوقي الذي تأثر كثيرا بموجهات النقد الفرنسي السائد قبل ظهور الدراسات البنيوية ، والمنهج الاجتماعي الذي تبنى موجهات النقد الماركسي ، وما ان ظهرت ملامح النقد النصي في المغرب العربي حتى تم التأثر بالدراسات البنيوية وظهرت الحاجة الى دراسات تدعو تجاوز المنهجين السابقين ودراسة النص الابداعي من خلال الاجابة على سؤال افترضته البنيوية وهو كيف بني النص ؟ وبتقدم تلك الدراسات ووفود مناهج مابعد البنيوية / التفكيكية / البنيوية التكوينية/ النقد النسوي / نظرية التلقي واستجابة القاريء / النقد الثقافي / دراسات مابعد الكولونيالية …وسواها من المناهج ، فقد اتسع تأثير الدراسات النقدية في تقدم وتطور المنجز الابداعي العراقي ، كما تهدمت اسوار الجامعة العراقية لتفتح الطريق امام دخول هذه المناهج الى الدرس الأكاديمي الذي اسهم الى حد كبير في سيادة وشيوع المناهج الحديثة في الحياة الثقافية العراقية المعاصرة ، وازاء ذلك فإن هذا الحراك النقدي يحتاج الى مراجعة ووضع اليد على مكامن التأثير ومحاولات ايجاد مساهمة عراقية من خلال التعالق مع هذه المناهج وعلاقة النقد العراقي المعاصر مع الجهد النقدي والبلاغي في التراث العربي وغيرها من القضايا التي نجدها ضرورية لإقامة ملتقى للنقد العراقي يؤشر اهمية ماتحقق ومايتحقق على مستوى تشكل ملامح تجربة نقدية مميزة ومؤثرة ليكون النقد واحدا من المكونات المهمة للمشهد الثقافي العراقي ، و دعوتنا هذه موجهة الى الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين لاقامة هذا الملتقى او الى الاتحادات الفرعية خاصة تلك التي لم تقم للآن بأي مهرجان او مؤتمر ، لقد آن الاوان لاقامة هذا الملتقى قياسا الى مايقام سنويا من المهرجانات والملتقيات والمؤتمرات الشعرية والسردية …دعوة مخلصة آن أوانها.