قصائد غونار إيكيلوف

غونار إيكيلوف «1907-1967»: شاعر سويدي متصوف تأثر برواد التصوف المشرقي كمحي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي وسعدي شيرازي، ترجم أجزاء من كتاب «ترجمان الأشواق» لابن عربي إلى اللغة السويدية.
ترجمة كاميران حرسان

مزمور صوفي
ما أقصدهُ
ما أبتغيهِ
هو شيءٌ آخر
إنهُ دوماً شيءٌ آخر
شروطُ الإنسان الخارجية:
الآن، هنا، فقط هذا، الحقيقة
شروطُ الإنسان الداخلية:
في أيِّ وقتٍ آخر، فقط ليسَ الآن
في أيِّ مكانٍ كانَ، ليسَ هنا وحسب_
أيُّ شيءٍ كان ليسَ هذا وحسب
فما الذي أبتغيهِ إذاً؟ ما هو مقصدي؟
أعرفُ ما هو- ولا أعرفُ!
ليسَ لهُ اسم، منطقة، أو صنف
ليسَ بمقدوري مناداته، تفسيره
إنّهُ الشيءُ الذي يحظى باسمٍ حينما أناديهِ
الشيءُ الذي يحظى بمعنى حينما أقومُ بتفسيرهِ
إنّهُ الشيءُ ذاتهُ -لكن قبلَ أن أناديهِ
الشيءُ ذاتهُ -لكن قبلَ أن أفسّرهُ
الشيءُ الذي لم يحظَ باسمٍ بعدُ
فالذي نالَ اسماً ليسَ شيئاً آخر-
ثمةَ خطوةٌ نحو الأمامِ قبلَ أن أقدمَ عليها
ثمّةَ خطوة إلى الوراء حينَ قيامي بها
ثمَّةَ خطوةٌ نحو الجانبِ قبلَ أن أتخذها
ثمَّةَ خطوة نحو الجانبِ الآخر حينَ قيامي بها
تكمنُ تماماً فوقَ رأسي قبلَ رفعهِ
وبعدَ رفعهِ تكمنُ تماماً تحت قدمي
إنّها على غرارِ الحشرةِ تلك التي يتصيدها السنونو في الهواء
إنّها مثلُ السنونو الذي يصطادُ الحشرةَ
توجدُ حيثُ كنتُ أتواجدُ، كانت تتواجدُ حيثُ أنا موجودٌ
من يعرفُ؟ من يعرفُ؟ من يعرفُ؟
هذا ما أعرفهُ
واقفاً على ساقٍ في المستنقعِ
مقدَّسٌ هو الرّبُ الحياةُ؛ مقدَّسٌ هو الرّبُ الموتُ
بقدرةِ الرّبِ شيءٌ آخر
إنّها القداسةُ ذاتُ الرؤوسِ الأربعة بصورَتيها الجانبيتين
بقدرةِ تناصفها، بقدرةِ نِصفها اللامرئي
بقدرةِ الوجهِ المُشاحِ
بقدرةِ الرّبِ شيءٌ آخر
لا يُرى، غير مرئيّ، غيرُ مُعْلَنٍ في الصحائفِ
هو رغمَ هذا مَذْكورٌ في كلِّ مكانٍ وإن كانَ غيرَ مُسَمّى
معروفٌ في الأمكنةِ كافةً رغمَ كونه غير معروفٍ!
غيرُ مقدّسٍ، وحيدٌ؛
الربُّ الحقيقةُ، الذي يُديرُ وجههُ إلينا
بقدرةِ كلا نصفَي اللامرئيِّ، الآخَرَين
هوَ في المرئيِّ معبودٌ
مثل الربّ حياةٌ، مثلُ الربّ موتٌ
لكن مُقدَّسٌ، مُقَدَّسٌ، وحيد، مُقَدَّسٌ بقدرةِ نفسهِ ذاتها هو الربُّ
الربُّ شيءٌ آخرَ!
فرغمَ هذا يكمنُ السرُّ الأكبر مصاناً في مكانٍ آخر
دوماً في مكانٍ آخرَ-
آهٍ، يا المالك الحزين، أيّها اللقلقُ، يا طائرَ الفلامنجو
أيّتها الطيورُ الحكيمةُ واقفةً حولي في سويعاتِ الشروقِ
بينَ زهورٍ تستيقظُ
واقفةً على ساقٍ واحدةٍ في المستنقعِ.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة