في خضم الصراع الانتخابي في العراق يحرص المرشحون في المحافظات العراقية على تسويق شخوصهم الى الرأي العام ويتم التعريف ببرامجهم الانتخابية من خلال الحملات الدعائية التي بدأت تظهر وتطالعنا في الشوارع والساحات العامة والتقاطعات وفي الزيارات الشخصية التي يقوم بها المرشحون الى اوساط اجتماعية مختلفة ومن خلال وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة.. وفي نظرة سريعة الى مضامين هذا التسويق يجد المتابع والمهتم ان ملفات العراق الداخلية تستحوذ على اغلب اهتمامات المرشحين وهذه اولى الدلائل على ان المرشح والناخب على حد سواء مهموم ومشغول بالداخل العراقي اكثر من الخارج ولربما كان هذا الامر طبيعيا اتساقا مع ماتعرض له العراق وطنا وشعبا من تحديات واحداث اسهمت الى حد كبير في انشغال الدولة بكل عناوينها في التعامل مع الضغوطات الداخلية المتمثلة بالامن والاقتصاد وبات كثير من العراقيين لايهتم كثيرا بما يجري خلف اسوار العراق مهما كانت خطورة الاحداث في المحيط الاقليمي والدولي الا ان مايجب التنبيه اليه هو ان ماحصل في العراق طوال اكثر من اربعة عشر عاما لايمكن فصله عن المحيط الخارجي ولطالما جرى التأكيد والترابط بين الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الداخل العراقي وبين محيط العراق الاقليمي والدولي فالجغرافية والدين والقومية والمذهب كلها مفاهيم حقيقية تفرض حضورها في العراق انسجاما مع التنوع العراقي الذي يشكل فسيفساء تشكل عبر الاف السنين من تاريخ العراق ولم تكن لجميع الدول التي استعمرت العراق او فرضت هيمنتها عليه القدرة على تجاوز هذا التشكل بل حرصت الحكومات المتعاقبة على التحسب له واخذه بنظر الاعتباروشكل اتباع سياسة متوازنة بين العراق وجيرانه محورا مهما من محاور السياسة الخارجية العراقية وبالتالي قد يكون مستغربا اهمال الكثير من المرشحين الى الانتخابات العامة اهمال ملف علاقات العراق الخارجية وخلو اجندة البرنامج الانتخابي لهم من التفاعل معه والافصاح عن المواقف للاحزاب والكيانات تجاه هذا الملف مثلما يحرص زعماء احزاب وقادة متنافسون من التركيز عليه في دول اخرى ولابد هنا من تسجيل نقاط ايجابية لمن يتناولون هذا الملف في حملاتهم الانتخابية حيث انبرى قبل يومين رئيس الوزراء حيد العبادي ورئيس تحالف دولة القانون نوري المالكي للحديث في محفلين مختلفين عن مخاطر تعرض العراق الى تهديد حقيقي جراء التلويح بالحرب بين الدول الكبرى ضمن منافذ الصراع في سوريا والتوتر بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وروسيا والسعودية وغيرها من الاخطار الخارجية التي يمكن ان تتطور الاحداث فيها وتتحول الى حرب مباشرة بين جيران العراق ومن الممكن القول ان الافصاح عن مواقف المرشحين في مثل هذا الملف يمكن ان يشكل تقدما كبيرا في تفاعل الرأي العام مع الحملات الانتخابية للمرشحين .
د. علي شمخي
ملفات خارجية !
التعليقات مغلقة