بانتظار المشروع الوطني!

لايزال التطلع الى واقع جديد في العراق ينهي الفصول المحزنة املا قائما واستحقاقا يحمل في طياته مضامين وقيما سياسية واجتماعية يشترك فيه الشعب العراقي وكل الطبقات السياسية الممثلة بالاحزاب والكيانات والرموز والشخصيات التي يهمها حاضر ومستقبل هذه البلاد وخلافا لما هو مأمول فان الفترة الانتقالية التي اريد لها ان تنهي ارهاصات التحول من الاستبداد والديكتاتورية الى الحرية والديمقراطية كانت فترة عصيبة لم تتمخض عن مايسر الشعب العراقي بل انها انتجت تناقضات وتصادمات وقفت وراءها جهات داخلية وخارجية حاولت وماتزال تحاول الاجهاز على كل معاني التغيير في العراق ولم تتوان هذه الجهات استعمال وتوظيف اقذر الوسائل لتحطيم ارادة العراقيين في التخلص من الماضي والتطلع الى المستقبل وبقي المشروع الوطني الكبير الذي يتسع لكل الفسيفساء الاجتماعي والديني والمذهبي والقومي مشروعا مؤجلا وتكاثرت حوله السكاكين وزادت الطعنات من الامه وشلت قدرته في التحرك نحو مرحلة التطبيق وللاسف فان كل الاصوات التي نادت وتنادي بمغادرة الماضي كانت عرضة للتشكيك والتخوين مما شكل نكوصا في مسار العملية السياسية واقدمت بعض الاحزاب والكيانات على توظيف هذا الماضي في التسويق الانتخابي وتضمينه برسائل موجهة الى الرأي العام من اجل بث الخوف والقلق في تفكيره والتأثير في اختياراته ..وقد ادرك ملايين العراقيين مدى الجمود والفشل الذي صاحب مسوقي مشاريع الانتقام والتهميش والتفريق والاقصاء الذين انتجوا لنا ركودا سياسيا واقتصاديا ووضعا امنيا مضطربا واسهموا الى حد كبير في ترهل الدولة وزج الفاشلين في مؤسساتها وتعظيم طوابير الخريجين من الجامعات العراقية من دون منحهم الاستحقاق بالمشاركة في بناء وطنهم والاستفادة من طاقاتهم وامكانياتهم وقد ان الاوان كي يغادر اصحاب هذه المشاريع المبتورة والمشوهة وان يفسحوا المجال للنخب السياسية التي تمتلك الرؤية والنزاهة والاخلاص والكفاءة كي تضع حلولا لمشكلات العراق وحتى يتحقق ذلك لابد للطبقات الشعبية العراقية الممثلة بالشباب العراقي الواعي في الجامعات والملايين من المحرومين الذين يبحثون عن الشجعان القادرين على انتشال وطنهم من الانحدار الطويل لابد لهم المساهمة في منع وصول من تم تجريبهم طوال السنوات الماضية واثبتوا فشلهم والدفع بوجوه جديدة قادرة على احياء المشروع العراقي الوطني الكبير كي نثبت للعالم اجمع قدرة الشعب العراقي على صنع مستقبله بيده .. وليكن شعار العراقيين في الانتخابات المقبلة .. (اختيارك يقرر مسارك )..!
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة