ديالى ـ علي القيسي:
كشف مسؤولن محليون في محافظة ديالى عن تطهير ناحية العظيم من عناصر تنظيم داعش، وفيما اشاروا الى مشاركة قوات البيشمركة ومتطوعين من الاهالي في الهجوم الاخير، اكدوا مقتل العشرات من داعش وتفكيك 93 عبـوة ناسفة و16 منزلاً مفخخاً .
وقال قائممقام قضاء الخالص عدي الخدران لـ ” الصباح الجديد”، تمكنت قوات امنية مشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة مدعومة بمتطوعين من الاهالي والطيران من تطهير مركز ناحية العظيم و12 قرية زراعية مجاورة بعد معارك عنيفة استمرت يومين متتاليين”.
واضاف ان ” هذه العملية اسفرت عن قتل 128 مسلحا وتدمير 9 مركبات وضبط 6 مخابئ للاسلحة والاعتدة اضافة الى ابطال مفعول 93 عبوة ناسفة و16 منزلا مفخخا” .
وتابع الخدران ان ” تطهير منطقة العظيم من المسلحين تمثل خطوة اولى في اتجاه ستراتيجية امنية متكاملة تهدف الى احياء الطريق البري المعروف بطريق الخالص – كركوك الذي يمثل شريان الحياة الاقتصادية بين بغداد واقليم كردستان “، لافتا الى ان المرحلة الثانية ستشمل تحرير منطقة انجانة وصولا الى ناحية سليمان بيك في مسعى لفك الحصار عن ناحية امرلي وتعزيز القوات الامنية المتواجدة فيها” .
من جهته اكد مصدر امني في مجلس محافظة ديالى ان ” مسلحي داعش حولوا مركز ناحية العظيم الى حقل ضخم للالغام والعبوات الناسفة “، مبينا ان 80% من الطرق والمنازل السكنية تم تفخيخها باساليب واشكال متعددة “.
واضاف ان ” تفخيخ مركز الناحية يهدف الى ايقاع الاجهزة الامنية في كمائن محكمة الا ان المعلومات الاستخبارية الدقيقة نجحت في الكشف عن هذه الكمائن والتقليل من معدلات الخسائر البشرية والمادية الى مستويات متدنية ” .
ولفت الى ان ” القوات الامنية نجحت في اقتحام مركز الناحية 4 مرات خلال الاسابيع الماضية، الا ان كثافة العبوات الناسفة والقصف بالهاونات اضطرها الى الانسحاب الى مشارف الناحية لتفادي تقديم المزيد من الضحايا في صفوفها”.
وزاد بالقول ان “عملية الاقتحام هذه جرت على وفق خطة مدروسة ونجحت في تأمين عامل مسك الارض لمنع تسلل المسلحيـن الـى مركز الناحية”.
من جهته ذكر مصدر محلي ناحية العظيم فضل عدم الاشارة الى اسمه لـ ” الصباح الجديد ” ان ” الاجهزة الامنية كشفت عن جثث متفسخة في مركز الناحية اغلبها تعود لمدنيين جرى اعدامهم من قبل عناصر داعش خلال سيطرتها على الناحية “.
واشار الى ان ” اجمالي الاسر التي نزحت من مركز الناحية يزيد على 3 آلاف اسرة بعدما تعرضت الى تجاوزات صارخة من قبل المسلحين اضافة الى شدة ضراوة المعارك التي جرت مع القوات الامنية “.
واضاف ان ” اغلب مؤسسات البنى التحتية دمرت بنسبة 60% بسبب استخدام الجماعات المسلحة المباني والمواقع الحكومية كمقرات لها اضافة الى نسف البعض منها في محاولة لايقاع الخسائر في صفوف الاجهزة الامنية “.
واكد المصدر ان ” عملية اعادة الاسر النازحة ستحتاج الى بعض الوقت نظرا لوجود اعداد كبيرة من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة ” .
الى ذلك قال رئيس اللجنة الامنية في قضاء الخالص صادق الحسيني ان ” تطهير مركز ناحية العظيم يمثل خطوة ايجابية على صعيد ابعاد الجماعات المسلحة عن مراكز المدن الرئيسة واضعاف قدرتها في الهيمنة على منظومة الطرق الرئيسة خاصة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين وصولا الى محافظة كركوك ” .
واكد الحسيني وجود خطط امنية متكاملة لزحف القوات الامنية باتجاه محافظة صلاح الدين بعد ما تم تضييق الخناق على طرق امداد المسلحين من عدة جهات ، مبيناً ان ” تطهير ناحية العظيم بخريطتها الادارية بات قاب قوسين اوادنـى”.
الى ذلك اشار مصدر حكومي في مجلس محافظة ديالى الى ان “عملية تطهير ناحية العظيم كانت تخضع لاشراف مباشر من قبل وزير النقل هادي العامري الذي كان يقاتل في الخطوط الامامية مما اعطى زخما معنويا للقطعات العسكرية واسهم في تذليل الكثير من العقبات ” .
يذكر ان العامري هو المشرف الامني العام على العمليات العسكرية في ديالى واسهم في تشكيل لجنة عليا نجحت في تطوير التنسيق الامني بين القوات الحكومية والمتطوعين وكان لها التاثير البالغ في ايقاف زحف المسلحين في عدة مناطق خلال الشهرين الماضيين .