توشك الدورة الحالية لمجلس النواب على نهايتها ولم يتبق من عمر البرلمان سوى خمس جلسات واذا اجرينا مقارنة للدور الذي اداه اعضاء الدورة الحالية من النواب بالادوار التي اداها الاعضاء السابقون في الدورات الماضية فيمكننا القول ان الاداء البرلماني لهذه الدورة كان اداء مقنعا في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العراق وفي استعراض سريع لما مرت به البلاد من محن وتحديات فان استجابة مجلس النواب في المجال التشريعي وفي مجال الرقابة ارتقت في مناسبات عدة الى مستوى هذه التحديات وان لم تلب لمطامح الشعب العراقي بشكل كامل ومن المناسب القول ايضا ان ثمة انسجاما صاحب اداء وعمل السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية مع وجود فجوات عديدة في هذه العلاقة الا ان الدور الذي لعبه رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ابعد هاتين المؤسستين عن كثير من التجاذبات والمناكفات ومحطات الخلاف التي كان يمكن لها ان تلهي الحكومة ومجلس النواب على حد سواء عن المهام الملقاة على عاتقهما ولابد هنا من الاشادة بالمواقف الشجاعة لكتل واحزاب ونواب رجالا ونساء في الوقوف بوجه الكثير من محاولات تمرير ملفات ومشاريع قوانين حامت حولها شبهات الفساد وقطع الطريق امامها في الحصول على ثقة مجلس النواب حيث شهدت الدورة الحالية استجواب العديد من الوزراء واقالة بعضهم وتوجيه الاتهامات لقسم اخر منهم وتشخيص مكامن الفشل في وزاراتهم وقد اطلع العراقيون على فصول من هذه الاستجوابات التي كانت اشبه بمحاكمات شعبية تم عرضها بشفافية تعكس ممارسة ديمقراطية حقيقية يعيشها العراق وتفتقدها انظمة سياسية اخرى في الدول المجاورة كما لابد من الاشارة الى الدعم الكبير الذي قدمه مجلس النواب لحركة الاصلاح والاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي شهدتها بغداد والمحافظات والتي عبرت عن رفض الشعب العراقي لمظاهر الفساد الكبيرة في مؤسسات الدولة والجلسات الاستثنائية التي جرى التصويت فيها على حزم من القرارات التي الغت الكثير من الامتيازات غير الشرعية او الواقعية للمسؤولين في الدولة وعدلت الكثير من القوانين والتشريعات لردم الفجوة في منح الحقوق بين فئات الشعب العراقي كما جرى تقديم وصياغة العديد من مشاريع القوانين الجديدة وعلى الرغم من ان هناك عملا كبيرا ومهام عديدة كان ينبغي ان ينهض بها مجلس النواب الا ان ماتحقق يمكن وصفه بالمقبول مقارنة بالدورات السابقة وتنتظر الدورة الحالية للمجلس في الشهور القليلة المقبلة جلسات تصويت على مايقرب العشرين من القوانين المهمة ابرزها قانون المحكمة الاتحادية وقانون النفط والغاز وغيرها من القوانين ولابد لرؤساء الكتل البرلمانية من العمل على حسم التصويت على هذه القوانين باقصى ما يستطيعون وان يسعوا الى عدم ترحيلها للدورة المقبلة
د.علي شمخي
اداء برلماني مقنع !
التعليقات مغلقة