الحوار هو الخيار الأفضل !

مضت جلسات التصويت على قانون الموازنة واكتسبت صفتها الشرعية بتحقق الاغلبية فيما فضل التحالف الكردستاني الانسحاب وعدم حضور جلسات التصويت ولم تجد الاعتراضات التي قدمها من اجل تعديل نسب التخصيص من اموال الموازنة وانطلقت تصريحات خلال اليومين الماضيين من مسؤولين في اقليم كردستان واعضاء في مجلس النواب هددت بالانسحاب من العملية السياسية فيما طالبت دعوات اخرى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بعدم المصادقة على قانون الموازنة ولوح اخرون بالطعن عند المحكمة الاتحادية بفقرات القانون وفي كل الاحوال فان من حق هؤلاء المعترضين اتباع السبل القانونية التي تتيح لهم التعبير عن آرائهم ومواقفهم ولكن من المهم ايضا تذكير المسؤولين في اقليم كردستان او من يمثلهم في السلطة التشريعية في بغداد بضرورة حرصهم على عدم توسيع فجوة الخلافات بين الاقليم والمركز وتحميل الدولة العراقية متاعب جديدة تضاف الى حالات الشد والجذب في ملفات اخرى مايزال الخلاف حولها قائما مثل ملف كركوك وتوزيع الثروات والمنافذ الحدودية ومستقبل العلاقة بين الاقليم والمركز بشكل عام واذا كانت كل الخيارات مطروحة امام حكومة اقليم كردستان فاننا نعتقد ونؤمن ايضا بان الحوار هو افضل هذه الخيارات وان الجلوس على طاولة المفاوضات حتى بعد اقرار الموازنة يمكنه حل حزمة من الملفات العالقة ويتيح الفرصة ايضا لعرض افكار جديدة ومقترحات من شأنها حلحلة تفاصيل كثيرة من التشابك والتعقيد في مضامين هذه الخلافات اما اللجوء الى الخيارات الاخرى فيعني المضي بعيدا نحو المزيد من التوتر والتأزيم ويكرس مظاهر الاحتقان في مجلس النواب الذي تقترب دورته من الختام وبالتالي ترحيل ماتبقى من مشكلات الى الدورة اللاحقة وتأخير مصالح المواطنين في كل المحافظات العراقية وسيكون الخاسر من هذا الوضع ابن البصرة واربيل وكركوك والسليمانية والنجف وقد اثبتت التجارب السابقة ان التلويح بالتهديدات في الملفات الداخلية بين ممثلي المكونات السياسية في العراق لم يجن منه العراقيون سوى المزيد من الخسارات على الصعد الامنية والسياسية والاقتصادية ومن هنا فاننا نكررالدعوة لكل المعنيين بملف الموازنة العامة في الحكومة الاتحادية والتحالف الكردستاني بضرورة مراجعة النقاط المختلف عليها والتجرد من المواقف السياسية السابقة والتطلع لمرحلة جديدة مبتناة على الوقائع والارقام والاحصاءات والتعامل بمهنية وموضوعية مع احتياجات شعبنا في كردستان بما لايلحق الضرر بمصالح الدولة العراقية وبما لا يشعر ابناء العراق بان هناك ثمة تمييزا في تفصيل حقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم والايمان بان الحوار هو السبيل الوحيد والانجع لتحقيق الاستقرار والامن والوحدة للعراقيين جميعا.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة