ما يثير مخاوفاً من حرب تجارية عالمية
الصباح الجديد ـ وكالات:
حذّر الاتحاد الأوروبي من أنه سيتخذ «الاجراءات المناسبة» للدفاع عن مصالحه في حال أقدمت الولايات المتحدة الأميركية على فرض قيود تجارية قاسية تدخل ضمن سياسة الرئيس دونالد ترامب الحمائية.
وأوصت وزارة التجارة الأميركية الجمعة الماضي بفرض ضرائب مرتفعة على الصادرات الصينية والروسية والأوروبية لمواجهة الفوضى العالمية في تجارة الفولاذ والالمنيوم ضمن اقتراحات قدمتها في تقرير إلى الرئيس الاميركي.
ومن شأن هذه الخطوة ان تشكل فرصة أولى للرئيس الاميركي دونالد ترامب لتنفيذ سياسته «أميركا أولاً»، والتي أثارت مخاوف من الانتقام ومن حرب تجارية عالمية.
وأكد الناطق باسم المفوضية الاوروبية مارغريتس شيناس ان بروكسيل ستشعر بـ«قلق عميق» نتيجة أي عقوبات تفرض على الاتحاد الأوروبي. وقال في تصريح: «سنتخذ الاجراءات المناسبة للدفاع عن الصناعة الأوروبية وسنكون جاهزين للتحرك بسرعة وبالشكل المناسب في حال تعرضت صادراتنا لأي قيود من الولايات المتحدة». لكنه شدّد على أن التجارة العالمية تبقى دائماً مربحة للطرفين اذا تقيّد الشركاء بالقواعد، مؤكدا «لسنا في حرب تجارية».
وعلى الرئيس الاميركي ان يقرّر قبل منتصف نيسان حداً أقصى ما اذا كان سيمضي قدماً في خطته، مع توقعات بان أي اجراءات سيتم اتخاذها ستكون معرضة للطعن من الدول المصدرة في منظمة التجارة العالمية.
ورفضت المفوضية التي تقود السياسة التجارية لدول الاتحاد الاوروبي الـ 28 التعليق على التقارير التي أشارت الى ان المسؤولين قد وضعوا بالفعل تدابير محددة لمواجهة اجراءات ترامب.
وأفادت صحيفة «فراكفورتر الالمانية» اليوم بان بروكسيل تنوي فرض تعرفة جمركية على استيراد دراجات «هارلي ديفيدسن» ومشروب مستورد من ولايتي تينيسي وكنتاكي.
وكانت إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما حاولت إيجاد حل للموضوع لكن عبر إعطائها أولوية لخيار المحادثات التجارية بدل عن الاجراءات العقابية.
ومن شأن الاقتراحات الأميركية ان تؤثر سلباً في الدول الاوروبية، وعلى الصين التي تمثل أكبر مصدّر للفولاذ، ولكنها تشكل أقل من واحد في المئة من واردات الولايات المتحدة، وتصدّر فقط 10 في المئة من الالمنيوم المصنع إلى الخارج.
على صعيد آخر، انخفضت العملة الأوربية الموحدة (اليورو)، أمس الأربعاء، مع استمرار تعافي الدولار من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام حيث دعم ارتفاع العائد على سندات الخزانة العملة الأميركية قبيل إعلان محضر أحدث اجتماع للجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وقال تقرير ان «اليورو تراجع 0.1 بالمئة في مقابل الدولار بعدما قلص خسائره في أعقاب مسح أظهر أن ثقة الشركات في القطاع الخاص بألمانيا أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بلغت مستوى قياسيا مرتفعا في شباط، وجرى تداول اليورو حاليا عند 1.2315 دولار منخفضا أكثر من سنتين ونصف السنت عن المستوى المرتفع الذي بلغه يوم الجمعة الماضي».
واضاف ان «مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية صعد أمام سلة عملات، بنسبة 0.2 بالمئة، وزاد الدولار نحو اثنين بالمئة منذ انخفاضه لأدنى مستوى في ثلاثة أعوام، ونزل الدولار في العام الحالي بفعل الأداء الاقتصادي القوي في مناطق أخرى من المتوقع تشديد السياسة النقدية فيها، إضافة إلى مخاوف من أن تواجه الولايات المتحدة عجزا متزايدا في الموازنة».
وتابع ان «الين لم يتاثر كثيرا بتعليقات ماساتسوجو أساكاوا نائب وزير المالية للشؤون الدولية الذي نُقل عنه القول إن تحركات الين في الآونة الأخيرة (أحادية الجانب)»، مشيرا الى ان «الدولار صعد في مقابل الين 0.3 بالمئة ليجري تداوله عند 107.60 ين لتتلقى العملة الأميركية دعما بعد انخفاضها أمام نظيرتها اليابانية في الآونة الأخيرة، وصعد الدولار في وقت سابق لأعلى مستوى منذ 14 شباط في أعقاب انخفاض كبير دفعه لأدنى مستوياته منذ نهاية عام 2016، وانخفض الجنيه الاسترليني 0.2 بالمئة إلى 1.3965 دولار قبيل صدور بيانات مهمة عن الأجور البريطانية».