منحوتات تعبر عن أزمة اللاجئين
متابعة الصباح الجديد:
متحف اطلانتيكو أول متحف تم تأسيسه تحت الماء، مكانه في جزيرة لانزاروت في اسبانيا، و استغرق عمل هذا المتحف ثلاث سنوات، وقام بهذا العمل الرائع الفنان البريطاني « جيسون تايلور» ، والذي قام بصناعة كل التماثيل من وحي خياله، اهم ما يتميز به المتحف وجود بوابة كبيرة له، هذه البوابة شكلها مخيف لكل من زار هذا المتحف، و تجعل الفرد يشعر كأنه في عالم آخر، و تقوم فكرة المتحف على حياة اللاجئين.
و تم تصميم التماثيل التي تعبر عنهم، بطريقة خاصة تجعل الناس يشعرون كأنهم احياء، و إذا كنت تريد زيارة هذا المتحف، فأمامك طريقتين للتمتع برؤية هذه التحف، الأولى هي عملية الغوص تحت الماء لرؤيتهم عن قرب و الاستمتاع بتصميمهم، و الثانية هي القوارب الزجاجية الشفافة، التي ستجعلك ترى ما تحتك من تحف و أنت فيها، و المتحف لا يحتوي على تحف اللاجئين فقط، بل تحف تعبر عن النباتات و الشعب المرجانية أيضاً، تم تصميم هذه التماثيل من مواد خاملة، تتميز هذه المواد بأنها صديقة للبيئة، و هذه المواد سوف تدوم سنوات كثيرة، فهي غير قابلة للتآكل.
يضم المتحف نحو ٣٠٠ قطعة، جرى تصميمها بحجم طبيعي للإنسان، وكلها كانت على عمق ١٥ مترا من سطح البحر، و الهدف من هذا المتحف توعية الناس بالبيئة البحرية، وعند وضع المنحوتات بالماء، قام العديد من الغواصين بالنزول تحت الماء، و المشاركة في عملية نقل هذه التماثيل، و وضعها تحت سطح البحر، و قام بزيارته العديد من الناس، لأنه فريد من نوعه و يجعلهم يدخلون مغامرة جديدة، يستكشفون فيها حياة أخرى غير حياتهم.
يوجد الكثير من التماثيل التي تعبر عن معان مختلفة ومتنوعة، منها تماثيل تم نحتها على شكل أطفال، تعبر عن أزمة اللاجئين، حيث يقوم هؤلاء الأطفال، بالتجديف في قوارب، وهناك تماثيل تعبر عن الهجرة غير الشرعية، هناك أيضاً تماثيل لرجال أعمال يقومون باللعب في حديقة خاصة بالأطفال، ونرى النباتات البحرية، والشعب المرجانية المنحوتة كأنها حقيقية.
كما يوجد نحو ٢٠٠ منحوتة، وتعبر هذه التماثيل عن شتى الاعمار من الناس، و يمثلون مجالات الحياة المتنوعة، و نجد تمثالا لطالب يقوم بحمل حقيبة الكتب الخاصة به، و نجد تمثالا لأب و ابنه، يقوم الأب فيه بمشاركة ابنه في ركوب الأرجوحة، و تمثالا آخر لزوج مع زوجته، يقومون بالتقاط صورة سيلفي لهم، كما نجد العديد من التماثيل، التي تعبر عن الكثير من الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الناس، و تماثيل أخرى تمثل جميع العادات غير الصحية، التي يقوم بها البشر بصورة مستمرة، فنجد مثلاً تمثال من التماثيل، يعبر عن شخص جالس أمام التلفاز و يأكل أكل غير صحي، فأهم ما يميز جميع هذه التماثيل، أنها تعبر عن أشياء مألوفة للناس.
فعند زيارة هذا المتحف، نرى الكثير من الأشياء التي نقوم بها في حياتنا اليومية، وأحداث كثيرة مما تحدث في العالم، من صراعات وهجرات غير شرعية، وعادات سيئة اعتاد الناس على ممارستها، فيعد هذا المتحف رسالة قوية جداً لنا، وقد نجح الفنان المبدع البريطاني، جيسون تايلور، في توصيل هذه الفكرة لجميع الناس، كما نجح في تعريف الناس بأهمية البيئة البحرية، وأهمية الحفاظ عليها.