الصباح الجديد – متابعة:
حذَّر قائد بالقوات البحرية الأميركية بلاده امس، من هيمنة بكين على بحر الصين الجنوبي، مؤكداً ضرورة استعداد واشنطن لاحتمالية اندلاع حرب مع الصين، في وقت حذرت الصين من أنها ستتخذ اجراءات لحماية مصالحها في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية مشددة على صادراتها من الفولاذ والالومينيوم.
وفي تقييمٍ صارم لنفوذِ الصين القوي المتنامي في المنطقة، قال هاري هاريس قائد القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادي -والمُرشَّح ليكون سفير أميركا الجديد لدى أستراليا- إنَّ نية بكين للهيمنةِ على بحر الصين الجنوبي “جليّةٌ للغاية”، وأنَّ جيشَها قد يُنافس القوة الأميركية “في كل نطاقٍ تقريباً”، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
وأخبَر هاريس ،الذي سَيتقاعد قريباً من منصبه كقائد القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادي، لجنة الخدمات المسلحة في مجلسِ الشيوخِ بأنَّ الولايات المتحدة وحلفاءها يَتَعَيَنُ عليهم القلقَ من تَوَسُّع بكين العسكري في المنطقةِ، مُديناً العملياتِ التي تُوَسِّع بها الصين نفوذها الخارجي، وكذلك سلوكها الاقتصادي العدائي وضغطها على جِيرانِها الإقليميين.
وقال: “نِيَةُ الصين جلَّيةٌ للغاية. وتجاهلها فيه خطورةٌ كبيرة. أشعُر بالقلق من أنَّ الصين ستَعمل الآن على تقويض النظام الدولي القائم على القواعد”.
وأشاد بأستراليا باعتبارها أحد حلفاء أميركا المخلصين في منطقة آسيا والمحيط الهادي، مشيراً إلى التعاون العسكري القائم في القواعد الجوية في ولاية الإقليم الشمالي بأستراليا، والتدريبات البحرية المشتركة وتناوب 1500 من رجال مشاة البحرية الأميركية على داروين بالإقليم الشمالي.
وقال هاريس: “أستراليا هي أحد (العناصر) الرئيسة للنظام الدولي القائم على القواعد. أتطلع إلى مساعدة نظرائي الأستراليين، وتروقني قيادتهم في ساحات الحرب وفي أروقة السلطة في العالم”.
وتابع: “إنَّهم حليفٌ رئيس للولايات المتحدة الأميركية، وكانوا إلى جانبنا في كل نزاعٍ كبير منذ الحرب العالمية الأولى”.
وقال هاريس إنَّه شعر بالقلق من إنشاء الصين لقاعدةٍ عسكرية على الجزر السبع محل النزاع في بحر الصين الجنوبي، والتي تدَّعي دولٌ مجاورة حق ملكيتها لها.
وفي 2016، أخذت محكمة التحكيم الدائمة بلاهاي صف الفلبين في النزاع القضائي الذي خاضته، وقالت إنه لا يوجد أساس قانوني لادعاء الصين بالسيادة التاريخية على المياه ضمن المنطقة التي تسميها “خط النقاط التسع” في البحر.
وقال هاريس: “إنشاءات الصين العسكرية المذهلة قد تنافس قريباً الولايات المتحدة في كل نطاقٍ تقريباً”.
وفي إجابةٍ منفصلة، قال هاريس رداً عن سؤالٍ بشأن خطورة النزاع مع الصين: “فيما يتعلق بفكرة الردع والفوز بالحروب، أنا رجل عسكري. وأعتقد أنَّه من المهم أن تبدأوا حتماً التخطيط وتوفير الموارد لكسب الحرب، وفي الوقت نفسه أن تعملوا لمنع اندلاعها”.
وأضاف هاريس: “في نهاية المطاف فإنَّ القدرة على شن الحرب مهمة، أو سنصبح نمراً من ورق. آمل ألا يصل الأمر لنزاع مع الصين، لكن يتعين أن نستعد جميعاً لذلك تحسباً لحدوثه”.
كانت العلاقات بين البلدين قد توترت بشدة العام الماضي، إثر رد فعلٍ عنيف ضد النفوذ الملموس للصين على النظام السياسي الأسترالي وتغلغلها فيه، الأمر الذي أبرزه استقالة عضو مجلس الشيوخ العمالي سام داستياري على خلفية اتهامه بتلقي أموال من رجال أعمال صينيين كتبرعاتٍ خاصة، وموقفه المناقض لحزبه، فيما يتعلق بأزمة بحر الصين الجنوبي. واقترحت الحكومة الأسترالية قوانين تجسس جديدة، وتشديد قواعد التبرعات الخارجية التي تتلقاها الأحزاب السياسية.