إسرائيل تعدها تمسك بأوراق اللعبة
الصباح الجديد ـ وكالات :
اعتبر مايكل أورين، نائب رئيس وزراء إسرائيل للشؤون الدبلوماسية، أن أمريكا ليست لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، وانما روسيا التي تمسك بأوراق الوضع في المنطقة بين إسرائيل وسوريا وإيران.
وقال أورين لوكالة أنباء بلومبرغ امس: “إن الجانب الأمريكي في المعادلة الراهنة، هو طرف يوفر لنا الدعم، لكن الولايات المتحدة الآن لا تملك تقريبا أي نفوذ في سوريا، وهي خارج اللعبة، كونها لم تضع أي أرصدة فيها”.
ووفقا لهذا السياسي الإسرائيلي، فإن روسيا هي القادرة على وقف المواجهة التي نشأت عند الحدود. وقال مشددا: “والتوقعات تشير إلى أن روسيا ستوقف المواجهة، لأنني لست متأكدا من أي شخص مهتم الآن باندلاع حرب”.
كما أشار أورين إلى أن إسرائيل تعتقد أن لدى روسيا “فرصا للضغط بقوة على سوريا وإيران وحشرهما في الزاوية”. وأضاف “نحن نفترض أن لديها مثل هذه الفرص، وسنرى”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت الماضي، اعتراض طائرة استطلاع مسيّرة عبرت من شمال البلاد، وقال إنها إيرانية، وقام ردا على ذلك، بشن غارات على قاعدة في منطقة تدمر السورية، بعدما افاد بإن الطائرة انطلقت منها، إلا أن قاذفاته المغيرة ووجهت بنيران كثيفة مضادة للطائرات، أدت الى إصابة وإسقاط مقاتلة من طراز F-16. تمكن طاقمها من القفز بالمظلة داخل إسرائيل.
وعلى الرغم من نفي ايران ان تكون أرسلت الطائرة من دون طيار الا ان في إسرائيل من يحسب للحرب حساباتها، اذ قال مير ليتفاك، متخصص في الشأن الإيراني، في جامعة تل أبيب، إن إيران أرسلت طائرة إلى المجال الجوي الإسرائيلي في السبت الماضي، لتوضح لإسرائيل أنها لن تقبل بمزيد من الضربات على أهدافها في سورية، مضيفًا “أنهم يحاولون وضع خط أحمر لإسرائيل، ويقولون إننا نستطيع الدخول إلى إقليمكم والهجوم عليكم لتتوقفوا عن فعل ما تفعلونه معنا”.
كما يرى أن الإيرانيين يعتزمون الاستمرار في محاولة إنشاء قواعد عسكرية في سورية، ويلاحظ أن الجنرالات الإيرانيين يتطلعون الى البحر المتوسط على الحدود الإستراتيجية الغربية لإيران”.
وأيًا كان الوضع، فإن الطائرات بدون طيار، وفقًا للتقييمات الإسرائيلية، ينظر إليها على أنها تحرُك مُسبق قبل أن تنشئ طهران قواعد عسكرية في سورية، حيث أبقت على نشر الميليشيات هناك، وأنشأت منشآت لتصنيع الأسلحة الرئيسية.
ويتوقع بن دور، أحد متخصصي شؤون الشرق الأوسط في جامعة حيفا تحرك الدبلوماسية الروسية المكثفة في محاولة لإيجاد صيغة مقبولة لإسرائيل بشأن الوجود الإيراني في سورية، ولا ينبغي أن ينظر إلى روسيا إلى أنها تتماشى بشكل وثيق مع طهران، بعد أن أصبحت مخاوفها من وجود إيران في سورية واضحة، مؤكدًا أن عمليات القصف التي قامت بها إسرائيل السبت الماضي، لم تتم دون موافقة روسية، وقال: “نحث جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس وتجنب أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تعقيد أكبر للحالة، ونؤكد على ضرورة احترام سيادة وسلامة أراضي سورية وبلدان المنطقة الأخرى دون قيد أو شرط “.
ولفت بن دور إلى أن الدبلوماسية الروسية يجب أن تعالج المخاوف الإسرائيلية بعدم السماح بوجود أسلحة دمار شامل في لبنان وسورية، كما أن القواعد الإيرانية يجب أن تنقل إلى أبعد حد ممكن من مرتفعات الجولان، ومن جانبها إيران ستحصل على شرعية لوجودها باعتبارها واحدة من صانعي السلام الرئيسيين، وأنه يجب أن تؤخذ ذلك بعين الاعتبار في المستقبل، وقال إن قبول إسرائيل لبعض الوجود الإيراني في سورية، يعتمد على العديد من القواعد ونوعها، إذ لن تتمكن من إخراج إيران، لأنها تقاتل هناك مع الجانب الفائز، ولا يمكن إنكار ثمار النصر، لكن مستوى معداتها وقدراتها الهجومية سيتعين السيطرة عليه إلى حد ما، وإلا فإنها ستشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل.
ويوافق ليتفاك على أن الروس ربما يساعدون على توفير وسيلة للخروج من الأزمة، وأضاف: “لست متأكدًا من أن الإيرانيين يريدون تصعيدًا كاملًا وكذلك نحن … ربما يجد الجانبان الأمر أسهل مع الضغط الروسي للتهدئة، ولكن لا أعتقد أن إيران ستوقف وجودها العسكري بسبب الضربات الإسرائيلية لأن إسرائيل تقوم بذلك منـذ عام ولم توقفها”.