بغداد – وداد إبراهيم:
ليس غريباً على بغداد ان تفتح ذراعيها لأمسية ثقافية او فنية، ولا على قاعة اوج للثقافة والفنون ان تفتح ابوابها من اجل الفن والثقافة والادب في بغداد ليكون مساء فيه جمهور واعمال وفنانون وانغام الموسيقى البغدادية، مشهد فني يعبر عن ان الحركة التشكيلية تتعافى ان لم تكن قد دخلت في مرحلة مهمة من مراحل النهوض والابداع، اذ احتضنت هذه القاعة الفتية والتي تعد مركزا ثقافيا وفنيا وادبيا ذا حيوية وفاعلية في الوسط الثقافي العراقي.
احتضنت هذه القاعة معرضا جماعيا لخمسة فنانين عراقيين يشكلون الوانا واتجاهات واساليب مختلفة في الوعي والرؤية.
ترنيمات تشكيلية اسم المعرض الذي شارك فيه هؤلاء الخمسة بأعمال في الرسم من شتى الاساليب والاتجاهات، ليكون للفن العراقي صوت يصدح في مساء بغدادي ساحر وتعود حركة الفن التشكيلي للحياة ويكون للمشهد الفني تاثيره وبصمته في سفر الثقافة العراقية، التي تعرضت للتراجع بعد احداث 2003 وبعد ان اغلقت الكثير من قاعات الفن التشكيلي ،ولا يسعنا الوقوف على نوع المعارض او بالتحديد هذا المعرض وعلى مستوياتها وتأثيرها الفني ولكن اهميتها الفنية والتاريخية كون هذه المعارض تشكل حركة دفع حقيقية لعجلة الفن العراقي الذي دخل في حالة سبات خلال السنوات العشر الاخيرة.
لنجد ان فنانين عراقيين يقدمون فتوحات جديدة تتحدث عن عوالمهم الفنية المسوغة لذا سنكون امام تجارب فنية ان كانت كبيرة او صغيرة الا انها تتحدث عن اسلوبهم واتجاههم الفني كونهم يشتغلون في الفن بعشق المحبين وبلا انقطاع.
الناقد الفني حيدر سالم قال: من المفرح جدا ان هناك جمهورا كبيرا ومن النخبة، هذه حالة تعيدنا الى ماضي ما قبل الثمانينيات هناك ذوق وثقافة وان اختلف الجمهور في نظرته الى اللوحة على الرغم من انه ليس هناك نية من اي الفنانين للعودة الى المدارس الفنية السابقة وقد يكون هذا صحي، اذ ان البعض يريد ان يكون في انسجام مع الوضع الفني العام ويقدم رؤيته الفنية على وفق وعي وأدراك فني للمفاهيم الفنية العامة.
ترنيمات تشكيلية قدمها فائز مجيد (بغداد1957 ) اوات كريم1965 محمد السبع(1066) حميد كاظم حميد ومصطفى سالم حميد.
الفنان حميد كاظم قال: المتلقي يختلف في هذه القاعة عن المتلقي في الحدائق او الاماكن المعروفة كونه من النخبة ومن الوسط الفني والثقافي نحن لدينا رسالة فنية مهمة وهي ان هناك فنا عراقيا يولد من جديد، انا عملت في هذا المعرض بجهد خاص فجعلت الاعمال الاربعة متكاملة وكأنها مقطوعة موسيقية.
الفنان فائز مجيد قال: وضعت اعمالي بما يعبر عن الحياة الجديدة، ووضعت لوحة للمطر والتي اعني بها بناء جديدا للحياة كما وضعت الاقنعة التي يضعها البعض على وجهه ليكونوا بوجه يثير الشفقة او محبة الاخرين في حين ان الوجه الحقيقي يكون فيه الكثير من الخداع.
عدد من الفنانين وجدوا: ان هذه الحالة تدعو الى التفاؤل بالأخص الحضور الكبير لجمهور من الفنانين والاعلاميين والفضائيات وهذا يعني ان ما نشهده، ليس حالة اعتيادية بل حالة صحية كما ان افتتاح معرض في المساء لم يكن ليحدث خلال السنوات العشر الاخيرة بعد ان اغلقت قاعات الفن على شارع أبو نؤاس وغيرها من مناطق بغداد واقتصرت المعارض على قاعة جمعية الفنانين ودائرة الفنون التشكيلية والتي تقدم معارضها الفنية خلال فترة الصباح ويكون الجمهور من الفنانين والاعلاميين.
فيما يجد البعض ان ما تشهده هذه القاعة هو حضور جمهور لمشاهدة الاعمال الفنية وفي الوقت المحدد للافتتاح على الرغم من ان افتتاحها يكون من قبل شخصية فنية مهمة في الوسط الفني.
الفنانة لميعة الجواري قالت: شهدت هذه القاعة معارض فنية شخصية وجماعية وما لمسته ان الجمهور الذي يحضر هو من الوسط التشكيلي والسينمائي وحتى من المطربين وهذا التنوع يعطي حياة جديدة لإقامة معارض فنية في قاعات الفن التشكيلي في بغداد وان كانت لا تتعدى الثلاث قاعات.