مفكرون يؤكدون أن انفجار العنف مؤشر للخلل الذي يصيب النظام الثقافي

جم والي يشير في مؤتمر الأدب والفن في مواجهة التطرف إلى ثلاثة أنواع من الثقافة تسود المجتمعات الآن وهي: ثقافة الغنيمة وثقافة الكذب وثقافة العنف.
شهدت جلسات اليوم الثاني من المؤتمر السنوي الرابع لمواجهة التطرف الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية تحت عنوان «الأدب والفن في مواجهة التطرف» نقاشا صاخبا حول دور الإعلام والقانون والأمن والمسارح والمتاحف في مجابهة التطرف والإرهاب، بدأت بالعلاقة بين الثقافة والتقدم في العالم العربي، والتي أداراها د. جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وتحدث فيها كل من يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، والأديب العراقي نجم والي، ود. نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمفكر المغربي عبدالسلام الطويل، ود. دانيال الحويك المحامية اللبنانية والناشطة الحقوقية، حيث أكد شقرة أن الجدلية بين الثقافة والتقدم تشير إلى أن كلا منهما يصنع الآخر ويكمله، خاصة في المجتمعات المتقدمة التي تنطلق من تكوين النشء وتربيته على اكتساب مقومات الأصالة والثقافة لبناء المجتمع. وطالب بتوجيه الاهتمام إلى النشء وتحصينه ثقافيا وفكريا وفنيا من خطابات التطرف، وذلك من خلال مناهج تعليمية تقوم على فكرة الحرية وقبول الآخر المختلف ودعم الذائقة الجمالية وقيمها الفنية.
وأشار نجم والي إلى ثلاثة أنواع من الثقافة تسود المجتمعات الآن وهي ثقافة الغنيمة وثقافة الكذب وثقافة العنف، وقال «تأتي ثقافة الغنيمة من عدم إخلاص المثقفين لأنفسهم وتلونهم الدائم مع الأنظمة السياسية المختلفة، أما ثقافة الكذب فتأتي من ازدواجية المثقفين تجاه قضايا معينة مثل المجتمعات الذكورية التي تدافع عن حقوق المرأة، بينما تنبع ثقافة العنف من استخدام بعض الأنظمة السياسية لنفس لغة الإرهاب عند معالجة قضايا التطرف».
ورأى والي أن السلام هو موقف إنساني وسلوك ثقافي، وأن المثقفين يجب أن يحافظوا على إنسانيتهم وأن يعترفوا بالسلام، فانتصارنا على الإرهاب والتطرف سيكون بالحوار.
أما د. نيفين مسعد فتطرقت في حديثها إلى الإرادة السياسية وعلاقة التأثير المتبادل بين الثقافة والتقدم من خلال المشروعات التنويرية عبر التاريخ المصري الطويل والتي كان لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. وقالت إن محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة كان شديد الاهتمام بإيفاد المصريين للخارج لتعلم العلوم والحرف والصناعات وإعادتهم للداخل لتفعيل ما تعلموه، كما اهتم بحركة الترجمة والانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى وما وصلت إليه من تقدم، مما أدى إلى الاهتمام بالمنتج الثقافي المصري.
وشددت في نهاية كلمتها على أن الدولة والمجتمع قادران على التغيير، فالتعليم والثقافة هما الرافعتان الأساسيتان لنهضة أي دولة.
وأكد د. عبدالسلام الطويل على فرضيتين أساسيتين، الأولى هي أن العنف والتطرف والإرهاب والتشرد هو نتيجة مباشرة لفشل مشروع الثقافة، والثانية أن مظاهر العنف والتطرف هي نتيجة لفشل مشروعات الإصلاح والتجديد على مدار عقود ما بعد الاستقلال، فمشروعات الإصلاح والتجديد هي التي شكلت مسار الحداثة الأصلي الذي يقوم على السياسة التاريخية لتحرر الإنسان بحيث يكون مسئولًا وفاعلًا في تاريخه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة