محمد سهيل أحمد
الآن لم يعد بوسعي أن أتذكر اسمها. لقد انطفأ بغتة ودونما توقع مثلما يغادر النور مصباحًا.
تُرى أين هي الآن، بعد كل العربات التي غادرت محطاتها دونما عودة؟
ذات ليلة باردة وبعد طول بحث قادني إلى دروب مسدودة، تذكرت أننا ــ ذات نزهة مطيرة ــ حفرنا اسمينا على جذع شجرة في طريق الساحل الذي يصل المدينة القديمة بمركزها المتكدس بصهيل المارة.
كان عليّ، لكي أعثر على امرأة، أن أبحث عن شجرة.
توقفت قبالة دوحة عملاقة من صنف اليوكاليبتوس البريّ زُنّر جذعها بمناديل خضر، وتدلّت من نتوءات أغصانها أقفال وتعاويذ وأعقاب شموع منصهرة ووجوه مقتلعة العيون لأولياء وقديسين. رحت أتفرّس فيها مليًّا وأنا أدور حولها إلى أن وقع نظري على مربع محفور متقشر اللحاء، غير أنه ليأسي كان مزدحمًا بعشرات الأسماء لإناث وذكور طُوّق بعضها بدوائر وقلوب بينما تبعثرت أسماء أخرى على لوحة الجذع بشكل فوضوي، لأدرك أنني دخلت متاهة جديدة وأن اسم من أحببت قد ضاع أو انطمس وسط زحام الأسماء.