الاتحاد الوطني الكردستاني يلغي منصب الأمين العام ويعتمد هيئة قيادية عليا محله

قرر خلاله حل المكتب السياسي وتشكيل لجنة مؤقتة لقيادة الحزب

السليمانية ـ عباس كاريزي:

بعد انقطاع دام قرابة الشهرين وشد وجذب وجدل بين كوادرة واعضاء الحزب، عقد المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني جلسة استثنائية ناقش خلالها اوضاعه التنظيمة الصعبة، وتحديد موعد عاجل لعقد مؤتمره العام الرابع قبيل اجراء الانتخابات المقبلة في البلاد.
ويسعى الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعاني من ازمة تنظيمية وفقدان مركز القرار وغياب سياسة واضحة لدى قيادته، بعد وفاة امينه العام الرئيس جلال طالباني في الثالث من اكتوبر العام الماضي، وسط اختلافات جوهرية برزت بين اعضاء قيادته عقب تفرد الهيئة العاملة التي يترأسها ملا بختيار باتخاذ القرارات التي يصفها مراقبون بانها كانت وبالا ادت الى فقدان الحزب جزءا كبيرا من شعبيته ونفوذه سواء، في الاقليم او على صعيد المناطق المتنازع عليها، والتي كان الاتحاد الوطني قد حصد فيها خلال الانتخابات البرلمانية السابقة 12 مقعدا.
المجلس القيادي للاتحاد الوطني عقد بعد انقطاع طويل اجتماعا له بمحافظة السليمانية قاطعه مسؤول الهيئة العاملة ملا بختيار وعضو الهيئة عمر فتاح، اكد خلاله حل المكتب السياسي وتشكيل لجنة لقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة، لحين عقد مؤتمره العام الرابع، الذي يجمع اغلب قياداته على ضرورة عقده بداية شهر اذار المقبل، اي قبيل اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق.
وكانت خلافات حادة برزت بين اغلب اعضاء المجلس القيادي في الاتحاد الوطني من جهة ومسؤول الهيئة العاملة الملا بختيار من جهة اخرى، الذين وصفوا مواقف وقرارات بختيار السابقة والحالية بانها لاتصب في مصلحة الحزب وتسببت بانهيار الاتفاق السياسي الذي وقعه الاتحاد الوطني مع حركة التغيير، بحضور المرحومين مام جلال والمنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى في 17 من ايار عام 2015 ، وهي فضلاً عن انها اتجهت بالاتحاد الى مسار خطير ابعده عن نبض الشارع الكردي، فهي ادت الى الابتعاد عن ثوابته الاساسية التي رسخها الامين العام الراحل مام جلال، حول علاقة الحزب بالاحزاب الشيعية في العراق وعلاقاته مع دول الجوار، وتسببت بزعزة وتضائل نفوذ الاتحاد الوطني في معقله الرئيس بمحافظة السليمانية والمناطق المتنازع عليها، وكركوك على وجه التحديد التي كانت تعد سابقاً وخصوصاً قبيل اجراء الاستفتاء ساحة نفوذ رئيسية للاتحاد الوطني.
المتحدث باسم المجلس المركزي للاتحاد الوطني لطيف نيرويي اكد في تصريح للصباح الجديد، ان الاوضاع التنظيمية الصعبة والاستياء الواسع الذي تولد لدى كوادر وجماهير الحزب نتيجة لانعدام مصدر القرار بعد وفاة الرئيس مام جلال وتراجع شعبية الحزب جماهيريا، يحتم على المجلس القيادي، الاسراع في تحديد موعد عاجل لعقد المؤتمر العام الرابع، الذي كان يفترض عقده عام 2013، وتم تأجيله نظرا لمرض مام جلال وعدم توافق القيادة على موعد مناسب لعقده نتيجة للخلافات في الرؤى بين قيادة الحزب.
وتابع نيرويي ان المجلس المركزي وهو بمثابة البرلمان الحزبي وبموجب الصلاحيات التي منحها له النظام الداخلي، عمل خلال الشهر الماضي على صياغة نظام داخلي جديد سيتم طرحه على مكاتب ومؤسسات الحزب لدراسته والمصادقة عليه لاعتماده في المؤتمر العام المقبل.
وقال «ان منصب السكرتير العام والمكتب السياسي تم الغائه في النظام الداخلي الجديد للحزب، وسيدار الحزب وفقا للبرنامج الجديد من قبل ثلاثة اشخاص، يتمتعون بسلطات السكرتير او الامين العام، كما سيتم حل المجلسات القيادي والمركزي وسيحل محلهما هيئة قيادية عامة تتالف من 121 شخصا سيتم انتخابهم بالاقتراع المباشر خلال المؤتمر العام المقبل وفقا للتمثيل الجغرافي.
واضاف كما سيتم تشكيل هيئة للحكماء من القيادات السابقة وذوي الخبرة، مضيفا ان القيادة الثلاثية سياخذ كل منهم على عاتقه الاشراف على ثلاثة مفاصل رئيسية في التشكيل الجديد للحزب والتي تتالف من تسعة مؤسسات، موضحا ان التمثيل الجغرافي سيعتمد في اختيار عدد اعضاء الهيئة القيادية العليا التي تتالف من 121 عضوا والذي للنسبة المئوية التي سيحصل على الاتحاد في الانتخابات البرلمانية لتلك المحافظة.
يشار الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني تاسس عام 1975 في سوريا على يد (جلال طالباني وعادل مراد وعبد الرزاق عزيز وفؤاد معصوم)، وهو الذي قد الثورة في كردستان ضد النظام البعثي في العراق، بعد انهيار الثورة الكردية التي قادها الملا مصطفى بارزاني عام 1974عقب اتفاقية الجزائر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة