توسيع الزحف على عفرين من اعزاز
الصباح الجديد – وكالات:
أجمع عدد من دول العالم على رفض العملية العسكرية التركية في عفرين السورية، والتي أطلقت عليها تركيا اسم «غصن الزيتون»، ووصل الأمر إلى تهديد فرنسي بتصعيد المسألة إلى الأمم المتحدة، وهو ما ردت عليه تركيا باعتباره «اصطفاف مع الإرهاب».
كما سجلت اشتباكات عنيفة بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية في منطقة بالية التابعة لناحية بلبلة على الحدود الشمالية لعفرين، أعقبها هجوم بري تركي جديد امس الاثنين من داخل الأراضي السورية ومن إعزاز تحديدا.
ودعت تركيا أعضاء حلف شمال الاطلسي (الناتو) إلى دعم الحملة العسكرية التي تقول إنها أطلقتها ضد مقاتلين أكراد في عفرين شمال سوريا.
وقال مندوب تركيا لدى الناتو أحمد برات كونكار لبي بي سي إنه يتعين على الولايات المتحدة والحلفاء الاخرين اعادة تقييم عضويتهم في التحالف العسكري اذا اعترضوا على أعمال تركيا التي وصفها بأنها شرعية.
وتوغلت قوات برية تابعة للجيش التركي امس الاول الأحد في منطقة عفرين في إطار حملة تركية مستمرة منذ يومين فتحت بها جبهة جديدة في الحرب الأهلية بسوريا.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، ويقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين، مؤكدة إن وحدات الشعب الكردي فرع من حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقود تمردا على الحكومة في أنقرة منذ 1984.
وأضاف مندوب تركيا لدى الناتو أن دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية كحليف ضد تنظيم « داعش « أدى إلى أن تصبح الميليشيا تهديدا مباشرا لتركيا.
وتريد الولايات المتحدة ان تبقى العملية العسكرية التركية محدودة المدة والنطاق، وحثت على «ضبط النفس» حفاظا على حياة المدنيين. .
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت «نحث تركيا على التحلي بضبط النفس وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها والحرص على تجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين».
ومن المقرر أن يعقد مجلس الامن الدولي امس الأثنين جلسة طارئة لمناقشة العملية التركية.
من جانبها، قالت وحدات حماية الشعب إنها أُطلقت صواريخ من داخل سوريا على بلدتين تركيتين على الحدود ردا على الهجوم.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أكد امس الاول الأحد أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل تحركها، مشيرا إلى أن واشنطن تتواصل مع أنقرة بشأن تطورات الأوضاع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «أقلعت طائراتنا وبدأت في القصف. والآن العملية البرية جارية. الآن نرى كيف تفر وحدات حماية الشعب، في عفرين».
• ردود الفعل الرافضة للعملية العسكرية التركية
وتابعت «الصباح الجديد» ردود الفعل الرافضة للتصرفات التركية، اذ دعت وزارة الخارجية الإيرانية، امس الاول الأحد، السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن «استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددًا في المناطق الشمالية في سورية وإشعال نيران الحرب والدمار مجددًا في هذا البلد»، فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية، امس الاول الأحد، رفض مصر للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين، معتبرة أنها «تمثل انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سورية»، مؤكدة في بيان، على «موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق»، ودعت إلى «انخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية، وأوردت وزارة الخارجية الأميركية، امس الاول الأحد، أن الولايات المتحدة «قلقة جدًا بشأن الوضع شمال غرب سورية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان: «نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو وشريك هام في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية».
وكان مصدران في الجيش الأميركي قالا، في تصريحات لـCNN، إن القوات الأميركية التي تقوم بدوريات مراقبة في منبج قد تكون معرضة للخطر إذ دخلت تركيا، مضيفان أن مهمة هذه القوات هي منع الاشتباكات ولكنها رغم ذلك تتعرض بشكل متكرر لإطلاق نار من مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا، وفي روسيا قال فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وأضاف: «في الأمم المتحدة، لن تطالب سورية فقط بإنهاء هذه العملية، بل ستدعم روسيا هذه المطالب وتقدم المساعدة الدبلوماسية لسورية»، بحسب ما نقلته وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الأعمال أحادية الجانب للولايات المتحدة في سورية «قادت تركيا إلى الغضب الشديد»، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية الرسمية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اعلن أن بلاده طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة، داعيًا عبر حسابه على «تويتر:، إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.