“النفط” تتجه لاستثمار ملايين الأقدام المكعبة منه
بغدادـ الصباح الجديد:
توقّع وزارة النفط العراقية الأسبوع المقبل عقدا لاستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط من حقل نهر بن عمر مع شركة أوريون الأميركية، وقال السيد عاصم جهاد المتحدث الرسمي لوزارة النفط إن هذا الحقل ينتج يوميا أربعين الف برميل من النفط الخام بالجهد الوطني وأن كميات الغاز المنبعثة في أثناء عملية الاستخراج تبلغ 25 مليون قدم مكعب.
وأضاف جهاد ان من المؤمّل في القريب العاجل استثمار الغاز في ثلاثة مواقع في البصرة والناصرية وميسان جرت بشأنها اتفاقات مبدئية وبما يعني إضافة الف مليون قدم مكعب من الغاز الى الإنتاج الوطني، وذكر ان شركة جنرال الكتريك الأميركية من بين الشركات التي تقدمت للاستثمار في هذه المواقع.
وكشفت دراسة أعدّها الخبير النفطي قيس العزاوي ان عدة شركات تسابقت للفوز باستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط الذي يحرق حاليا في الفضاء وان هذه الشركات أعلنت خطة عمل تبلغ قيمتها ثمانية مليارات دولار لضخ كميات من الغاز تكفي العراق والدول المجاورة وتلبي بعض الطلب الأوروبي، فيما ابدت كل من تركيا وسورية والأردن ومصر اهتمامها بالتزود بالغاز العراقي وبدأت مفاوضات مع بغداد لتوقيع عقود غازية.
وقال العزاوي إن الشركات المتنافسة على الغاز هي بلغار غاز البلغارية وترانس غاز الرومانية، وأو أم في النمساوية وأم أو أل المجرية ودانه غاز الإماراتية، وبوتاش التركية وأر دبليو آي الألمانية.
وأكد ان العراق يخسر يوميا ما قيمته 80 مليون دولار نتيجة حرق الغاز الطبيعي المصاحب الذي ينبعث مع عملية استخراج النفط، مؤكدا ان الاستثمارات الأجنبية في حقول الغاز العراقي سترسم مستقبل الصناعة الغازية في البلد لتجعل منه أحد مصادر الغاز على الصعيد المحلي والإقليمي، ومورداً لا غنى عنه للسوق الأوروبية.
وأضاف العزاوي، ان “70% من غاز العراق الطبيعي ينبعث مع عملية استخراج النفط ويحرق يومياً، ما يعني أن الهدر اليومي يكفي لتزويد الأردن مثلاً مرتين بالطاقة الكهربائية وتعبئة 300 ألف قارورة غاز يومياً، لذلك يخسر العراق نحو 80 مليون دولار يومياً”.
ومن المؤمل ان يسهم الغاز العراقي في تغذية مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي “نابوكو” البالغ طوله 3300 كيلومتر، والذي ينقل الغاز من بحر قــزوين عبر تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر إلى النمسا لإمداد أوروبا للحدّ من اعتمـادها على الغاز الروسي.
ويحتل العراق المرتبة 11 عالمياً في احتياطاته الغازية البالغة 131 تريليون قدم مكعبة، ويُرجح إن يصل إلى المرتبة الخامسة في حال استكمال الاستكشافات الخاصة بالغاز.
وكان وزير النفط العراقي جبار اللعيبي قد اعلن امس الأول الثلاثاء عن تصدير 822 ألف طن من الغاز خلال عام 2017، ، موضحاً أن التصدير تم من الموانئ الجنوبية في خور الزبير عبر شركة غاز البصرة.
ودخل العراق نادي الدول المصدرة للغاز في عام 2016 محققاً طفرة نوعية في استثمار الغاز الطبيعي الخام، فيما اعلنت وزارة النفط العام الماضي ارتفاع معدل إنتاج الغاز السائل إلى أكثر من 5300 طن يومياً، ومعدلات الاستثمار في إنتاج الغاز إلى 1300 مليون قدم مكعبة يومياً، محققاً طموحات تأخرت كثيراً بسبب الحرب مع إيران في ثمانينات القرن الماضي.
وقال عضو اللجنة المالية النيابية جبار العبادي، إن “دخول العراق نادي الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي يعتبر مثابة طوق النجاة للاقتصاد الذي يحتاج واردات جديدة إضافة إلى النفط الخام”.
وكانت شركة تسويق النفط “سومو” التابعة لوزارة النفط قد اكدت في بيان سابق، ان “الإيرادات من مبيعات النفط الخام في عام 2017 بلغت 59.552 ملياردولار، بمعدل 4.962 مليار دولار شهرياً، بينما بلغ معدل سعر البيع الشهري للنفط الخام 49 دولاراً للبرميل، مشيرة إلى أن 44 شركة عالمية اشترت النفط الخام العراقي.
ثمانية مليارات دولار لاستثمار الغاز العراقي
التعليقات مغلقة