الاتحاد الأوروبي يطلق استراتيجية مساعدة العراق لمواجهة تحديات ما بعد “داعش”

فيما خصصت أميركا 75 مليون دولار لدعم الاستقرار
بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلن الاتحاد الاوروبي، أمس الثلاثاء، بلورة ستراتيجية جديدة لدعم العراق في مرحلة ما بعد “داعش”، من اجل التصدي للتحديات العديدة التي تواجه البلاد بعد هزيمة الإرهاب على اراضيه.
واوردت تقارير صحفية تابعتها “الصباح الجديد”، إن “منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني اعتمدت مقترح استراتيجية جديدة للاتحاد تجاه العراق”، عازية ذلك إلى “التصدي للتحديات العديدة التي تواجه البلاد بعد الهزيمة الإقليمية لتنظيم داعش”.
ونقلت التقارير عن المفوضية الأوروبية، قولها، أن “الاقتراح يتضمن دعم الاتحاد الأوروبي الحالي وطويل الأجل للعراق مع الأخذ في الاعتبار أولويات الحكومة العراقية”.
وأكدت موغيريني: “من الضروري الآن العمل بسرعة لإعادة بناء البلاد بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي، وهذا يحتاج إلى دعم دولي، ونحن على استعداد للمساهمة للحفاظ على دعم للشعب العراقي والحكومة العراقية في مواجهة هذه التحديات التي تشمل العراق والمنطقة”.
من جانبه، قال مفوض شؤون المساعدات الإنسانية كريستوس ستايلندس إن “الاتحاد الأوروبي كان في طليعة الأطراف التي قدمت المساعدة الطارئة للشعب العراقي منذ بداية الأزمة، وقد رأيت معاناة المواطنين المدنيين بشكل مباشر في أماكن مثل الموصل والفلوجة”، مضيفاً أن “من المهم أن تظل جميع جهود المساعدات محايدة، ومن الضروري دعم كل العراقيين المحتاجين إلى المساعدة اليوم وغداً ومهما استغرق الأمر”.
أما مفوض التنمية والتعاون الدولي، نايفين ميميكا، فقال في البيان المشترك إنه “في الوقت الذي يتخذ فيه العراق خطوات نحو مستقبل أكثر استقراراً فإن الاتحاد الأوروبي ملتزم بأن يكون شريكاً رئيسياً في إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة على المدى الطويل”.
ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز الدعم الملموس للعراق من خلال مجموعة واسعة من المجالات لتعزيز النمو الاقتصادي والحكم الرشيد وتعزيز النظام القضائي، فضلاً عن تعزيز التعليم، حسب ما جاء في البيان الأوروبي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في تشرين الأول الماضي، إطلاق بعثة مدنية لإصلاح القطاع الأمني في العراق، وقالت بروكسل إن هذه البعثة ستعمل بالتنسيق مع وفد الاتحاد الأوروبي إلى العراق والتحالف الدولي ضد “داعش” وجهات أخرى.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلن السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان، أمس الثلاثاء ايضا، أن الحكومة الأميركية ستقدم 75 مليون دولار من التمويل الاضافي للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق بعد تحريره بالكامل من “داعش”، مؤكدا أن برنامج تحقيق الاستقرار سيتواصل بعد تعزيزه بهذا التمويل الجديد.
وقال سيليمان في بيان تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه، إن “الحكومة الأميركية ستقدم 75 مليون دولار من التمويل الإضافي للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق بعد تحريره بالكامل من تنظيم داعش”، لافتا الى أن “الولايات المتحدة تعتزم تقديم ما مجموعه 150 مليون دولارا لجهود تحقيق الاستقرار في عام 2018 وبذلك يصل إجمالي مساهمة الولايات المتحدة إلى 265.3 مليون دولار منذ عام 2015″.
واضاف سيليمان ” التزامنا تجاه الشعب العراقي لا ينتهي بالقضاء على داعش، حيث يواجه ابناء المناطق المحررة الآن تحديا هائلا يتمثل في إعادة بناء حياتهم، واستعادة تراثهم الثقافي”، مبينا أن “هذه الأموال ستساعد في إعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء حتى تتمكن الأسر العراقية من جميع الخلفيات الإثنية والدينية من العودة الى ديارها بشكل آمن وطوعي وبكرامة”.
وبين، أن “هذه الأموال ستقدم إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، مشيرا الى أن 24 جهة مانحة دولية تدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحقيق الاستقرار والذي يدار بتعاون وثيق مع حكومة العراق على الصعيدين الاتحادي والمحلي”.
وأكد سيليمان، أن “برنامج تحقيق الاستقرار سيتواصل بعد تعزيزه بهذا التمويل الجديد”، لافتا الى أن “برنامج تحقيق الاستقرار يدعم أيضا التوظيف المؤقت من خلال برنامج الأجر مقابل العمل وكذلك المنح المقدمة الى المشاريع التجارية الصغيرة للنهوض بالاقتصاديات المحلية “.
ولفت الى أن “جزء من التمويل الأميركي الإضافي الذي تم الإعلان عنه، سيدعم احتياجات الأقليات الاثنية والدينية الضعيفة ولاسيما أولئك الذين وقعوا ضحايا لأعمال وحشية من تنظيم داعش”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة