اصوات التأجيل المريبة !

الانتخابات بوصفها استحقاقا دستوريا مفصل مهم من مفاصل الديمقراطية في العراق ومهما كانت الخلافات السياسية التي تدور حول هذا المفصل لايمكن القول ان هذا الحق الدستوري منوط بواحدة من السلطات الثلاث فاجراء الانتخابات والحرص على نزاهتها والتأكيد على موعدها هو مهمة وطنية لابد للجميع من تقديم العون لتنفيذها على اكمل وجه وما يثير الغرابة والحزن في الوقت نفسه هو مايترشح من اتهامات ومنابزات واتهامات متبادلة من قبل بعض الاطراف ومحاولة توظيف موضوعة الانتخابات في تأليب الرأي العام او كسب اصوات اواستهداف دعاية انتخابية وحسنا فعلت المرجعية الدينية يشاركها رئيس الوزراء حيدر العبادي بتاكيدهما المبكر على اجراء الانتخابات في العراق في موعدها المحدد والاعلان عن رفض اية حجج او مبررات لتأجيلها وهناك فرق طبعا بين من بتحدث عن عدم اكمال الاعمال اللوجستية الفنية المتعلقة بعمليات التصويت وبين من يريد تأجيل الانتخابات لأغراض سياسية ومن المهم جدا الاصغاء لما تقوله المفوضية المستقلة للانتخابات في هذا الشأن وعدم الاصغاء لمحاولات التشويش التي تثيرها تصريحات سياسية على منابر الاحزاب التي تحركها مصالح حزبية ضيقة ولربما يشكل اجراء الانتخابات في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى المحررة التحدي الاكبر للحكومة العراقية في التزامها الدستوري باجراء الانتخابات في موعدها وحتى ذلك الوقت يصبح من المهم ان تفكر الحكومة العراقية وتعمل على توفير السبل الكفيلة التي تتيح لابناء هذه المحافظات التوجه الى صناديق الاقتراع من دون معوقات سياسية او امنية او فنية فالمعلومات المتوفرة تشير الى عودة اكثر من نصف سكان هذه المدن من النازحين الى بيوتهم وبالتالي يصبح من الممكن القول ان فرص اجراء الانتخابات في هذه المحافظات كبيرة وليس من الضروري اجراء عمليات التصويت داخل المقار الانتخابية السابقة التي تعرضت الى التدمير او التخريب ومن المهم جدا الاسراع بتجهيز اماكن ومقار بديلة وتزويدها بالاجهزة الفنية المطلوبة حتى لو كانت خيام النازحين ..اما الحديث عن تأجيل الانتخابات في هذه المحافظات فلربما يحمل في طياته مصاعب ومتاعب كبيرة للحكومة ويجتزيء كثيرا من المشهد الانتخابي العام ويعرضه الى الكثير من التدخلات الحزبية ومن هنا يتحتم على كل المخلصين في اجهزة الدولة المعنيين بموضوعة الانتخابات العمل على سد الثغرات وتعويض النقص الحاصل في مستلزمات الانتخاب واعتبار هذه المهمة مهمة وطنية عامة لاتختص بسلطة او مؤسسة او جهة لوحدها ونجاحها نجاح للعراقيين جميعا وفشلها لا سمح الله لها يرتد على العراق دولة وشعباً.
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة