لقب «المطلقة « يقيّد المرأة ويحاصرها اجتماعيا

70 من المئة يتراجعن عن قرارهن بالانفصال
إعداد – زينة قاسم:
سلطة الرجل الغالبة في كل مجالات الحياة حتى داخل الأسرة، جعلت مجتمعنا يفتقر الى انصاف المطلقة، فكثيرون يعتبرونها مستلبة او فاقدة للاهلية، وبالتالي فهي لا تصلح زوجة المستقبل وينظر إليها بازدراء ودونية وكأنها ارتكبت جرماً.
على الرغم من أن الحياة تطورت وتغيرت في الكثير من المفاهيم وأخذت المرأة مجالاتها في شتى نواحي الحياة، الا ان هذه النظرة القاصر، بقيت مسمارا يخز مشاعر الاف ممن لم يحالفهن الحظ بالعيش في اسر ومجتمعات تفهمهن
المواطنة ريم الساعدي 42 عاماً تقول: ما أحوج المرأة المطلقة إلى أن يعطيها المجتمع فرصة ثانية لتثبت فيها جدارتها ونجاحها وأنوثتها وإنها مازالت امرأة مرغوب فيها فتكون حريصة كل الحرص على ألا يتكرر فشلها مرة أخرى.
وتابعت الساعدي: في الغالب تكون المرأة هي الملامة الأولى على هذا الفشل وهو بمنزلة وصمة العار التي وصمت بها من قبل المجتمع وكأنها قد ارتكبت جريمة في حياتها، لذلك يوجب الأهل عليها المكوث بالمنزل حتى تتجنب أقاويل الناس ولكن قد تكون هي ضحية الاختيار غير السليم منها أو من الأهل أنفسهم أو أن تكون هي ضحية العادات والتقاليد التي نعيشها في مجتمعنا فهي مغلوبة على أمرها، وإن كانت هي المحقة فقد يحدث الطلاق على أتفه الأسباب وأبسطها والأمثلة كثيرة.
المواطن فائز عبد الستار 36 عاماً قال: ان طبيعة المجتمع تؤثر تأثيراً سلبياً في آراء الأشخاص وخاصة المرأة المطلقة على الرغم من إنها إنسانة قد تعرضت للظلم، أو كان طلاقها نتيجة عدم فهم أو ظروف مادية، وغيرها من الأسباب الكثيرة.
وأضاف ان المجتمع لا يرحم هذه الإنسانة التي ربما لو كانت الظروف مناسبة لها قد لا يحدث الطلاق، وان حدث فقد يكون المسؤول عنه الرجل، وبالتالي فان نظرة المجتمع الضيقة تجعلها هامشية وغير فاعلة وبعيدة عن فكرة الارتباط برجل ثان وتكوين أسرة سعيدة.
وقالت سعاد عبد الحسين 50 عاماً: أن المجتمع ينظر للرجل على أنه أكثر كمالًا وعقلًا من المرآة، لذا تكون النظرة السلبية في حال الطلاق حليفتها في المجتمع.
وأوضحت عبد الحسن: المجتمع يتعامل مع المطلقة وكأنها عبء لذا تكون نظرته لها سلبية، لأن من وجهة نظره أنه لا يحدث الطلاق إلا عندما تخطيء المرأة، ويحملها كامل المسؤولية عن حياة من المفترض أنها مشتركة.
وأشارت: إلى أن نظام الزواج في خطر حقيقي، وهناك درجة من الاندفاع من قبل الشباب والفتيات لفك العلاقة الزوجية من دون محاولة التمسك بها، وهو ما يحتاج إلى دعم ثقافي واخلاقي مع احتشاد من العقلاء.
من جهة أخرى بينت الدكتورة إيمان غالب باحثة اجتماعية: أن معظم النساء يخشين الطلاق حتى لو طلبته المرأة، فالطلاق بين الزوجين لا يتم بين يوم وليلة ولكن يأخذ مراحل طويلة تعطي الزوجة فرصة لكي تراجع نفسها والمسألة تتوقّف على الزوج لأنه يفكر في مصيره بعد الانفصال ومصير أبنائه ونفقات ما بعد الطلاق.
وتدعو نسرين البغدادي، أستاذة علم الاجتماع، الزوجين إلى أن يحلاّ مشكلاتهما بعيدًا عن تدخل أي شخص، إلا إذا كان قريبًا من الزوجين وتهمه مصلحتهما حتى يتم الحل قبل الوصول إلى طريق مسدود ويكون بعده الندم.
وتؤكد البغدادي: أن نجاح الحياة الزوجية يتوقف على الزوجين معاً، وترفض تحميل الزوجة وحدها المسؤولية كلها وتطالب الزوجين بمعرفة أن الحياة الزوجية مليئة بالصعوبات والمشكلات وتجب مقابلتها بالمرونة والهدوء والتسامح.
وتنصح البغدادي الزوجين بضرورة اختيار الوقت المناسب لمناقشة مشكلاتهما حتى لا تتطور بوقوع الطلاق، فالكثير من حالات الطلاق هي نتيجة انفعالات من الطرفين في لحظة غضب، ومن هنا لا بد من حل المشكلات بين الزوجين في هدوء ومن دون انفعال.
من جانب آخر اجمع خبراء العلاقات الزوجية أن نحو 60 بالمئة من النساء يشعرن بعقدة الذنب بعد طلاقهن حتى وإن كنّ على حق، وعندما تفكر المرأة المطلقة في الزواج ثانية فإنها تحاول التنازل عن الكثير من مبادئها في محاولة لتحقيق زواج ناجح بعد التجربة الأولى الفاشلة.
وشددوا على ضرورة مواجهتها للمجتمع بكل شجاعة، وأشاروا إلى أن من يصنع أزمة المرأة المطلقة هي المرأة نفسها، فهي التي تفقد الثقة في ذاتها، وبالتالي تبدأ بالتأثر بأقوال المحيطين بها وتصبح حالتها النفسية سيئة للغاية.
وتشير الإحصائيات إلى أن 70 بالمئة من الزوجات اللاتي يطالبن بالطّلاق يتراجعن عن قرارهن ويفضّلن العودة مرّة أخرى إلى حياتهن الزّوجية حتى وإن كانت صعبة التحمل بعد أن اكتشفن أن عليهن مواجهة مجتمع ينظر إليهن نظرة غير صحية وفيها شيء من الاتهام، وخاصة إن كان لديهن أبناء، وأن نسبة قليلة من النساء استطعن مواجهة المجتمع وضغوطه، وفضلن الانفصال عن أزواجهن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة