شدني قبل مدة خطبة لرجل دين تعرض خلالها الى مسألة تهميش دور المرأة وإلغاء وجودها وكيف ان هذه القضية آثرت في المجتمع واسهمت في العديد من المشكلات الاجتماعية وفي مقدمتها هرب الفتيات، ولاسيما الريفيات الى المدينة وما يتعرضن له خلال رحلتهن فيها واليها، أذ تلجأ الكثير منهن الى العمل في المقاهي أو ما يعرف بـ «الكوفي شوب « ، واغلبها تدار من قبل شبكات متخصصة باصطياد تلك الفتيات وأجبارهن على ممارسة الأمورغير الاخلاقية ، فضلاً عن ان تلك الشبكات تقوم بتغيير امكنتهن من منطقة الى منطقة أخرى كي لا يتم العثور عليهن من قبل ذويهن .
وقد استشهد الخطيب على ما روي بملفات وقضايا يتم تسجيلها لدى وزارة الداخلية. مشيراً الى ان تلك الأماكن والشبكات محمية من قبل بعض الشخصيات المتنفذة في الدولة.
وهنا شعرت بالصدمة لسماعي هذا الكلام في الوقت ذاته أدركت مدى خطورته، بحيث يتناوله خطيب على المنبر مؤكداً ان كل هذهِ الأمور ما كانت تحدث لو ان المجتمع تعامل بأنصاف وإنسانية وعدل مع المرأة، فضلاً عن اتباع تعاليم الدين التي لم تنص على ان تجبر القاصر على الزواج من رجل مسن او يسلب حق المرأة في الإرث او ان تحرم من التعليم او حتى من حق التعبير عن رأيها، وأن تعامل كجارية أو خادمة لا ينبغي لها ان تطالب بأكثر من لقمة العيش، في حين هي مطالبة بالخدمة والعمل والتربية وكل ما يتعلق بشؤون المنزل.
انها ظاهرة خطيرة لا يجب التهاون معها او مع من تسبب بها، ان تضطر الفتاة للهرب من منزلها لتلاقي مصيراً اشد سوداوية من كل الظروف التي كانت تمر بها لتتلقفها عصابات متخصصة وشبكات اتخذت من المرأة سلعة تباع وتشترى في ظل مجتمع مازال يحتكم الى العرف تاركاً العقل والمنطق خلف ظهره ليحمل المرأة وزر أخطائهِ وجهلهِ الذي دفعها الى الهرب صوب المجهول.
زينب الحسني
فتيات المقاهي
التعليقات مغلقة