أكاذيب اختلقتها ديزني حتى لا تصدم الأطفال

سندريلا: لم تحب الأمير.. كان متسلطاً
متابعة الصباح الجديد:

من بين 57 من «كلاسيكيات ديزني»، هناك 11 نصًا أصليًا فقط، هذا ما يؤكده تقرير في صحيفة «الباييس» يتناول التحولات التي أجرتها ديزني على الروايات وقصص التراث لتقدم أفلامها الرائعة، وفقًا للتقرير.
هناك شيء واحد يروق لأكبر صانعي الأحلام لدى تقديمهم للعلاقات الكلاسيكية، اختلاق كل شيء حرفيًا. فالأكثر من الأغاني والحيوانات الناطقة والنطاق الزمني، لا تتمسك ديزني بالثقافة الشعبية كثيرًا، وتلغيها في الغالب.
اليوم يعتقد العالم أن بوكاهونتاس وجون سميث وقعا في الحب، وكانا يتجوّلان في ضوء القمر الأزرق، وهما يسمعان من بعيد عواء الذئب. وهذه هي اللحظة المناسبة لكشف الكذبة التي طالما صدقناها، كذبة جميلة، لكنها كذبة في نهاية المطاف!
أين الخدعة؟ يشير التقرير إلى أن مذكرات سميث لم تتناول أية علاقة حب تجمعه ببوكاهونتاس، فقد كانت تبلغ عشرة أعوام فقط، وكانت تناديه «الأب»، لأن عمره كان 27 عامًا، في الواقع لقد تزوجت بوكاهونتاس من كوكوم الذي كانت تحبه، وأنقذ حياة سميث حين أمسك برأسه، (وغالبًا لم يكن لديه مثل هذا الشعر اللامع مثلما كان في الفيلم)، بعد سنوات، وبعد ترمّلها، سافرت بوكاهونتاس إلى لندن، وتزوجت هناك، وتوفيت في الثانية والعشرين من عمرها.
ومنذ ذلك الحين تنامت أسطورة حبها لجون سميث، غذّتها ديزني وخففت من الذنب الذي ارتكبه المستعمرون ضد السكان الأصليين للعالم الجديد، وصار ما حدث طبقًا لديزني أنهم: أبادوهم واستولوا على أرضهم، لكنهم أيضًا علموهم قوة الحب الحقيقي.

سندريلا: لم تحب الأمير..
كان متسلطًاً
نتحدث عن فيلم ديزني سندريلا المأخوذ عن حكاية الفرنسي شارل بيرو «سندريلا» التي كتبها عام 1697.
أين الخدعة؟ في حكاية بيرو حصل الأمير على سندريلا (وكانت تدعى Aschenputtel) بسبب إصراره، بينما هي لم تكن لديها رغبة كبيرة، وقد طاردها في ثلاث مناسبات مختلفة، لكنها تمكنت من الاختباء بفضل قدراتها السحرية.
في المرة الثالثة لم يدعها الأمير تتمكن من الهرب، فأمر بتغطية سلالم القصر بالقار حتى يلتصق بها حذاء محبوبته، في النهاية تزوجته سندريلا بعد أن تأكدت من أنها لن تتمكن من الفرار منه، الأمر مختلف جدًا عما حكته ديزني من أن الأمير الغنيّ الوسيم تزوج من عذراء جميلة وفقيرة، بعد أن وقعا في الحب، هكذا من دون أن يتبادلا أية كلمة.

هرقل: ألف فخ وفخ
في فيلم هرقل الذي أنتجته ديزني عام 1997، وضعت الشركة الأسطورة اليونانية في الخلاط ، وأعطتنا شكلًا مختلفًا، بحيث كان وجه الشبه الوحيد مع قصيدة بيساندر المعروفة، التي كُتبت في القرن السابع قبل الميلاد، واستُوحي منها الفيلم، هو أسماء الشخصيات فقط.
أين الخدعة؟ في كل الأجزاء – وفقًا للأسطورة – كان هرقل ابن المغامر – أو يمكننا القول: المغتصب لألكمين – زيوس، وبين 100 ابن لزيوس الذين أنجبهم من نساء أخريات، كنّت زوجته (وأخته) هيرا كرهًا كبيرًا لهرقل، ولهذا أرسلت ثعبانين لقتله دون جدوى. وقبل أن يتم العشرين عامًا، كان لدى هركليز 52 ابنًا، ولسوء الحظ في هجوم مجنون قتل اثنين من أبنائه من ميجارا، زوجته الأولى الأقل جمالًا بكثير مما ظهرت عليه في الفيلم. اجتمع هرقل مع ميجارا مع ابن عمه، وبدأوا في إنجاز 12 مهمة ليكون بريئًا من جريمته. ولا حاجة للتوضيح بأنه لم تكن هناك جوقة من النساء السود.

كتاب الأدغال: عنف ماوكلي وبالو
فيلم ديزني كتاب الأدغال عام 1967 الذي أُخد عن حكاية الاستعمار، أو الاعتذار كما يسمّيها بعض المؤرخين، والتي كتبها روديارد كيبلينغ عام 1894.
قلّلت ديزني من العنف الموجود بالحكاية الأصلية، فقد دمّر ماوكلي في مناسبتين مختلفتين قرى بشرية رغبة منه في الانتقام، وعلّمه الدب بالو أعمال الشغب التي صدمت بقية الحيوانات، وقدّمت الحكاية أيضًا شخصية زعيم القرود لوغو بنحو يفجر كل الصور الذهنية عن السود، حتى أنه يغني لماوكلي «أريد أن أصبح مثلك».
أعمال شغب الشوارع والتمرد الاجتماعي على حقوق المدنيين في مجتمع السود، أثارت هذه المحاكاة جدلًا واعتقادًا بأن والت ديزني – وكان هذا آخر فيلم يشرف على إنتاجه – أراد استعمال السينما في نشر رسالة شديدة التحفظ.

علاء الدين: كسول ومجرم
في عام 1992 أنتجت ديزني فيلم علاء الدين المستوحى من «حكايات ألف ليلة وليلة» المجموعة من التراث الشرقي حوالي عام 850.
يوضح التقرير، أن علاء الدين يطلب من المارد في النص الأصلي طلبات مختلفة عما جاء في الفيلم، الأول هو أن يُخرجه من كهف الكنوز الرائع، والثاني هو أن يقيم له مأدبة فاخرة له ولأمه. في الحكاية الأصلية تُوفي والد علاء الدين بسبب شعوره بالعار من شكل ابنه، وبعد وفاته كان يبيع مع أمه المصابيح.
أما الطلب الثالث، فهو الأكثر تعقيدًا؛ فقد كانت الأميرة بدر البدور (ياسمين في الفيلم) قد تزوجت من ابن الوزير، وطلب علاء الدين من المارد أن ينقلهما له كل ليلة في غرفة نومه، حيث كان يحبس الزوج في الحمام، ويترك الأميرة، كان هدفه هو ألا يتم الزواج، وحينها يقوم الملك بتطليق ابنته من ابن الوزير، وهكذا كان هذا الرجل ضحية حقيقية في القصة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة